 |
قسم الحصن الاسود
الحرمــــل |
|---|
الحرمــــل
كان على شنين الناهي قبل ان يفتح الباب محاذرا من القطة الباكيه خلف الجدار ان يتأمل نفسه في المرآة المتكسرة الزجاج من احدى جوانبها ولم يبق الا نصفها ألآخر الذي آل ان يتماسك قليلا قبل ان تبزغ في زجاجه صورة رجل يشبه الفاقد في الحرب كل احقاده وعاد يتيما مشردا وحيدا من غير كأس او سكن ، لمس المرآة بيده ، كانت تنتظر ربما لمسة الرحمة فتهاوت جذاذا على ارضية الحجرة وتناثر زجاجها في المكان ، تدحرج بصره صوب القطة التي مازالت تئن في مواء ذكره بحنين امرأة عجوز كانت تنوح ابنها المفقود منذ زمن بعيد ، لا شيء في هذا المكان يغلق الحنين وينسي غضب البحر فلم يكن قادرا ذات زمن مر عليه وحيدا ان ينقذ السفين ، انما لمح البحر يهدر في موج ازرق كاسر ويبتلع الشراع ، اذ ذاك لم يهطل الدمع من عينيه ولم يفتح الحزن ابوابه ولكنه بعد عبور الظلمات عتمة فوق عتمة افرخ الحزن في قلبه ذاكرة من سيل حزن وغضب ، وتلبسه الالم اياما ولم يدع في جسده الا رقعة بالية ناخرة في العظم توقظه دائما كل فجر بمقدم البكاء ، ظل على حاله يتأمل الزجاج المكسور ومواء القطة المتكأة على الجدار ، لم يسمع ثمة صوت في الداخل لكن شمس الصباح كانت تنضح ذهبها المسكوب في الخارج ، وقال في نفسه : لماذا يحترق القمح قبل الحصاد ، والصخر المنفلت من فوق الجبل يتهاوى كالقسم ولا يصيب الا العرايا ، بحث في الحجرة عن شيء يزيل به الزجاج المتكسر فلم يجد الا يده وتذكر شنين الناهي ماسطع من جراح في جسده ادمت عيناه حتى احتجبت بالرمد ورفع شظية مابين عينيه فأبصرها على خير حال ونهض فاتحا باب الغرفة متوسلا طريقا الى الخارج ، احس بثقل كبير يكتم صدره وانواء تفرقع في جسده كأصداء تنوح في الجبال ترحل في القاع و تبددها الريح ، مشى وئيدا صوب القطة افترش المكان وجلس بقربها احس برغبة في البكاء نهض منزلقا صوب النافذه التي كانت مفتوحة على الطريق الخاوى الا من اشعة تتصدع في الافق ، صعدت انفاسه الى حلقه احس بمرارة الحزن وتدفق النشيج في عينيه حادا قارسا كنصل وراح في نحيب غريب وترائ له جسدا مصفدا بالحديد يتوسل سياف الرشيد بقطرة ماء قبل الذبح وسال دمع غزير تحدر على خدية حتى انسكب في زجاج النافذه فبدا كبخار عالق من شدة شتاء قارس ، تنفس الصعداء وعاد حيث كان، احس براحة تدغدغ باله انزاح هم كبير كاد يسطو عليه وينهيه ، حمل القطه وبدأ يداعبها تذكر طفولته ووجوه كثر وبدأ يبتسم مشتعلا بفرح يقوده الى النسيان 0
|
|
|
| | |
