Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم الحصن الاسود
أولاد الحزن
تاريخ الإضافة: 02/09/2009 رشح | إهداء

 أولاد الحزن
                                                                              
 ( النهش)


  كانت زوجته تفتح باب المطبخ المقابل  للصاله  التي يتناثر حولها شيء من ازاهير تشبه الطيف في التماعاته واقبل عليها  فاغرا  فاه ويبكي كان الدمع المنهمر  من عينيه مثل قطرات مطر ادمته الريح ونثرته في الغبار وعندما سألته وهي تحمل ماعون معدني  بلون الفضة فيه بعض ماء وفناجين  الذي كاد يسقط لولا انها احكمت القبضه عليه وقالت :  ماذا حدث 00 هل مات احدا من اهلك ، ام مات احدا من اهلى 00 كانت وهي تكلمه شاخصت البصر حتى احست بدوار خفيف ورأت كأن الشمس غيرت الدوران واقبل الليل دون غروب ، وضعت الماعون في حافة  من الدرج الاسمنتي  الموشى بكاشي ابيض اللون  لكن سرعان  ماتهاوى  من يدها التي احست بخدر  يغمر الاصابع   وانهار الماعون من يدها وسقط على الجانب الآخر من الدرج الذي كانت تكسوة كومة من تراب مبسوط يتخلله بعض شجيرات  الكركديه  ،  كان سقوط  الماعون على التراب يشبه صوت  قرعة على باب من خشب لكنها انتبهت الى   قرقعة  الفناجين وهي ترتجف في الماعون وتندلق مع الماء المنساب في التراب وارسلت تنهيده حارقه وهي ترسل نظرها الى الزوج الذي اندفع بكل قوته نحو المطبخ الذي كان بابه مفتوحا وثمة بريق من شعاع ينساب على ارضية السيراميك من الشمس الساطعة في كبد السماء ، فتح الثلاجه الذي كان الجليد يغطي بعض جوانبها  واخرج منها قطعة  مجمدة ذات  دم بارد  وخرج على زوجته وهو ينهش لحمها الغض 0      


( طفولة  )

كان الطفل يلعب بالسكين الحادة الملقاة في صحن الدار ، تحرك بالقرب من نافورة الماء وكانت قطه صغيرة تقترب من خلف شجرة  الرول  الضخمة التي كانت تلقى بظلالها المرسل على البيت وجوانبه وكانت تنسل من بين جذرها الكبير الصاعد  نحو السماء باوراقها الخضر حتى وصلت الى  جدار النافورة  فأعتلته و اقتربت من الطفل الذي داعبها بسكينه الحادة ثم ارسل طعنة الى احدى عينيها فماءت القطة الصغيرة وترنحت من فوق الجدار وسقطت في  بركة الماء وظل الطفل يبتسم حينما رأى الدم الاحمر  يتدفق في النافورة ويقطر من  السكين 0 


( امرأة وغراب )

كان الغراب الجائع الذي اضناه  التحليق في السماء قد ابصر من علو بعيد ثمة بقايا من  جيفة منثورة على رمال حارقة من صهدة الشمس ، افرد الغراب جناحية بغية الهبوط الى حيث مايطفأ الجوع ، هبط الغراب وحينما اقترب من الجيفه الذي كان لونها قان كرماد سمع صراخ بعيد يقترب منه ، ارتفع قليلا ليرقب القادم  كان  الصوت لامرأة تقترب وهي تنتحب وتمشي حيث الجثة المبعثر بقاياها  في الرمال ،  اقتربت من الجثة وجلست بقرب الرأس الذي مسدته بيدها في لطف و  تدفقت  من عينيها  دموع  غزيرة  تدحرجت  على الرمل حتى اصطدمت بالجمجمة 0   


( رصاص  )

عندما اطلق الرصاص ظلما وغدرا  نظر اليه القتيل وقال سلمت يداك واسلم  الروح ، وبعد سنين تقلبت فيها الطقوس وحين كان يربط بالشاش الابيض جرح اصاب  امه حيث كان الدم يقطر من الجرح فيدمغ ذلك الشاش بلونه الاحمر نظرت اليه بحنان وهو يحاول ايقاف النزيف وقالت:  سلمت يداك ،  طعنته  الكلمة و بحلق بعينيه  فيها مثل حنش  يمضغ قلبه حتى ارتمى على الارض وكان جسده يرتعش كصاعق  قوضه  ورمى به ميتا وهو ينتحب 0  


( اصابع)

 حينما  غط في سباته العميق رأى فيما يرى النائم امرأة لها وجه ضبع ستذبحه على رصيف شارع ازرق حيث كانت السماء  تدلق سيلها الذي يغرق الحقول ويمرغ سقف بيته   الذي يشبه جذع نخل مهترأ بالصواعق والرعود   وتمر عليه فراشات مبللة اجنحتها بالمطر وتتحلق حوله مثل دائرة ثم ماتلبث ان تغادره دونما ود  نحو البعيد في خط مستقيم لا ينتهي بنقطه ، كان المارة يرون ان امرأة كبلت رجل بأصفاد من حديد وعلقته على عمود كهرباء جثة يتقاطر منها الدماء وتسيل متدفقة في الشارع الازرق والناس يمرون عليه ضاحكين كأنما المعلق دمية من قش او تبن ، استيقظ من حلمه المزعج كان الليل في آخره نهض واشعل المصباح اضاءت انواره الحجرة وهربت العتمه خلف النافذه واستقرت الى حين ، تنفس الصعداء وجلس على سريره وهو يتأمل كابوسه الاسود وقال بصوت خفيض : ربما انه نذير ، في الصباح الباكر حين ازهرت الشمس بأشعتها الصفراء في السماء وسكبتها ضياءات تخفق في المدينه ، دحرج خاتم الخطوبه امام امه التي دهشت من تصرف كهذا وقال لها قبل ان يهبد الباب  خلفه منطلقا الى  الخارج  : انهي هذه المهزله 00  كان الخاتم الفضي يصطدم بالجدار  ويصدر صوت رنين يشبه تحدر دمع رهيف في البدايات 0


( شمس)

تساقط النارنج من   الشجرة   التي كانت غصونها  الخضراء  متدلية  على سبلة الطين و جذرها ينهض بالقرب من  بابها  الخشبي المهترأ وحين كان يلتقط الثمر تذكر ولده الذي رباه تحتها وذاق لاجله صفرة الجوع ، حاول ان يبعد دمعة ظلت تتألق على جفن عينه التي اتعبها الضياء خشية ان تراه العجوز التي كانت تنتحب بقربه اذ ذكرها النارنج ايضا  بوجوه صفراء توارت في المغيب   0    

               
( هزيمة كالاصابيح )

ازعجه الاستيقاظ المبكر خلع عليه الليل رداء العتمة في الداخل فتلبسته الظلال المعتمة واستقرت في  حناياه  لم تبرق فيه نجمة ولا شع حواليه بريق من قمر مزهر بضيائه الذهبي ،  اسدل  الستائر التي كانت مفتوحة في الحجره ،  اوصد  الباب بالمفتاح ، تقلب في فراشه ملتمسا النوم الى عينيه رأى في الظلام ثلة من رجال مدججين بالسلاح يشهرون فوهات بنادقهم  اليه في انتظار ضغط الزناد من كبيرهم ، صرخ بعنف حتى اصطدم صراخه على الجدر   فتمطت الصرخة  في مهل  على ارضية الحجرة التي كانت موشاة بفرشة  زرقاء اللون  وتسربت  في  الستائر  حتى  انسابت من بين  النوافذ  وتبددت  في الفضاء ، نهض متخبطا حتى  ارتطم  بجسده على  الفرشة وانبطح على بطنه رافعا يده اليمنى في الظلام  وهو يصرخ كالمستغيث خوفا من يم يغرقه كان كتلة من سواد ابحرت في العتمة ثم اصطدمت بالجدار المقابل للباب الذي كانت مفاتيح الكهرباء مغروسة فيه ، ضغط على الزر الاول كان لمروحة السقف التي بدأت تدور فتراكمت عليه التهاويل كتل وبدأ يبكي بصراخ وعويل واضعا كلتا يديه على رأسه كأنه يتقي طائرة مروحية  تبصق رصاصها  في  السماء فيتدلى منها عمود النار الى الارض وتسقط  الجثث حواليه مثل  فرائس  متهشمة تهوي من جبل شاهق  وبعيد  الى قعر لا  قرار له  ، ثم خدش الجدار الاسمنتي  باظافره  وحاول النهوض مرة اخرى وهو يتردى كثمل ثم ارسل  قبضة يدة اليمنى على مفاتيح الاضاءة فأشتعل النور في الحجره  واختفت الصور و المروحية والرصاص ، كانت  امه   تحاول  فتح الباب  صارخة  عليه بفتحه من الداخل ، لكن  امه المسكينه التي كانت لا  حول  لها ولا قوه  على كسر الباب  الخشبي  الذي  التصقت به  وهي  تقرعه  بيديها باكية ، كان الدمع ينهمر من عينيها   وينزلق على خديها مثل نبع صغير  ضرج الوجه المتغضن بالسنين  ، حين اضاء النور في الحجرة هدأت انفاسه وهو يتلمس جسده من انهيار  حاق به منذ حين  ، وبعد هنيهات تناهى اليه صوت اصطفاق الباب وخلفه نحيب امه  التي ارتمت متثاقله من سواد الحزن وليله ، عاد اليه وعيه واسرع الى الباب وفتح غلقه فالفى امه مكومة على العتبه مثل خرقة سوداء  بللها الدمع  ، انحنى اليها وطبطب على كتفها وحينما احست به نهضت واحتضنته في صمت ، كان الضياء المشتعل داخل الحجره يتناثر في جوانبها حتى تسرب من فتحة الباب فأنار بصيصه  المكان الذي كانا  يقفان  عليه  في الصاله الصغيرة التي كانت بين الحجرتين فأنعكس على الجدار المقابل صورتيهما  كأشباح  يحركها الهواء ، قاد امه مبتعدا عن الباب الى الصاله الصغيرة واضاء  المصباح الكهربائي  فأغمض عيناه كأنه يتلافى الاشعة  المزعجة الصادرة  منه ثم فتحها ليرى ان  المصباح اضاء تفاصيل المكان ، وضع امه بلطف على  البساط  وهي تمسك به ، احس بجفاف مرير  كان  العطش يحشرج في حلقه مثل حريق وقال : سأحضر الماء  دلق  منه في جوفه  كؤوس كثيره ،  واحضر كأس لامه ناولها اياه وهي تمسح بحجابها الاسود بقايا دمعات كانت تهطل على وجنتيها فتسيل عليه ، شربت الماء وضعت الكأس قريبة منها ثم طلبت منه ان يقترب حتى قابلها نظرت اليه ونظر اليها احس كأنما اخطأ في حق امه وانها ذاقت منه عذابات كالاسل ربت على يدها ولثمها  وقال  : سامحيني يأامي لقد قسوت عليك كثيرا بهذه الكوابيس المخيفه ليتني يأامي مت آنذاك ربما ارحتك من  ازعاجي  وصرت اليوم  رميم  كشهيد ، قال ذلك واحنى براسه قرب رأس امه  ربتت بيدها على وجهه ، وهي توغر بنظراتها اليه وقالت : كانت ايام عصيبه مرت علينا وانت معذور فيما يحدث لك ، كانت الهزيمه كصاعقة نفذت في الضلوع فأحرقتنا ، وعلى الرغم ان امه قد تعودت على مثل هذه الكوابيس والصراخ في الليل الا انه لم يكن يغلق الباب قبلا  وهذه اول مرة يفعلها ، طلبت منه وهي تمسد بيدها على شعر رأسه ثم انسابت نحو وجه وعدا منه ان لا يكرر غلق الباب من الداخل وكأحتراز من احتمال كهذا نهضت مسرعة صوب باب حجرته وانتزعت المفتاح منه والقته في جيبها وقادته الى فراشه كان التعب  والارهاق  يبدوان عليه كوجه  معفر بالتراب ، عندما  استيقظ بوجه كئيب وتمطى على فراشه في كسل كانت امه تفتح  الستائر ونوافذ الحجرة  فأنهمر  ضياء من شمس حزيران  على  كهف غادرته عتمة وكوابيس  وكانت الهزائم تشرق  في الخارج كالأصابيح 0

  ( الجميل )

حملقت فيها الام بتوسل يكاد يفتت القلب ان تبقيها ولو الى حين او حتى  ريثما  يخفت  ذلك الصر الذي يقطر من جبهة الشمس سعيرا يحرق الوجوه  وهي تجرها خارج البيت وترمي بها  الى   الشارع  المحاذي  للسوق الذي كان مكتظا بالماره  ينحدرون  اليه  من كل صوب  عادت واطفأت جهاز التلفاز احتست فنجان من القهوة ثم نهضت واشغلت زر التكييف واستلقت على السرير الوثير بفراش ابيض كالفضة ومخدة مكسوة  ناعمة كريش النعام  كان الهواء  المنبعث  منه مثل رذاذ ينهمرعلى وجه احمر بدت فيه تقاسيم الغضب كأخدود واطلقت  احصنة  الحلم في حقول الصهيل  ونامت  ، تلفعت الام بخمارها الاسود ومشت في الطرقات ، كان كل الناس منشغل بحاله  حيث الضجيج الصاخب يعلو ويهبط بينهم ويتردد في اذنيها مثل دمع يرتحل مع الريح تفصله  مسوح حزن  وجراح  ، كانت الظهيرة لاسعة واقدامها العاريه تضغطها بقوة في الشارع  المسفلت كدروب من جمر  ويلفحها اللهيب الحار في الوجه الذي يبرده قطرات دمع كانت  تطفر  على وجنتيه  وهي  تهرول  باحثة عن  ظل او بحر  تغرق  فيه 0


            ( أبابيــــــل  )

   كان  يتمعن في الغيوم التي كست السماء كظلال حجبت   شعاع  الشمس المتقطع   الذي  ظل    يناور الغيم فيسطع من بينها  كضياء ضيئل ينسكب كأحزمة  ذهبية اللون وكان قوس قزح ينحني باطيافه كناسك  فيما الشجر الذي كانت تهز اوراقه الرياح ويتناثر حوله يتساقط على الطرقات لكن مايلبث ان يهمد  بقربه  حتى  يطأه  بقدمه ثم يتبعثر في نواحيه وعلقت وريقات كانت تطير في الهواء على سور بيته الذي بدا صبغه الابيض يتهدل من لسعة الشمس  وشاب لونه بشيء يشبه التمزق ، لكن الرياح اطارت الوريقات من على السور حتى اختفت من نظره وسقطت على الجانب الآخر من الجدار لمع  البرق  في السماء فأحال نظره اليه ثم مالبث ان قعقع الرعد  وزمجر وبدأت السماء كأمرأة في مخاضها الاول اشتم  النسيم  العابق بروائح لها طعم الطين المنساب من  نبع  جارف في ضلوع الجبل  ، وارتوى ناظريه من سرب  طير  ظل  سابحا  في الفضاء ثم انحدر مفجرا  حواليه  رفيف  اجنحته التي لامس ريشه حفيف النخل والشجر وصدح  بشقشقة  اثارت جوانحه فأغرقته في حلم اخضر بحجم ضواحيه  فيما كانت النخيل البعيدة عنه شيء قليلا تتمايل جذوعها وينوس سعفها ، كراقصات  في اول الحفل  بحلق في السماء بقوة  لكأنما يراها لاول مره خوفا من طقس ثقيل بالمطر ،  وهرول الى بيته كانت ثمة من يراقب المناخ الجميل وبعض ضحكات تعلو من اطفال كانوا يلعبون قرب منازلهم ونسوة  يطالعن السماء واخريات يراقبن ابنائهن  وثمة  صرخات   كانت تأتي من خلف البيوت ناهية ابنائها عن التسكع في الطرقات والوقت يرعد و عما قريب ستسكب السماء سيلها الهاطل  بينما اكثر  الرجال ينسابون في الامكنه فرحين  بهذه  العصاري  الماطره  وبعضهم يراقبون الغيوم من  سطوح المنازل واطفالهم يتناثرون  ساطعين حولهم بوجوه مورقة بالبهجه ، حين تخطى عتبة بوابته البيضاء التي كانت تربط اذرع السور كانت احدى  النساء تركض وراء  طفلها  محاولة الامساك به ، حين تدحرج في الشارع القريب من بيته وتمرغ في سقوطه بالتراب ، فألتقطته وارسلته الى حضنها وهو يحاول التملص منها  ورفسها برجليه الصغيرتين في حين كانت يداه تمسكان  بجلبابها  الاسود وكاد ينزلق من   كتفيها لولا انها رفعته  في لطف فوق رأسها  ثم عدلت جلبابها  وهي تهرول صوب البيت   مقيدة  حركات   يديه  الصغيره  فأستسلم لها في صراخ حزين ،  ادلف الى بيته وبسمة تشرق في الوجه تذكر ان زوجه كانت في زيارة لاهلها وتركت له ابنه الصغير الذي لم يتعدى العاشرة ،  اذ ذاك وجده ينطنط في باحة البيت ، وهرع اليه واحتضنه طالبا منه ان يحضرله  كأس من الشاي داخل الحجره ، تركه ودخل البيت فتح بابه كان مظلما اشعل النور  فانهمر  فيه الضياء  مثل  بياض لاسع في العتمه، جلس على  كنبة الصاله  ذكره  هزيم الرعد في الخارج  وتناثر البروق في السماء بزوجه الغائبه التي  تصخب في نواصيها  صهيل  الخيول ، حينما ناوله ابنه كأس الشاي جلس بقربه وكان يتلمظ كأن شيء يثير شهيته وهو صامت ، اخذه الفكر بعيدا بحجم رحيل واندلق كأس الشاي على ثيابه  فأوجعته  سخونة الشاي التي تناثر حتى انساب  من ملابسه   الى  صدره ، انتبه مفزوعا طوح بكأس الشاي   حتى اصطدم بالجدار وتشظى جسده الزجاجي وتبعثر اكثره بقرب الجدار وفي نواحي الصاله نتفا ، تنهد حين عاد من  رحيله والفى ملابسه قد اتسخت بالشاي  نفض الدشداشة البيضاء التي ارتسم فيها الشاي مثل  بقايا طحلب مبقع بالرماد  وحين نهض كان ثمة   نتف من الزجاج  ترنح  قربه  ركله بقدمه وهو يهم بدخول حجرته التي كانت يناجيها الفراغ وروائح امرأة   تنضح  فيها مثل نفحات عطر مسكوب ، رمى بالدشداشة  على ارضية الحجرة التي كان فيها الرخام الاخضر مغمورا تحت السجاجيد ، وحانت منه التفاته فألفى دشداشة النوم معلقة على مشجب الحائط ، تناولها في شيء من الهدوء متذكرا زوجه وضحكتها الهادرة كشلال يتفجر في جبل  ، فتح الباب وخرج وفي نيته كأس اخرى من الشاي يعدل به مزاجه ،  تصلب في مكانه كأن  ميدوزا   احالته تمثال من حجر بلمستها الصاعقه ، شخص بصره  مفتوح الفك  وهو يرى ابنه يلتهم الزجاج المتناثر في الصاله ويمضغه كضبع  وانهمر من بين شفتيه جرح انسكبت دمائه الحمراء  حتى تقاطر على ملبسه الابيض مخضبا بالعلق   وكان  السيل ينهل غزيرا  ويطقطق  نثيثه في النوافذ   0




الحصن الاسود
مجموعة متنوعة
الصَـفَـاع

من يقرضني ثوبا ... يستر ...
أبجديات للحــــــــزن
صورة لسلالة جساس
لا مجد للجنـــــــــــرالات
رثـــــاء لرجـــل ...

الحصــــن الأســـــود ...
الحســـــــــن ...
سمـــاوات
نشيد الاشرعة
نهيـــــق

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net