Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم الصَـفَـاع
الوثــــــن
تاريخ الإضافة: 06/10/2011 رشح | إهداء

الوثــــــن

  كان لأبي ثلاثة أبناء أنا أكبرهم  ، ولأبي زوجتان وبيت كبير يحفه بستان من نخيل وأشجار باسقة ، وحينما يتربع أبي على متكئه  في العصاري ونجتمع حوله أطفال صغار وزوجتان ،  كان بالكاد يرد التحية التي تلقيها عليه كاملة ، وأبي  طويل القامة عريض الصدر له عينا قط بري ، وجبهة كالصخرة تعلو الجبين في أغوار وجهه يقبع حزن قديم وجراح لا تحصى مرت عليه في أزمنة بعيدة وتركت بقاياها في صدره كالوشم ، كان أبي صلف بهذا المعنى ولكنه لا يحب أن يدلق كل أفراحه أو أحزانه   دفعة واحدة فهو أحمق  بكل المقاييس في  تزمته معنا ، وتأديبه الطاغي لنا ولو في رمشة العين أو جلسة أو كلمة نطقنا بها في لحظة مزاح ، كان أبي  طاغية شكلا ومضمونا ، ومستبد برأيه ، وكم كنا نتهلل فرحا أذا رحل بعيدا في مهمة عمل وغاب لبضعة ايام ، كان المرح يسود البيت ، وننطلق في أرجائه بكل رحابة صدر لدرجة أن كل منا يتمنى عدم عودته إلينا لنتخلص من هذا الإذلال  اليومي والأهانات التي يلحقها بنا صباحا مساء ، ولكنه وللأسف الشديد كان  جباناً ومداهناًً أمام  أصحاب النفوذ الذين يرى أن مصلحته معهم فوق كل اعتبار ، وكان لا يحب النقد فكل ما يفعله غير قابل للدحض والتمحيص فهو رب البيت ومنشئه وماعلينا سوى التهليل والحمد له  كإله  ، لقد ورث أبي  1400 عاماًًًًً من الاستبداد والجبروت والظلم التي مرت على الصحراء وخزّنها في شرايينه ، إذا  قال لي افعل هذا الأمر فعلي السمع والطاعة وأحرث وأسقي وأركض  وراء الأغنام في الجبال ثم أعود منهكا طريح الفراش من التعب فما يبلث أبي أن ينظر إلي نظرة شزراء ، ثم يغلق باب الحجرة ويخرج دون كلمة أو بسمة وكأنني أقرأ في عينيه ( أأنت رجل ؟ ) ، هكذا كنت طفلا مشاكسا ليس من طبيعيتي أن أخضع لأحد ،  أحاول أن  أجسد حقيقتي بنفسي لكن العظام هشة وسهلة الكسر ، اتذكر في طفولتي ذات مساء كنت عائدا متأخرا قليلا من اللعب مع  أطفال الحارة وكان أبي  يقرضه الغضب من شيء ما ، ربما من مشادة  سمعتها صباحا مع جار له توارت ثم عاد أوارها هذا المساء ،  وكانت العائلة متحلقة في دروازة الدار  كأن على رؤوسهم الطير ،  وأبي  يدور بينهم كالمريض ودخلت ترتعش فرائصي رعبا وذهبت مباشرة لأقبل يديه وألقي عليه  السلام وتحية المساء ، لكنه قبضني بعنف حتى أحسست كأن عظامي سيهشمها بقبضته الفولاذية ،  ورفعني من جيبي إلى صدره وقال لي وهو ينفث غضباً حارا كالجمر: لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟  لماذا لا تراعي حرمات الأبوة والعودة دون تأخير-كأن هذا التأخير البسسيط ذريعة ،  له كي يبدأ تأديبه لي -  أنت الوحيد الذي دائما تثير سخطي لأنك  ولد حقير وغير مطيع  كانت كلماته وشتائمه الجارحة  كهذا القبيل لا أتذكرها جميعا الآن ، وقامت زوجتاه كي تصلحا  الحال  طالبتان المغفرة لي  هذه المرة، ولكنه زفر في وجههيما بكلمات شاتمة وأمرهما ألا تتحركا من مكانيهما وإلا فإن كلمة وحيدة ستلفظ بهما خارج الدار ، لزمت أمهاتي الصمت ، محذرا بألا يتدخل  أي طرف  ناقص حسب وصفه الدائم الذي أتذكره وأنا أبلغ الآن  عتبة الشيب ، إذ إن هذه الكلمة هي حراكه في مواجهة الآخر بأخطائه حيث الآخر دائما طرف ناقص ، أما أبي فهو الطرف المكتمل الذي لا يعتريه النقص ، صفعني أبي على وجهي صفعة ظل  ثقلها  جاثم على صدري  حتى اليوم ،  فقد آمنت بأن وجه الإنسان كرمه الله ولا يجب تعذيبه وإهانته بهذا الشكل السافر دونما مبرر وجيه أو سبب ، وأصابني إمتعاض شديد وأحسست بالحموضة تسري في دمي وأنا أرتطم  بالجدار إذ فجأة نهضت هكذا في وجهه لأول مره أرفع بصري على وجه أبي ، ماذا سيفعل هذا الأب اكثر من الضرب الذي يفعله دائما بتصرفاته وحركاته ونظراته ، وهاهو ذا اليوم يطبق نظريته على ضعيف مثلي تأخر قليلا من الوقت ، وعلى رغم ذلك الدوار الذي أصابني وشلل حركتي إلا  أن تلك الانتفاضة والزوغان الذي قادني إلى شيء ما  يشبه الجنون ومحاولة تكسير شيء من أصفاده ، وأنا مازلت طفلا لم أتعد الرابعة عشر من عمري ، لقد اجتاحتني في لحظة كل الإهانات والشتائم والضرب التي  تلقى  على كاهل أمهاتي وإخوتي وهم يبكون  أمامه  ويخضعون له باسم الأبوة  والتبجيل والرعب والتقاليد التي سأهشمها في وجهه بعد أن هشم لي وجهي ، بصفعة رجل حمل أوزار الكبر العربي التافه ، ليلقي بهزائمه وأخطائه وفشله على كاهل عائلة ضعيفة ومسكينة تحلم بالعيش والاحترام تحت كنف رجل تقوده أخطاؤه  وفشله تحت قش من العظمة الفارغة التي  سأقصمها له الآن ، نظرت إليه وصرخت في وجهه : أنت لست الله انت متكبر وأنا أكرهك ، مااتذكره الآن – اذ بعدها رحت في غيبوبة لأيام ذلك أن أبي  ما إن سمع هذه الكلمات تتردد أمامه ومن أقرب الناس إليه حتى ثار وراح يلطم وجهه بغضب ، ثم أحال جحيمه في وجهي وجسدي كله واصطدمت بالجدار مرة بعد أخرى  ، تقول أمي المسكينة التي شهدت الواقعة دامعة العين  بأن أباك أسفر لأول مرة عن وحش في صورة إنسان ، وقد نفث كل مراراته وأحقاده وهزائمه وفشله واستبداده التي أورثتها إياه  صحراؤه القاحلة على جسدك، فبجانب إنه هشمك بيديه ووطأك بقدميه انكسرت فيك أكثر من عصا وعندما قمت لاحول بينك وبينه حتى لا تموت بين يديه طالني ماطالك من الضرب حتى  ركعت  أُقبل له قدميه متوسلة منه السماح والغفران عن طفل تكلم بخطأ غير مقصود ، أخذ أبوك  يرغي كالبعير : هذا ليس من صلبي مستحيل أن يكون هذا ولدي وإلا فكيف يتجرأ أن يرفع بصره ويلقي علي مثل هذا الكلام ... ، كان أبوك يهذي بشتائم مقذعة وحين رآك بلا حراك والدم ينث من جسدك  ويلطخ ثيابك  وتزهو به الحجرة رمى عصاه وخرج يلهث غير متماسك من هذه الصدمة التي  قوضت هذا الجبل الذي خلناه عصي  على الاختراق وبدا أن شيئا ما تكسر في داخله لأول مرة ينكس رأسه ويغادر كالمهزوم من داره زائغ البصر مثل جليد انصهرت أغواره السحيقة في  بزوغ أول نهار مكتسحا كل الشوائب والأتربة  .

******

حبى الله أبي  بثروة كبيرة غنمها من سلالته التي يتبجح بها دائما ، كأنما الله لم يخلق غير هؤلاء وآلت إليه  كل الثروة والأطيان بعد ان تآمر على قتل أبيه ،  كما سمعت بعد ذلك حين تقدم بي العمر وسرت رجلا ، جدي لأمي وهو ابن الثمانين رواها لي بالتفصيل الممل وحذرني منه ،  وقال: إن كل من يقف ضد مصلحته تغور به الأرض ولا يسمع له ذكر ، ، قال لي جدي لأمي  ذات  شتاء ونحن على موقد النار ساردا لي ما سمعه وربما زاد عليه من مخيتله شيئا قليلا : يقولون إن جدك صاحب هذه الثروة الضخمة والمزارع لم ينجب غير أبيك  وتوفت زوجته منذ زمن بعيد وتزوج وطلق ثم تزوج وطلق ولم ينجب ولا أحد يدري الى الآن هل كان العقر من جدك أم  من االنساء اللاتي تزوج بهن ، سافر جدك الى افريقيا وظل هناك مايقارب السنة ،  حيث اشترى منزلاً ومزرعة ً وكان برفقته أبوك شاب في مقتبل العمر ، وحيث إنهما من سلالة عربية موغلة في الشهوات ، فقد كان لا يتحرج جدك إذا مرت به امرأة حسناء أن يتغزل بمفاتنها أمام ولده بل وصل بهما الأمر أن  كانا يمارسان الرذيلة مع النساء في منزله ومزرعته كانا لا يتناهيان عن منكر يفعلانه ورغم ذلك فما أن  يرتفع صوت الآذان  حتى يكون جدك في الصفوف الأولى للصلاة   ، في آخر رحلة عزم جدك على الزواج من حسناء  كانت  تحب ابن عم لها وتهواه وكانا على اقتراب أن يرتبطا معا لولا أن جدك حل عليهما كالقضاء بماله وذهبه ، تفاجأ أبوك من قرار كهذا وإغتم وحزن وحاول  بكل ما أوتي  من وسائل الإقناع  ألا يفعل ذلك فالنساء كثيرات وبنقوده يستطيع أن يجلب أجمل امرأة في العالم ، وأن الرضوخ لهذه المرأة له مزالق كثيرة هو في غنى عنها وأنه  بإمكانه أن ينالها أذا أراد دون تعقيد ولكن جدك حذره من التطاول في هذا الأمر وفهم ما يعنيه من أن وريثه يحاول تقييده حتى لا تضيع ثروته وتقسم بين الكثيرين وحدثت بينهما جفوة لم يردمها الزمن ،  إذ طرد الابن أبيه من وطنه ومات غريبا  .




الحصن الاسود
مجموعة متنوعة
الصَـفَـاع

من يقرضني ثوبا ... يستر ...
أبجديات للحــــــــزن
صورة لسلالة جساس
لا مجد للجنـــــــــــرالات
رثـــــاء لرجـــل ...

الحصــــن الأســـــود ...
الحســـــــــن ...
سمـــاوات
نشيد الاشرعة
نهيـــــق

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net