 |
قسم الحصن الاسود لاماء لدمع ولا عين باكية |
لاماء لدمع ولا عين باكية الحجرة الساطعة بالنور من لمبة ملصقة على الحائط تنثر ضيائها الاحمر في ارضية المكان، وقفت منيرة تحت سقفها الابيض امام المرآة تعاود النظر الى الوجه الغارق في المساحيق ، كانت منيرة تبدو عليها شيات قلق وينضح في جوفها شعور بالضياع لا تعرف سببه ، تقدمت خطوات نحو النافذه الفتها مغلقة، ازاحت ستائرها ، تعجبت ان الشمس تشرق في النواحي في حين ان حجرتها تضج بالعتمة ، تركت الستارة واسرعت بالخروج ، اعادت النظر الى المرآة ولمحت ان شعرها الجامح كذيل الخيل على كتفيها لم يعقص بعد، لكنها آثرت الخروج ، فتحت باب الحجرة ثم تذكرت النافذة الاخرى المغلقة واسرعت كي تعيد فتح مسالكها ، ازاحت الستارة رويدا رويد احست بأن صدرها يضرم اشياء محروقة غير قابلة على التفسير ، فتحت النافذه رأت الليل يسكب غسقه على الاشياء وتتعامد اشلائه امام ناظرها بلون السواد ، اسرعت الى النافذه الاخرى وهي تكاد تبكي وبدت العتمة فيها اكثر قتامة من الاخرى ، الرياح القادمة من وراء الليل داعب شعرها القمحي الوفير وتناثرت خصلاته على الوجه فاقتربت من المرآة وجلست على كرسي التسريحة طويلا تجوب في خاطرها متاهات كثر وابواب حديد موصدة واجساد مهشمة من غير دماء ، في المرآة رأت امرأة تنتحب وتسح عيناها دمع غزير شوه المنظر ، وحين رفعت يدها اليمنى صوب عيناها تتلمس اثر البكاء لم تلحظ ماء لدمع ولا عين باكية 0
|
|
|
| | |