لمقنيات حنـــــــين آخر
في القرية التي احتوتنا كأم
طفولة وذكريات
حنين يركض كأحصنة في براري الدم
النخيل سامقة كرفاق
والأصقاع تعود
هذا المساء
مشرقة بذاكرة أبهظتها الفصول
الماضي يومض كبارق
المشهد يتقاطر حزينا دون تأويل
سوى هذيان لغريب في ليل معتم
تشرق امراة تبتهل للرب كي تهدأ العاصفة
وأطفال يقفزون السواقي
مبتلة ثيابهم بالمطر
وحسناءعابرة تحت شجرة الليمون
تستر العشاق
***
يرافقني ظل الطفولة الذي غاب
ووجه أبي
والعمر المتكسر في الحزن
يرافقني شيبي الذي بدا
مشتعلا كبياض الفضة في الفودين
يرافقني عهد عميق مدجج
بالخسارة والانكسارات
ونساء بعيدات
تنبثق أشواقهن كجرح عتيق
ترافقني إليها كل الأشياء
التي بدت ثمينة آنذاك
رفاق وسفلة ولصوص وأصدقاء
ترافقني إليها أزمنة صارخة
بالجرح والغياب
تكتسح النوافذ التي كانت مغلقة على ساكنيها
وهي تقترب على غير ميعاد
راحلين عن آخرهم مزنرين بجبل
عصي على الاختراق
ترافقني سيجارتي التي انطفأت
والدمعة التي انسكبت
والجسد الذي ينوء بالأثـقـال
يلامسني صخرها المعتق بالسيل والتراب
وظلها المفروش في أعالي الحجر
غدرانها التي تنبجس في بهجة تخترق المسيل
ألملم أطراف ذكرياتي
بظلها الوارف من شجرة السدر وأكرز منها أنشودة للنخيل .
|