صورة لسلالة جساس
إبن مرة 00 عن قرب
الجد الذي ترك حماقاته وعشيقات كثر كما يدعي ، راودنه في المنام أو حل في عريهن ، تاركا للنخيل ضياءه المتخثر في السعف وللدروب مشيته العمياء ، كانت له امرأة كالحيزبون فـرّّّّّّّّّقـت من حوله القربى والاصدقاء ، ووفرت له كم كبيرا من الضغينة في نفس أخيه – الصغير – الذي اعتقه من اسر الديون في بلاد الحجاز ، وعادوا حمقى وفقراء يبيعون ما خلفه الأسلاف للغرباء .
***
بعد زمن ليس ببعيد سيأتي هذا الصغير – ربما في كل شيء – ليستولي على إرث أخيه الأعمى ولا يترك لابنته الوحيدة إلا بيت قديم بعد تهديده من ابنها الاعرج محذرا إياه بجره أمام المحاكم إن لم يلتزم بما أمر الله لكن الأم كانت تبكي خشية أن يندثر الشمل الذي لم يكن موصولا أبدا ، اذ المرأة لا تورث من بيت المال في شرعهم الذي يشبه الغاب.
***
كان أخوه الصغير المبصر دون بصيرة يمر على أخيه الأكبرالضرير الذي لا يبصر منذ زمن بعيد دون أن يلقي عليه السلام أو يكلف نفسه المخضبة بالحقد ، كي يرشده إذا أخطأ الطريق ، مخافة شيء في صدره من غيظ أو كراهية 0
***
تخاصما زمنا طويلا ، إلى أن حل الموت بقاصمته ، وحين أتوا بأخيه الاعمى جثة هامدة قابلة للدفن ، والناس تنشر الكفن حواليه ، كان الأخ الصغير الأشيب الذي بلغ من الكبر عتيا ، يفر كالجبان من محفل النهاية ، أتذكره رافعا نقاله جيئة وذهابا يحاول الهروب بإعوجاج يدعو للرثاء ، لم تتبد لي قسوة او ضغينة بهذا المقدار من العنف الشرس المكتظ بهالات من الغباء والحماقة إلا في وجه هذا الرجل الذي سيهشمه الدهر عما قريب بينما أبناؤه كالطيور على أشكالها تقع .
*** فاجع موقف كهذا اكثر من حزن الفقيد .
|