Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم الحصن الاسود
فجر بلون النبق
تاريخ الإضافة: 05/10/2009 رشح | إهداء

فجر بلون النبق

السدرة التي تنهض في بيته كخيمة كبيرة وتتعرش اغصانها عليه ومايتبقى من ضفائرها الخضراء تهدلها على تلك المساحة التي تشبه المسيل اذ كان يزنرها بمصلى حصواته الصغيرة مثل حبات النبق للجلوس تحتها في ايام الصيف والشتاء ، يقول انه ولد تحتها كموال يقصه دائما على الحاضرين وهو يحملق في جذرها الضخم ويجوس ببصره فيها من الجذور الموغلة في التراب حتى يرتفع برأسه الى قنها الاخير فيصطدم بصره بالقبة الزرقاء التي كانت يحوم حولها سرب من يمام مثل قوس قزح ساطع بطيفه وبعض غيوم تتناثر عليها مثل بقع ، فمنذ ولد تحتها تحتل في جوانحه اعز مارأت عيناه واغلى كنز ظل يحافظ عليه منذ طفولته حتى خطه الشيب بالبياض 0

***


كان الفجر الذي ظل يستيقظ منذ بون بعيد على قريته ناشرا روائحه الرطبه في الارض مابين الجبل وبيته وعلى شماريخ الشجر التي ينزلق منها كرشة عطر وفي وهاد الدروب التي تنسكب عليها الظلال وحيث الدروازة الذي تواجه الفجر بابها الخشبي كمحراب، كان بيته المزركش بالسعف وجذوع النخيل فوق سقفه وحجرات الطين المبعثره كدهليز حين تبدأ شقشقة الفجر يتثائب من رقاد طويل وتنداح رطوبة الفجر الندي على الجدران كقطرات عالقة فيها وتنزلق الى صدره مثل رائحة الرهام ، كان عندما يستعذب الاذان وينهض من النوم باكرا يحس كأن انفاس تنطلق به من الرضا والرحابة ليستيقظ ويوقظ زوجه التي كانت تغط في السبات العميق ، احست بيديه و انقلبت على ظهرها ، وراح يتحسس عصاه في العتمه فوجدها مسجاة تحت الفراش الذي كان يدفنها فيه ، نهض بتثاقل متكأ على عصاه ليتوضأ باحثا عن ماعون في الحجرة المقابله كاد يسقط على عتبة الباب لم ينتبه الى المشجب الناتيء فيه لكنه تخطى العتبه وحملق في الظلام ثم وضع راحة يده اليمنى على جدار الطين وظل يسقطها حتى ارتخت على وعاء معدني ، حركه بلطف لكنه كان مصفوفا فوقه مواعين كثيره بعضها فوق بعض وماان حرك الوعاء حتى التبس الوزن فيها فتساقطت عن يمينه وشماله وارتطمت بالاوعية الاخرى الملقاة على الارض فأحدث قرقعة في البيت كتدحرج رعد في السماء ، حلق ذلك الضجيج الصاخب حتى ازعج زوجه فنهضت مفزوعة كأنها صعقت وجرت تصرخ نحوه فتعثرت بنتوء الباب الخشبي في الحجرة المقابله التي كان يقف عليها فأصطدمت به وحملته معها ليرتميا معا على ماتبقى من مواعين وكاد يرتطم برأسه على الجدار لولا ان جسدا ضخم همد فوق ظهره وهو يبسمل ويحوقل كأن جن دفره الى الداخل وخرج من الحجره هاربا بعيدا عن هذا الضجيج ، كان سقوطها عليه اثار فيها فزع آخر وقامت مرة اخرى تبتغي ملاذ للنجاه لولا انه صرخ في العتمة محذرا ان تطأه بقدميها التي تشبه حافر النوق ولحظتها هدأت فتحولت من فوق ظهره على ارضية الحجره فوق احد الصحون التي ازاحته بيدها اليمنى ورتبت على كتفه وهي تمسك برأسه التي كانت شعرات لحيته الدافئة تمرغ وجهها فباغتها حلم لذيذ في الجسد لكنه فر هاربا من النافذه وتلاشى في الظلمات حين اعتدل على ظهره قال منتهرا ( بعيد الشر مو حل عليش بنت الحلال موه جاش ) ابتلعت بسمتها في العتمة واجابت وهي تنفض بقايا تراب عالق ربما في ثيابه دون ان تراه ( انتزقت يوم سمعت المواعين ، وركضت بايه اصرخ ونسيت ان حطبة الباب مكسورة وطحت فوقك ) قال وهو يحاول البحث عن عصاه مابين الصحون المتناثره في الحجره فلم يجدها ( اسميش ماقصرتي ، قومي سيري تجملي ولعي الفنر هشوف عصاتي واروح اصلي ) تنهدت وارسلت بصرها الى الظلمة فارتد اليها خاسئا وهو حصير امسكت ظهرها بكلتا يديها وتحسست اثر السقطة وبدا لها اضلعها مثل وتد خشبي قصمته ريح تعوذت بالله من الشيطان الرجيم وهمهمت في سرها( ياالله بصباح خير) ونهضت بتثاقل كمن يسحب قطرة ماء من بئر عميق ودحرجت قدماها صوب الباب بهدوء وهي تمسك بيمناها ظهرها المتعب وتمسح بشمالها جدار الطين خشية ان تصطدم بالنتوء الخشبي للباب الذي اسقطها واقسمت ان تمزقه في الصباح ، قرفص الزوج في انتظار السراج ، وفي انتظار اشعته التي تبدد هذه الحلكه ويسفر في عينيه ضياء ضئيل يستطيع ان يواصل النهوض به وينسحب نحو مسجده الذي ربما ينتظره جيرانه فيه بفارغ الصبر ، تذكر ذلك وارخى رجله اليمنى قليلا فأصابت في انبساطها البطيء صحن صغير اصدر صوت يشبه مواء قط جائع في ليل مطير ، كان خروج الزوجه من الحجره كعمياء ضلت الطريق وتوسلت الجدران ان تقودها الى حيث تقيم اذ ما تكاد تتخطى بقدمها حتى تتوقف لكنها اصرت على المشي متكئة بكلتا يديها على الجدر خطوة اثر اخرى وهي تستحضر اين وضعت السراج في حجرة النوم الضيقة وحين وطأت بقدميها الفراش الذي انعشها بشرشفه الناعم وتمنت لو تواصل النوم الشهي الذي يداعب اجفانها الثقيله بالظلام ، انحدرت عليه وتلمسته متذكرة انها اطفأت السراج على مقربة منها محاذية به رأسها حين تنام ، وعندما كانت تتلمس المكان في شيء من الحذر مشوب بالخوف سقطت يدها اليمنى على رأس السراج ومرت نسمة بارده حولها فتنفست الصعداء وهي تدلق يدها على السراج حتى حملته من الحبل الصغير المدلى من عنقه وقربته اليها وهي تكاد تبتسم حينما تستحضر تلك السقطة التي تحدث لاول مرة منذ زواجها فأحست بفرح لذيذ داعب الجسد ، اخرجت قلبه الزجاجي فتدلت فتيله صغيرها تلمستها في الظلام وهي تسأل زوجها : ( هين الكبريت) لكنها وهي تتلمس الفراش كرة اخرى وجدت الكبريت متوسدا قرب السراج تناولته واشعلته بشيء من الضيق ، كان للضياء الذي احدثه اشتعال عود الثقاب في الحجرة وتحركه نحو فتيلة السراج يشبه انهمار نور خافت من سماوات الى كهف مقدود في الظلمه وانعكس نثار ضوء الثقاب في الحجره راسما شبح امرأة تتمايل ظفيرة من شعر رأسها مثل ذيل مهر جامح ، اشعلت السراج وانار المكان واسفر نوره كالشروق وكان عود الثقاب مازال في يدها اليمنى تسرى النار في جسده نظرت اليه وهى تنفضه ثم رمت بقاياه المتفحمة صوب الجدار فارتطم به وتهتك رماده مختلطا بالتراب ، اعادت قبعة الزجاج الى الفتيله نهضت حاملة السراج وهي تقود نوره صوب زوجها في الردهة الاخرى كان الزوج غارقا في الوحده بظلماته كسجين ولم ينتبه اليها اذ كان يفكر فيما سيقوله لجيرانه في مستهل سؤالهم عن سبب تأخره اليوم عن صلاه الفجر ، فبدا له المبرر مضحك واستاء قليلا وهو يفرك لحيته وينفضها من بعض طين ، عندما سطع الضياء امام عيناه واتكأ على عصاه حامدا الله على كل حال ، خرجا معا وهو يحمل بين يدية طاسة ليجلب فيها الماء من ساقية الفلج الذي يمر بقرب بيته الى حوش البيت كان الوقت مازال فجرا ، وضعت له السراج في الحوش حتى يتهيأ للوضوء وأقعت بجانب الباب منتظره منه ان ينتهي لتحمل السراج وهي تصغي الى صياح الديكه وتراكض صغار الكتاكيت وقأقأة الدجاج في القن واختلاط الزقزقة بثغاء الماعز في الزريبه وخوار البقره التي تنتظر من يداعب ضرعها فيشخب منها الحليب في الوعاء وتصعد رغوته فيه كحباب فقاعات بيض ، وضع عصاه فوق جدار الطين الرجراج الذي كان ينهض بمعيته جدر اخر على شكل مربع للمجازه مشى نحو ساقية الماء حاملا في يده الطاسة وغرف الماء فيها ثم حملها في بطء وتأبط عصاه تناثرت قطرات الماء من الطاسة واندلقت تحت رجليه وعندما وطأ بقدمه وجه التراب ارتسم حذائه على الطين المبتل مثل تعاريج سعف ، تناول الماء ، وضع الطاسة والتقط العصا بيده اليمنى من بين ابطه والقاها على الارض بسمل وبدأ في الوضوء وعندما انتهى كانت تحيط به لجة صغيرة من الماء تمعن فيها حتى لم يكد يراها وتحسسها بيده وهو يدلق وشل الماء على سدرة النبق ، حملت زوجه السراج وغيبها الباب ثم تهادي نحو المسجد في طريقه المشجر الذي تنحني فيه الاشجار كتحية له وهفهف النسيم الفجري يعبرها كرياح لامست كف حسناء ، وغط في تأملاته راشقا بنظره تلك العتمة التي بدأ الفجر يمزقها في جبينه كخمارأزرق ينزلق رويدا من وجه ريم 0

***

وعندما قضى فرضه آب الى بيته المعرش بالسعف والطين ، وتهادى في حوش البيت ،سحب بساط من سعف بلون الطين وشمته الشمس بضيائها الاسمر ، ثم بحث عن حطب السمر من تحت المصلى الملقى فيه على شكل كومة ، جر حطبه وحمله وبعض سعف ثم صعد مصلاه شلح عن دشداشته حتى سرته وسحب من تحت ازاره كبريته الخاص حيث يرقد بجانب سكينه الصغيره حادة النصل ، وأضرم النار في الصريدان ، سعل من انتشار الدخان في منخريه وتهادى اليه صوت زوجه في الزريبه تطعم الماعز ، بينما كان يغسل المدلاه من الفلج ويملأها بمائه الرقراق العذب الصافي كعين الديك ، كانت النار تلوك حطب السمر وتبعثره جمرات حمر تلتهب ، صعد صوب مصلاه حاملا في يده مدلاته وضعها قريبا من البساط وداهش النار في هدوء فسقط من جذوع السمر الملتهب بقاياه المجمره ، نادى زوجه ان تحضر القهوة ، ( اوه ، سليمه جيبي القهوة تجملي ) لم يسمع الرد انما قال محدثا نفسه( هذه الحرمه هتهلكها الهوايش) نهض وهم ان يدخل البيت لكنه عاد الى قعوده فقد لمح زوجه تحمل في يديها سجرجه مليئة بالبن المطحون ، تدلق ابتسامة وهي تستحضر ماحدث في الفجر وتهتف به ( صبحك الله بالخير) رفع رأسه اليها واجاب في رحابـــه( صبحش الله بالخير سليمه ، صليتي ، جيبي القهوه) ناولته السجرجه وولت ظهرها نحو الداخل سألها في عطف ( جلسي شويه دفي يديش ) لكنها اجابت وهي ترفع جلبابها الاسود المنهدل من رأسها على كتفيــها ( اخبز واجيك ) ، نظر اليها في شفقه وطافت في مخيلته ذكريات كبيره بحجم هذه السماء التي تسفر عن ضياء يغمر الافق ، تنهد بعمق وطار طير الطفوله وحلق على السدره وصقصق في نشيد موجع اترع في القلب عواصف من احزان تفجرت ينابيعه دمعا لكنها جمدت في آخر المصب ، سكب القهوة في فوهة المدلاه وفارت روائحها في الصباح البكر ، ثم بدأ يحتسي قهوته الصباحيه التي كان لا يعترف بغيره بديلا لصنع قهوة الرأس مثلما يسميها ، كانت الشمس تدلق أشعتها الصفراء وتمشي على اصابعها فينبلج الضياء على الشجر القريب ويشعشع وجه الجبل في ردائه الصخري كأنما العتمة تهرول ورائه على استحياء ، وحين نهض هذا المنظر امام ناظريه كلوحة حمد الله وهو يستلقى على ظهره تاركا نبضه يسافر في الطفوله تحت سدرة النبق 0




الحصن الاسود
مجموعة متنوعة
الصَـفَـاع

من يقرضني ثوبا ... يستر ...
أبجديات للحــــــــزن
صورة لسلالة جساس
لا مجد للجنـــــــــــرالات
رثـــــاء لرجـــل ...

الحصــــن الأســـــود ...
الحســـــــــن ...
سمـــاوات
نشيد الاشرعة
نهيـــــق

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net