 |
قسم الحصن الاسود البحر 00 كما لو لم اره قبلا |
البحر 00 كما لو لم اره قبلا
استيقظ قبيل الفجر كعصفور يتقصى الالق ويغرد في سمر ، يصطدم صوت الآذان الذي يطلقه رجل أشيب ويتهادى إلى سمعي كغروب يطوى الأضواء في صمت ازيح ستارة النافذة قليلا فتسافر عيوني في قمر يرسل ضياءاته في شجن ، القمر امرأة احبتني ذات وقت ثم بعد عمر ليس ببعيد تعرفت على كل الذكور 00 اصلي ثم أنام واستقيظ للمرة الثانية على شمس تغمر أشعتها مقنيات فتضيء أمكنة مظلمة وتبعث أحيانا في القلب ارتعاش في شيء من الحنين 00 ازيل اللحاف من على وجهي وأتمدد في كسل وتمر في مخيلتي نساء راقصات تتخلى احداهن عن خلخال فضي اللون وترمي به في وجهي وترمقني بنظرة كما نبع متدفق صوب شجر في صحراء خالية من الغيم لم تذق طعم المطر00 أتدحرج منسل من الفراش مثل غول طوى جلد الليل ولبس جسدا آخر بلون الوهج وامسك بالفوطة متجها صوب الحمام الذي افتح بابه الغارق في بهاء بلون الطين واتذكر قبل الدخول سفينه في بحر شاسع الامواج مليئة بالقوارير ابتسم واغتسل عائدا الى غرفتي ، اضع على وجهي كريم رطب وادعك جسدي المتعب به بشىء من الرفق واتذكر البحروالسفينه والقوارير واتخيل نفسى غواص ماهر يجيد الغوص في بحار كثيره وانهر تمتد بلا جزر00 سأنتقي اجمل الجميلات بعد انقاذها من غرق محتم لأرى في عيونها حريق يتسع لأن يحرق العالم ويورث انفجار كبير بحجم بركان طائرمن لهب لا يطفأه الا اللقاء به وإخماده بشيء من برود هادئ حد الثلج 00 أضع العمامة على رأسي واتناول دشداشتي من مشجب معدني معلق بالحائط والبسها كسماء قريبة التحف سقفها الابيض واخبأ في جيبي قصاصات كثيرة من ورق وبعض من رسائل ممزقه وطافت في مخيلتي ابجدية حروف اللغه حتى اذا ماهزني الحرف تنهدت في وجع ورحت اتغنى به بلحن عصف في دمي اغنية تمادت في الآفاق وحاصر طيفها البعيد فأبتسمت ، تأسرني النظرة واقشعر من صوت الجمال 00 عينيك حبيبتي مثل شهقة رمح ( وجسدك مثل بحرا يغني لا تبحر فيه الا الاغنيه لا ابحر فيه الا بأغنيه) واتخيل عيونها الولهى كسماء ترسل بسمة الوعد للشمس00 وتظل في رجاء مشرق بضياء جديد ورحت اغمغم في اندياح لذاكرة الرحيل مثل نباح كلب اعرج خاليا من كل جميله مكتظا بالذكريات 00 أعود إلى اليقظة للمرة الثالثه على طرقات جرس الباب وانتبه كأنسان فاقد الوعي ويعود 00 وانتبهت الى رجل ينتظرني خارج المنزل طيب القلب وتقي كما الظاهر في الوجه يمتلك سيارة بيضاء اللون انسان في حاله كما يقولون ويمشي على الحيط ولا يحب الموسيقى والنساء ، اندلق في سيارته كما طحلب ينزلق بقسوة في سواقي الماء القي عليه السلام وتحية الصباح ويسألني عن الحال 00 نمر على ناس كثيرون يتهافتون مثل جراد منتشر نحو أمكنه ساطعة بالبؤس و السطوة ، انزل من السيارة متجها إلى العمل بتجهم كخروف يجر الى الذبح في حزن 00 والتقي بوجوه روتينها فظ وغليظ وجوه شاحبة ومكفهرة ودائخة من الديون ربما 00 واخرى يلمع فيها ابتسام من رماد ، منذ سنين طويله وانا ارى هذه الوجوه مثل جرذان محتوم عليها بالموت في قفص كأنهم أعجاز نخل منقعر بلا تبجيل او ذكرى قلوبهم من ورق وعقولهم من قراطيس 0
|
|
|
| | |