Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم الصَـفَـاع
الثقـــوب الســـوداء
تاريخ الإضافة: 06/10/2011 رشح | إهداء

   الثقـــوب الســـوداء         الصفحة رقم (22) 

                                                 

خرجت من غرفة النوم ، أحسست بكآبة لا قبل  لي  بها في هذا الظلام ، تحسست الباب وخرجت متجها صوب حجرة أخرى من البيت تاركا الزوجه تغط في السبات ، أنرت المصباح فأنقشع الضياء يسبر أغوارالحجرة ويضيء معالمها ،  كانت فائضة في البيت أقعد فيها للهروب من صقيع الداخل ، جلست على كرسي ملصقا جنب الحائط ، وبزغت ذاكرة الحنين والذكريات والوجع والبكاء ، تهاوت هذه الذكرى التلقائية من أصقاع بعيدة كالحتوف لكن تعاود سيرتها كما لو كانت بدايتها تتشكل أمامي  تفصيلا خارقاً للعادة ،  هذا السر الكئيب لما يعاود بعثه الآن!.

 هذا زمن التيه والتناقضات والمراراة والغربة والجنون ... لما أستعيده بعد ثلاثين عام من الهروب في كل منافي النفس والأمكنة ، مشطورا بأزمنة الغياب والنسيان ... هذه الحزمة من الجمر تبدأ اليوم أوراها الموجع.

لقد تقت منذ زمن إلى الانتحار وحاولت مرارا وفشلت ، كانت الأطياف العابرة حولي وفي كل الجهات تشدني إلى النسيم الذي حاولت كبته كان هذا عزائي الوحيد من هذا الحزن الأزرق كالبحر  المحيط بي بأمواجه لا يتركني أهدأ أو أبتسم أو حتى أنام ، كل كابوس  ينهش جثتي كالجارح وعندما أستيقظ مخضبا بالرعاف ، أحاول قذف نفسي من النافذه أني  أريد أن أكسر هذا الألم ، هذا النهش البغيض يكفي ما أنا  فيه من المرارة والندم ، كل شيء أتذوقه أو أشربه أتقيأه راشحا كالسعير ، البارحة فقط عدت من المشفى الذي  كنت اتعالج فيه ،الاطباء أوثقوني  على السرير عندما حاولت خبط رأسي على الحيطان ثم تمر علي أيام أهدأ فيها من هذا التيه والهذيان  ، لا أبدا لم أنس هذا الشر الذي يولغ في العروق ويتجمد في الشرايين نبضات حارقة عصية على الهجر ، اجتاحتني قشعريرة الفرح تلك الليلة وأنا أقترب من الطفلة التي قضيت عمرا في البحث عنها ، كانت المأوى  الذي  ألوذ  به  من صخب العمر الذي أهرقته في الغفلة والتسيب ، تلك الليلة التي مازالت تقض مضجعي ، تحرق عظمي  لذكراها محاولا قذفها من وراء النوافذ لكن تنهض بازغة كالضياء المتفجر الذي يسحق  بالهلاك والعمى  من لا  يتعمد  بالضوء ولا يعرف معنى الطهارة  ، أنا المقنطر بين تلك الذاكرة الغارقة في الحريق الذي يشعل جوفي وبين مقدمات الجنون التي بدأت أسفارها منذ تلك الليله في ذلك  الحر القاسي ، كان انتهاكا صارخا لكل الأعراف والديانات ، أتساءل الآن بعد كل هذه السنين إن  كنت في  كامل الوعي ربما  أو  حالة من التخبط  النفسي   والتدمير الذاتي  لا أدري ، انعكست وحشيته  على من حولي ، ساعدني ياالله على النسيان أو  اقذفني بالموت إني أريد الخلاص من هذا العذاب  دعني جرئيا بما فيه الكفاية كي اتجرع السم لوحدى .

***

زوجي الذي سعدت معه اياماً طوال ، العمر  الذي  كان وانقضى – أقول انقضى – لأنه ماعاد أبدا ذلك الرجل السوي الخلوق الرجل الهادئ الذي يزن القول في داخله  قبل النطق المحترم الذي يعج دمه بالمقدسات  ، تلك النسيمات المغسولة  برذاذ المطر العابرة امامنا تحت الشجر- أيام كانت النسمة تملأ خياشيمها بالعواصف - أستعيدها  الآن ذكريات موصدة بالجرح والحنين  هذا  الفقدان والغياب الذي آل اليه كأنما اجتاحنا إعصار زلزل كل الأركان التي كنا نظنها راسخة  كالبنيان لقد قوضها في خطف البصر وحوّلها إلى أنقاض ، لم أكن أعلم  بتلك الشخصية التي تخفي الانهيارات في  الداخل وإنه على مرور الزمن لم يكن زوجي إلا  فزاعة حقل قصمتها أول ريح في حقل قاحل تراىء  لي سامقا  بالنضارة   ولم يكن غير سراب معفر بالظمأ والتراب ، لا أستطيع وصفه بالجنون ، هل كنت متزوجة من مجنون مؤقت كل  تلك الأيام ، أشعر بالرهبة والرعب والخوف حين أتذكره هذا المقلوب عكس عقارب الساعة  ، لقد  حدث هذا الشيء المفاجيء بعد موت طفلته مباشرة ، إذ ينهض كل فجر بصراخاته ( أنا القاتل خذوني إلى حبل المشنقة أنا القاتل .. أنا القاتل .. أنا  ) يضرب صدره بعنف كانت هذه الهستريا تنتابه تقريبا كل يوم واحاول تهدأته بالله والصبر والصلاة  ، لكنه ينهرني بألفاظه النابية شاتما الدين وأجداده ثم ينحدر في نحيب مرير فأجلس بقربه مأخوذة بهذا الحزن الفاجع متذكرة طفلتي التي  انتهت دون إنذار وأنخرط معه في البكاء .

***

كنت الوحيد الذي يرتاح له هذا الرجل،  وفي كل جلساته يعيد لي حكاية الطفلة التي قتلها بيديه ، فعل ذلك لسبب لا يدريه حسب قوله ومعتقده ، ولكن مع تكرار علاجه أحسست أن الرجل يهذي ، وأنه ربما تلك الصدمة التي حدثت له فجأة من موت طفلته دون مقدمات أفقدته توازنه مع إنني يعاودني الشك فيه ماذا لو كان ما يقوله صحيحا، ففي حالات غياب العقل والانقياد بما تقوله النفس حتى لو كان مزاحا من ارتكاب خطئية أو قتل ربما انساق وراء فكرة جهنمية فلم يدر إلا وقد انقضى الأمر،  لكني أعود من هذه التخمينات بأن رجلاً في مثل سنه وثقافته وعلمه الذي أصبح مضرب المثل قبل هذا  الاجتياح  الغريب الذي حل به  ، من غير الممكن أن يفعل ذلك فهو رجل مستقيم الخلق ، بحثت في ملفه الشخصي وسألت عن علاقاته في محيط أسرته  وعمله فلم أجد شيئا  له سوابق من شأنه أن  يقود لمثل هذا الفعل المشين في حقه كإنسان ، لا أدري إلى الآن فهذه أول حالة تتعبني استقصاء معالمها منذ فتحت هذه العيادة النفسية ، لدرجة أن حالته أصبحت هوساً بالنسبة لي ، عاودت قراءة كل كتب علم النفس فلم أجد شرحاً لمرضه ارتاح له وأجعله مقصداً لعلاجه ، أسقيه  بعض المهدئات ،  أسئله عن حياته أيام  كان صبيا فلم يرشدني إلى خيط ولو بسيط جدا يقودني إلى مغالطات أو أخطاء أو قسوة أو إهمال  بكراهية أو حقد  مثلا من أهله كي أبني له مفهوماً للعلاج  من أقاصي طفولته   ، حاولت معه تكرارا ومرارا ألا يخفى شيء وأن يلقي بخجله وراء الباب ويشرح لي ما لاقاه من مشقة ومعاناه وعراقيل في حياته مسلط الضوء بكثافة على صباه ، فلم اتلق شرحاً يشفي غليلي عن حالته ، لقد ارتفع ضغطي في احدى جلساته وكدت أن أركله وألطمه وأخبطه على الحائط فهو  كأنه يكرر كلاماً محفوظاً ولا أستنبط منه أية أهمية أو جدوى  ،  وكدت أن اطرده من عيادتي فالعيادة ليست ملجأ للمحزونين ومعذ ّبي الضمير ولكنها لعلاج الحالات النفسية ،  كي تعود الى استقامتها بعد شفائها من أمراض نفسية تخلصت منها بوصولها إلى نقطة فهم واستيعاب منطقي لما حدث سابقا، والقت بها في المهملات بعد أن كانت تؤرقها وتقض مضجعها ، فعاد أكثرهم إلى حياتهم الطبيعية مستقرين بعد أن تخلصوا من شوائب أتعبتهم في الماضي ورأوا أن المستقبل  أكثر إشراقا مما عهدوه ، ولكني حين أنظر إلى عينيه أحس بفشلي وإنني الى الآن لست بذلك الطبيب النفسي الذي يقوده  بحثه العلمي إلى فروض يبني عليها تجاربه كي يصل إلى الحقيقة  ، أنهيت آخر جلسة معه بإعادة  نصحة مرة أخرى ، عليه أن يتخلى عن العواطف والمقدسات ويسرد علي  طفولته الحقيقية أذا أراد الشفاء ، نهض بتثاقل نظر إلي بعينيه الزائغتين أحسست برعب لأول مره أحس بقشعريرة خوف من مريض أعالجه ، شكرني  ببرود ، هبدالباب وراءه  وغيبه الزحام .

***

لم أره  أبدا   بعد الانفصال ، هل كان ذلك الحلم الشاسع النضر الذي بنيناه معا ، أسسنا بنيانه بصدق وواقعية ، لم نرتكب خطيئة قبل الزواج عدا بعض القبلات التي  كانت تحدث غالبا بين المحبين ولكنها لم توغل في شيء آخر ، كان معي وأمام  عيني يكبر حبه مجتاحا النفس والشرايين ، ربما لم تكن بيينا صلة قرابة ولكني عرفته أيام  الجامعة ، ذلك الشاب المثقف الأنيق الوسيم ، الذي يقرأ كثيرا ويناقش في كل شيء ، كم كنت  فخورة  به امام صديقاتي ، لم أسمع عنه ما يسيء الذكر ، لقد كان لي ظل وارف أحسست بأن  العالم  ملك يدي ،  كان يجمعنا أنا وإياه في  كلية الآداب مستقبل وطموح ، حلمه الوحيد بأن يكون أديبا معروفا بمبادئه التي  اقسم بأن لا يحيد عنها مهما كلفه الأمر ، كانت كل نقاشاته حول أزمة العرب التي يمرون بها ، أزمة فكر وفهم ، محاولا صياغة أفق جديد لعالم في خياله لم يتحقق ، انقضت سنوات الدراسة ، وعرفته حق المعرفة لم تكن مجرد لحظات للأنس والسمر ولكنها عشرة عمر ، لم الحظ فيها يوما شيئاً غريباً أو تصرف مريب إنما كان تلميذاً مجتهداً ومتفوقاً في بحوثه ، أثناء  اجتماع الطلبة في الجامعة أو حتى في تلك الرحلات التي تقيمها الجامعة بحضور الأساتذة  الذين كانوا يشيدون به وبتطلعاته وفكره وطموحه ، أتذكر أحد هؤلاء الأساتذة الذي هنأني حينما أعلنا خطوبتنا في آخر سنه دراسية في الجامعة ، لقد ناداني على انفراد وقال لي بالحرف الواحد  ما زلت اذكره كأنه  يحدثني الآن:   ( هنيئا لك بهذا الطيب ) ، تزوجنا ، .... كان مثاليا في تعاملاته ، حاول أن يجسد ثقافته التي  هضمها كي يبني منها صورة أخرى  لرجل متسامح لا يهضم حق المرأة ولها حق الرأي والمشورة ، وفي أكثر الأحيان عندما أكون فيها مزاجية ومستبدة  في مواقفي يتساهل معي ويخضع ببساطة لما أقوله ليس بمعنى أن يكون تابعا لي فهو ذو شخصية قوية ومتزنة ،  ولكنه يغير رأيه بعد نقاش معي إذا  اقتنع بأن ما أقوله  أكثر صواب من موقفه بالمنطق والحجة والبرهان ، هذا الرجل النادر في عالم اليوم لم  تكتمل دورة حياته الطبيعية وبدأ إنهياره وقسوته وصراخه وشتائمه بعد وفاة طفلته الأولى  ، هل يعقل أن هذا الرجل كان مملؤاً بقشوأن ما كان بداخله سوى انكسارات وحطام وأن فكره متاهفت حتى يتخبط وينهار أمام موت صغيرته وهو الذي كان يسخر من الذين لا يصمدون على أحزان وجراح الأيام ناعتا إياهم بالجبناء يتهشمون بمصير ضيق ، لأن نفوسهم كالزجاج قابلة للكسر عند سقوطها الأول  ، لقد كان معتقا بالمقدسات ، ليس متدينا بما في هذه الكلمة من معنى ولكنه كان يحترم الأخلاقيات التي يأمر بها الدين ، متأثرا بها في حياته ، هل كنت أعيش مع فراغ  لم تملئه الطبيعة الا بالعتمة والهشيم ،  فبان الوجه إلى  أقصاه وتناثرت الخيبات من مستنقع كان راكدا بالوحل والجراثيم فطفا إلى  السطح ماكان غائبا وبان في صورته الجليه التي لا حياد من الوصول إليها ذات يوم  ولو امتدت عشرتنا زمنا كي تصل الى هذا الحال من رعب الفجيعة والظلام  .

***




الحصن الاسود
مجموعة متنوعة
الصَـفَـاع

من يقرضني ثوبا ... يستر ...
أبجديات للحــــــــزن
صورة لسلالة جساس
لا مجد للجنـــــــــــرالات
رثـــــاء لرجـــل ...

الحصــــن الأســـــود ...
الحســـــــــن ...
سمـــاوات
نشيد الاشرعة
نهيـــــق

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net