لا مجد للجنـــــــــــرالات
(1)
انا عبد فقير يا سيدي القيصر، قادم من سلالة تمرغت في القهر والجبروت قرون مديدة ، أكلنا وشربنا على موائدكم العامرة بما لذ وطاب تاريخا ملطخا بالأنا والأخطاء ، رأيت ما لم تود أن تراه ، صولجانك طغى كالغليان وطفر حارا في الجهات ولم يحرق إلا الفقراء ، لا تريد أن ترى الضياء متفجرا في السماوات كي تسحق جراثيم عالقة في دم الوطن ، موكبك المطهم جحافل خيول وحديد في أصقاعنا التي تقترب من الخراب رويدا رويدا تمر علينا ونحن نغني ونرقص لك غير آسفين على ذرات الغبار التي علقت في وجوهنا ، لا نراك ولا نسمع لك صوتاًً الا في مايقوله عنك جنرالاتك الكثيرون ونحتذيه عنوة مثل نطق منزل من الرب 0
(2)
ياسيدي ياعظيم الشأن هؤلاء عبيدوك كما تقول أساطيرك التي كتبت بالرصاص والدم مغلوبين على أمرهم لم يجدوا من الارض التي أجتاحها اللصوص والجبناء عدا القسوة والافلاس 0
(3)
يقترب القيصر من البحر فيتذكر موجاًًً أزرق كاد أن يدركه لولا سطوة الرمل 0
(4)
يمر القيصر كل مساء محاطا بجواريه وغلمانه الذين يبدأون بالتبسم ساعة أن يقترب متسربلا بالشهوات 0
(5)
القيصر وهو يرى كل هذه الصور الباذخة بالسطوة يقطر قلبه حزنا ويتساءل لمن يترك كل هؤلاء اليتامى من بعده ، فينادي على الراقصات أن يخلعن ملابسهن ليرقصن عرايا 0
(6)
صبوا للقيصر من كل نبيذ يريد أن يتذوق حلاوة الخمر
صبوا عليه من آنية الفضة في أكواب من ذهب
صبوا عليه كل هذا الترف
دعوه يتذوق كل الخيالات
التي حلم بها في صباه
محروما آنذاك حتى من قطرة الماء
أيام كان سجين مبدأ
سحقه بقدميه
حين تسلق الجبل وذراه من حالق كرماد
صبوا عليه من هذا الحصاد الأخضر
لقد أثقلته الأحزان وحيدا
مع زبانية أفرغوه من كل معنى
وبدا ان كل جرح مر به ذاب
كالشفق في سماء بعيدة
دعوه ينظر الى نهودكن المترعة باللذه
واجسادكن بين يديه تميس مثل إسفنج
دعوه يتمرأى يلطخ عينيه
الجليلة بكل هذا السمو
ومن يديه المباركة دائما
يسيل المال متدفقا كالينابيع
صبوا عليه 000
صبوا عليه 000
صبوا عليه 000
إذ عذوبة أخرى تنتظره
لم تخطر له على بال
في اليوم الآخر
(7)
هاأنذا أنفث سيجارتي ياسيدي القيصر
على مقربة من جبل ضليل
البحر في داخلي يهدر
مفجوعا بحزن
والموج الذي حلمنا به
تكسرت قطراته الزرق
ولم يبق إلا رمل ودخان
هذا السفر الذي خلناه كبيرا
بدأ يتسربل في الغسق
مثلما كان
وصفتك بالسماء التي أمطرت
لكن العاصفة حملت السيل
بعيدا عنا
فاجتاحنا القحط
وانكسر
شيء ما في الداخل
يشبه الوجع
(8)
آلت كل الممالك تحت أنقاضك وحيثما تشتهي سارت رياحك تغمرنا بهذا الدوي والضجيج الذي خلف وراءه بعد كل تلك المسيرة ظلمات بعضها فوق بعض تسلقت فيه الطفيليات والضواري0
(9)
وإذ يموت القيصر وحيدا
|
