كلهم عادوا 00 حاملين الهدايا والحنين
(1)
الذين كانوا في الدار منذ قليل
وعبروا الساقية
المفتونة بالطين والقطرات
تاركين وجوهاً مفعمة بالبسمات
صوب أسفارهم
سوف يعودون
الذين كانوا هنا
وانتظرناهم
ساعة
يوم
سنة
لم يجف من الهواء بعد
رذاذ بسمتهم
ولا آثار نعالهم التي تخطت الساقية
هاهي تموج مشيتهم
و ظلالهم ما زالت عالقة على الأشجار
الذين كانوا هنا
وانتظرناهم
لقد تأخروا في الحضور
المساء يسكب عتمته
واللوحة التي كانت
مضيئة بالبسمة والوجوه
تلاشت في السواد .
(2)
ايها الطيف الواقف على بابي
ياطارق الحزن
لم جئت الآن !
عودتك التي انتظرتها منذ زمن
حين كنت أنتظر إيابك على البحر
حين كنت أنتظر تلويحة يديك
فوق السفينة
البحر الذي علت أمواجه
وطفر زبده فوق الرمل
بالبكاء والذكريات
كلهم عادوا إلاك
حاملين الهدايا والحنين
إلاك
لوح بيديه كنجم انطفأ ضياؤه في البعيد
***
البحر ما زال يمزق أمواجه
الزرق على الشاطىء
وأقدام تطفو فوق الرمل وتغيب
كل النوارس ترقص
كل السفن تؤوب إلى ساكنيها
كل يوم يدحرج فجره
في صباح مزهر بالياسمين
ماذا أفعل بالذكريات المكدسة بالوجع
والطفولة وأيام العمر ؟
اسقيها بالدمع الذي
مازال هتونه
ماطرا
فلا يعشب الدمع في القلب
|