 |
قسم الحصن الاسود الريح تحرك النوافذ |
الريح تحرك النوافذ نهض حسن اللامي ذات صباح الفى الشمس مشرقة بالضياء يتناثر حواليه تحت الشجرة مثل قروش الفضة لا تحتمل الظلال ، لقد غادر منهمكا من بيته بعد حلم ليلة البارحة وهو مستلق على سرير الخشب القديم المتآكلة ارجلة حتى انه سقط به من صدمة الكابوس الذي علق في مخياله منذ عزم على الرحيل من تلك الديار ، لم يسمع نأمة حشرة تدب على الارض ، كل من حوله غادر الدار ، منذ متى رحلوا ، هل كان له حقا من يصحبه في ماضيه ، اين حاضره المتكسرة احلامه في يقين يشبه الحياة ، مالذي حدث هل جاء الغزاة وقتلوا كل من في البيت لكنه لم يلحظ آثار في الخارج لحرب او دماء ، اين اختفوا عنه هل تسلقوا الاشجار وصاروا اوراق صفراء كقربان يقطفها الخريف، ثمة صداع ينتاب رأسه احس انه لا شيء وتسائل هل كان شيء قبل ان يرتد اليه وعيه ويحتقن بالخراب ، امامه تنتصب شجرة خضراء يانعة ذات ورق وريف ، تحركها الرياح فقط اذا هبت من جهة الشمال ، كيف صمت العالم ، اين هربت الطيور وفر البشر ، هل قامت القيامة ولم يدر بها احد ، لكن الشمس مشرقة والهواء عليل ، وتبدو السماء زرقاء غير مخضبة بالسحب ، تلمس يديه ايقن ان الدم مازال يغرد في شرايينه وان العظم غير منخور في جمجمته وساعديه ، نهض وصعد الى الشجرة نظر الى البعيد لم يكن غير الضياء يكتسح المسافة ودندن بصوت مسموع وربت على جمجمته بيده ثم طرقها في عنف كأنه يحاول ان يستيقظ من حلم آخر ، لكن طرق جمجمته آلامه قليلا فكف عن الرض وأستأنف النزول عن الشجره وهو كالغريب لا يدري ماحدث ، وعاود المسير في ارض جرداء تشبه صحراء قاحله متمنيا في قراره ان يكون هذا كابوس ثقيل تتكسر اخشابه على رأسه 0
|
|
|
| | |