 |
قسم الحصن الاسود
القـفـــــص |
|---|
القـفـــــص
يحلو لشاهر ان يفترس المسافات ليعيد تشكيل ذاته على نحو مفارق وعجيب وكان جل سفراته التي يمضي اليها حيث بلدان شرق المتوسط يؤمن بحضارة تحتضر على مقصلة الجسد وينمو لديه شعور بالامتعاض حد الغصة من هجر احلى مافينا من وهج لندلق وجوهنا على الرمل ليمر الآخرين عابرين عليها بالبركات ونستعيدها اكثر بريقا بالوهم واللمعان 00 في رحلاته حيث يتلاقى بهو البحربالشفق الاحمر الغارق في الحمرة مثل ورده 00 ينكفيء شاهر على الشاطيء الرملى الممتد باجساد نساء يلمع لحمها الابيض مثل بلور وتتراقص في قلبه اغنية عشق تسافر به نحوظل غنج غيد في ليل بعيد 00 وزفر تنهداته التي ارسلها الهواء صوب سحابات منتشره في اعاليه نظر اليها بحنق وهي تتشظى في الريح مثل سراب 00 وتذكر عينا حبيبته وشفتاها اللتان تشبهان حبات كرز التهمها ذات عشق في ليل قمري 00 كان الشاطيء يضج بوجوه كثر من رجال ونساء يقودون اطفالهم بأيديهم في مرح منتشرين حول امواج البحر التي يحطمها الرمل تحت اقدامهم المشتعلة بعبث الامازيح والضحكات كما فراشات تتهاوى في جمر 00ومثل صياد متعب انعشته روائح البحر والجسد القى بنفسه على احدى الكراسي الملقاة على الشاطيء في تبعثر يشبه انتظار طيور بيض اتعبها السفر ، وتراءت له ذكريات غزيرة مرت عليه مثل قوس قزح بعثر الوانه في سماء تبرق بأزمنة سود في الدمع بددت اطيافه 0
وعلى متكأ الكرسي الذي يقتعده كانت ثمة طاولة بلاستيكية بيضاء اللون بقربه ، نادى النادل وطلب منه كأس شاي ثقيل بنظرة ود 00 ثم اخرج من جيبه علبة السجائر ورمى بها على الطاوله وهو يحملق في شجرة ضخمة ترسل اذرعها الخضراء حواليه تتقافز على غصونها بعض عصافير صغيره وتذكر امه حين كانت تناديه وهو غارقا في قراءة الكتب بحجرته الصغيره وابتسم وهو يتذكرها حين كانت تنعته بالجنون ثم تناول علبة سجائره واخرج منها سيجارته بجسدها المتموج واشعلها في شغف فبدا حريقها مثل رائحة جرذ ، حانت منه التفاته الى رجل كان يركض بقرب من امواج البحر ويترنم بأغنية حب ذكرته بنهد بلون الغيوم يشبه منقار يمام ، كان ذئبي المزاج حين يرتشف السيجارة مع الشاي تراوده حدقات عيون احبة غائبين تسافر مطفأة جراحها في حزن وحنين ، وانتبه على زقزقة العصافير وهي تغادر الشجرة وترفل نحو البعيد ، ابصرته امرأة خرجت للتو من البحر بالمايوه وتوجهت صوبه تعرف عليها في لقاءات بيضاء كشهد واقتعدت احدى الكراسي القريبة منه ملقية عليه تحية بأبتسامة ثغر ونادت على النادل طالبة منه كأس عصير برتقال يطفح بثلج 00 كانت ثمة قطرات من ماء البحر تنزلق على جسدها الغض مثل ( لج متموج على دمعة طفل) انحدرت على الانف والشفتين كالندى المشرق بالزهرثم تدحرجت على صدرها الذي بدا كما حبات برد في غصن تفاح وانسابت على الطاوله ، كانت نظراته اليها تشبه قطرات الماء المندلقه من سطح الطاوله والتهمها الرمل 0
كثف شاهر من ارتشاف دخان سيجارته وشايه المر حتى احس ولكأنما رئتاه بدتا تحترق وتمتلء بالرماد مثل بالون ثم نفثها بحرقه وهو يوغل بنظراته الحاقده في اجساد متغنجة حد المسخ رافعا رأسه نحو السماء في حزن وهو يغمغم ( ياالله 00 كيف لأمة مثل هذه ان تحرر ارض ) 00 وكان ثمة غسق كثيف بدأ يهبط بتثاقل مكتسحا الامكنه في قسوة مثل حزن اسود كامد على القلب 0
|
|
|
| | |
