Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم قصص متنوعة
شيء من رمضان
تاريخ الإضافة: 13/09/2009 رشح | إهداء

شيء من رمضان  

رمضان حكايات وأساطير 
 
 

                  رحمة المغيزوي  

قديما كانوا يقولون لنا " أنك إذا ما أحببت شخصا ما ، أو إذا ما أحببت شيئا ما ، أحببتهما ذلك الحب الذي تخاف به من أذية ذلك الشخص أو ذلك الشيء فأنه يجب عليك أن لا تلمسهما في ليلة القدر "ويعللون ذلك لنا بقولهم ، لأن كل شيء تلمسه في تلك الليلة سيتحول إلى ذهب ،وأن تحوله إلى تلك المادة الصفراء البراقة لا يزول عنه حتى يكمل الحول "

ولأن الأشياء والأشخاص التي  كنت أحبها كثيرا - في صغري - كانت عديدة لا تعد ولا تحصى ولأن ليلة القدر لم تكن تحدد بليلة بعينها إلا بكونها ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان فقد كنت أبقي يدي مكتوفتان وراء ظهري مخافة أن أخطأ ذات مساء وألمس شيء أحبه فيصبح ذهبا ،و ما زاد الأمر تعقيدا في مخيلتي الصغيرة ، أن حساب السنة كان طويلا فهي مكونة من اثنا عشر شهر ، وعددا لم أعرف الطريقة الصحيحة لعده من الأسابيع والليالي ،  في مقابل ذلك الخوف على من و ما أحب كانت محاولاتي المتكررة للاستيقاظ في ثلث ليالي رمضان الأخير لأملس حجرا كبيرا  كنت قد اخترته بعناية ووضعته عند رأسي عل لونه يتغير إلى لون الشمس .  

ولم أدرك تمام الإدراك في وقتها أنني عالقة دون ترتيب سابق من قبلي في مرحلة الخيال الذي استمر مسيطرا على تفكيري طويلا ، فكان السؤال الذي ألح علي كثيرا كيف أنتظر عاما كاملا لتنفك تلك الشذرات من الذهب عن الشخص أو الشيء الذي ألمسه في ليلة القدر ؟ وكان السؤال الأكثر تعقيدا  كيف يتم ذلك التحول ؟.وهذا كان يفزعني بشدة ، وقد تطلب الأمر مني وقتا طويلا لأقتنع داخليا أن تلك المقولة التي عاشت في ذهني لسنوات كانت محض خرافة أو اعتقاد تبادلتنه الأجيال من بعضها البعض وفق منظومة تاريخية غير مقننة بأحكام معينة . 

ولا يخفى هنا أن  لكل شعب نسيج مختلف  عن غيره  من الشعوب من الاعتقادات والخرافات والأساطير التي تتباين وفق المناسبات والأحداث ، وهذا ينسحب بدوره على المجتمع العماني ، ومن الملاحظات المتواضعة التي خرجت بها من القراءة حول الأساطير ، أن سلسلة الأساطير والخرافات والمعتقدات العمانية الخاصة بشهر رمضان تكاد تتركز على الفترة ما بعد انتصاف الشهر، وغالبا ما يكون الهدف من تلك الأساطير والخرافات هو تخويف الناس من ترك صيام هذا الشهر وحث الأطفال على الصوم المبكر،  ويمكن هنا إعطاء نماذج من تلك الاعتقادات ، ففي بعض الولايات من السلطنة يمنع الأهالي أطفالهم من اللعب مساء - ما بعد ليلة منتصف رمضان ،ولا يسمحون لهم بالخروج من المنازل لأنهم غير صائمين ، إذ أن المعتقد السائد أن هناك ، أن جماعة من الناس تخرج في هذا الوقت وتأخذ كل شخص غير صائم ويربطونه مع الغنم ، كما تنتشر في الولايات والمناطق أخرى أسطورة حول كائن خرافي يشبهونه شكلا بالبقرة ، وهذه البقرة كائن مخيف يقف على كل قرية ولها خوار مخيف تأخذ في آخر ليلة من رمضان كل من لم يصوم رمضان ويلقي بهم في بئر عميقة وفي تلك الليلة يرى كل شخص تحمله البقرة  كوابيس وأحلاما مزعجة ، وقد بقيت تلك المعتقدات حاضرة في بعض الولايات إلى الآن وذات تأثير لا يمكن تجاهله في واقع الجماعي والفردي للمجتمع ،ولعل الذاكرة لا تجانبي كثيرا عندما استرجع كلامات  إحدى الصديقات والتي تأكد لي أنه في بعض الولايات تنتشر فكرة أن ولادة الأطفال المختلين عقليا في رمضان عادة ما يكون مصحوبا بالاعتقاد بخرافة تقوم في محتواها على أن أهالي هؤلاء الأطفال لم يكونوا يصومون الشهر وأن ولادة أبنائهم  بقوى عقلية عقاب أنزل بهم.

 وتسير المعتقدات في هذا المجال أحيانا في خطوط متشابكة فتشمل الأحياء والأموات ـ إذ تشير المعتقدات العمانية في هذا الصدد  أيضا على وجوب الزيارات التي يقوم بها بعض الأهالي إلى مقابر الأطفال ، فالأساطير المحلية المتداولة بهذا الصدد تؤكد أن مقابر الأطفال تكون ملاعب " حور العين " مع الأرواح البريئة من الذنوب، وهذا يفسر جانبا من إقامة مقابر الأطفال - في القرى المختلفة- بالقرب من الأماكن المتاخمة من مناطق السكنى ،وفي تلك الزيارات يؤدي ذوي الأطفال المتوفون عدة طقوس ، إذ غالبا ما يبكرون في الخروج لتلك الزيارة والتي تتم قبل يوم من عيد الأضحى وعيد الفطر ومن ثم يقومون برش القبور بالماء البارد وماء الورد ويضعون الريحان وأطراف النخيل عليها إيمانا منهم أن ذلك يبعد عن الأطفال الشعور بوحشة القبور وألم بعدهم عن أهلهم .

ولعلنا لا نحصي كل ما جادت به تراكمات السنين من الأفكار والمعتقدات في هذا الجانب ولكننا نوقن أنه ومهما توغل المعتقد الإنساني اتجاه الظواهر المختلفة ومهما ارتبطت مناسبة معينة بمجموعة من الممارسات فان ذلك يبقى تعبيرا مبسطا لحاجة الإنسان إلى فهم عام لما لا يجد له تفسيرا ليرضي فضوله العقلي أو يسكت عاطفته المتأججة اتجاه إنسان أو شيء فقده .

وما يبقى لي هنا هو أن أستعيد شيئا من أماني الطفولة وأسأل متى تأتي ليلة القدر التي  تحول الحجر تحت رأسي إلى ذهب ؟!

   
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

شيء من رمضان 
 
 

رمضان ورحلة جالبات اللبن 
 
 

                                                                                        رحمة المغيزوي 
 

مما يثير القلق والحزن في داخلي كثيرا أن جدتي " أم مبارك " كانت قد توفيت في العام المنصرم ، وجاءت وفاتها نهاية لبداية انفراط الخيط وانتهاء غير معلن عن توقف رحلة " جالبات  اللبن "  والتي استمرت لأجيال لم أشهدها من قبل ، حيث كان لجدتي "أم مبارك " قدم نشيطة في تحفيز النساء للسير اليومي لمثل تلك الرحلة والتي لا يكتمل وجه رمضان الجميل في نظرها إلا بالقيام بها و بالعبور الحثيث للمزارع وتبادل أصوات الغناء الشعبي من فم امرأة لأخرى. وان كانت الرحلة أمرا غير مخطط له مسبقا بالدرجة الأولى إلا أنه أصبح عادة متوارثة ترتبط جذريا بشهر رمضان.

  

وفي أيامها المزهرة كانت " جدتي أم مبارك " تنقل للأجيال الحالية ما تذكرته الأجيال السابقة  عبر رواية احتفظت بها  بإصرار غريب عن الطرفة التي نقلت عن جماعة من النساء الجالبات اللبن – مع أن الموقف الذي تعرضن له كان مخيفا في وقتها  ومثيرا للبكاء لتلك المجموعة من النسوة إلا أنه أصبح دعابة تنتقل من فم إلى آخر بين أبناء إحدى القرى الساحلية ، والرواية المضحكة المبكية كانت تقول "ذات يوم وفي طريق عودة جالبات  اللبن إلى بيوتهن بعد أن ملأن أوعيتهن باللبن كان من سوء طالعهن في ذلك اليوم أن تصادفن في منتصف الطريق الخالي من أي منفذ للهرب مع قطيع من الإبل ، ولاتقاء شر تلك الإبل التي وقفت دون حراك تتمعن في النساء في الطريق ، قامت النسوة بالسير في صف واحد محاذيات من سور إحدى المزارع ، فما كان من الإبل إلا أن اقتربت أكثر من النساء وهي تشم ما في الأواني التي حُملت فوق رؤوس النسوة ، وفي وقتها بدأت بعض النساء بالبكاء ، وزاد البكاء كل قربت الإبل أنوفها من النساء ، ولم ينقذ النساء من هذا الموقف إلا تصرفا قامت به أحداهن إذ فتحت غطاء الإناء الذي تحمله على رأسها  وأنزلته على الأرض وطلبت من رفيقاتها فعل نفس الشيء، الأمر الذي ألهى قطيع  الإبل بشرب اللبن ، وأعطى للنساء فرصة للجري بأسرع مما أتين من سرعة بعد أن تركن الأواني واللبن للإبل "  

وفي واقع الأمر-وقبل روايات جدتي " أم مبارك " - فقد ارتبط مصطلح "جالبات اللبن " في ذهني الطفولي دائما بمجموعة نساء كن يسيرن بخطوات متئدة  ويتبادلن الحديث فيما بينهن  بإشارة من أحدى أيديهن بينما اليد الأخرى ممسكة بحرص بإناء  ممتلئ باللبن فوق رؤوسهن وترتبط تلك الصورة بأكملها بشهر رمضان ، الشهر الذي كان يكثر فيه رؤية جالبات اللبن في قرى الساحل .  

ما حدث تحديدا وأدى إلى جلاء صورة جالبات اللين في ذهني وعودة صورة الطرفة السابقة أن كأس اللبن الذي شربته بتمهل – وبعد إلحاح كبير – تحت "السبلة " التي تجمع نساء القرية كان قد أثار الذاكرة التي بقيت متيقظة حول الرحلة شبه اليومية التي تقوم بها بعض النساء والأطفال في بعض قرى الساحل قديما  لجلب اللبن لتناوله  على مائدة  الإفطار في رمضان .ورغم أن الطرق التي كانت تسلك في تلك الرحلة كانت متباينة وتتخللها المزارع الكثيرة و المتسعة التي تفصل في امتدادها الشاسع قرى الساحل عن القرى البعيدة عنه إلا أن تلك الرحلة بقيت تحمل متعة في مواقفها وأحاديث النساء وأصوات الأطفال التي تتشابك مع بعضها البعض .  

وفي العادة تبدأ رحلة جالبات اللبن –والتي تستمر – طوال شهر رمضان – من الصباح الباكر إذ يخرج من كل بيت من بيوت القرية امرأة أو أحد الأطفال القادرين على حمل اللبن ،مزودين بالأواني المختلفة لجلب اللبن وغالبا ما تتحرك تلك الرحلة في جماعات مختلفة العدد وان جرت العادة أن تخرج من كل قرية جماعة واحدة وتقطع تلك المجموعة في سيرها الصباحي إلى القرى البعيدة عن البحر والتي يشتهر أهلها بتربية الماشية وعلى وجه الخصوص الأبقار . ومن ذلك يتوزع أفراد تلك المجموعة على البيوت المشهورة بإعداد اللبن  مع تحديد مكان  يلتفون فيه بعد جلب اللبن . كما تحدد جالبات اللبن مكانا معروفا للجميع لأخذ قسطا من الراحة وغالبا ما يكون هذا المكان في منتصف الطريق الذي يقطعونه في رحلتهم الصباحية  

بالنسبة لي  كان المتعة الحقيقية تكمن في مراقبة المرحلة الأخيرة من إعداد اللبن ، إذا أبقى في انتظار كل حركة كانت تصدر من المرأة التي  طلبت منها أمي أن تعطيني اللبن وغالبا ما أصل إليها وهي " تمخض " السقاء وتزيد من إضافة الماء إليه ومن ثم تعود إلى تحريك السقاء  باستمرار وغالبا ما تساعدها امرأة تكبرها سنا في تلك العملية ومن ثم أرقبها وهي تسكب اللبن في الأواني التي صفت بجانبها وفي الغالب فان صاحبة اللبن تضيف " الدهنة " - وهي مادة مستخلصة من اللبن يعتقد أنها ذات فوائد عديدة للأطفال الصغار – إلى حصة كل واحد منا من اللبن . كما يضاف إلينا في بعض الأحيان حصة من " الكامي " – وهو اللبن المطبوخ على  بالنار-  وفي العادة تعطى اللبن أهل الساحل نظير نوى التمر أو الأسماك المجففة .  

تلك الرحلة وإن تلاشت أثارها الآن بموت جدتي " أم مبارك " وغيرها ممن سرن صباحا  نحو القرى البعيدة عن الساحل ، إلا أن الخطوات بقيت من العمق بحيث يتذكر شخص ما في مكان غير معروف  خطوات جالبات اللبن المختلطة بتراب البحر وطين المزارع الموغلة في بعدها عن الشاطئ الأسمر .  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أطعم الجن وأشياء أخرى في رمضان   
 

                                                                         رحمة المغيزوي  
 

في رمضان

فقط ...

تلك الأشياء التي تورث نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الحياة ومحبة في قلوب الناس ...تلك الأشياء التي أواريها عن تقلبات الزمن وأرقيها  عن عيون الحساد وأعلقها كقرط فرح صغير ،وأشعر وأنا أجسدها أمامي أن حياتي بحجم انفعال مبهج ليوم جميل عايشته واحتفظت به كنواة شجرة أدعو أن تزهر ذات يوم ، وأشعر من خلالها وبها أن الذكرى صنو حياة أخرى ، وأضن  على الآخرين أحيانا أن يكتشفوا ،

كيف كنت ؟

وبماذا حلمت ؟

وعلى من أغمضت ارتعاش جفني؟

ربما لأن الأشياء  الجميلة تصغر عندما نصبح بطول ثلث نخلة أو يزيد . ومن هنا أؤرخ ذكرياتي  بتقاسيم وجوه قريبة وأؤرخها بالعيون التي تتكلم أكثر من أي لسان  وأؤرخها بطعم رمضان في الحلوق والأرواح .  
 

1- صوم البحر :-  

علمني "علي بن خلف " أن أشرب كل ما هو سائل وساخن في رمضان بمحارة ينتقيها من على شاطئ البحر ويغسل ترابها وملحها وكل ما عليها من الشوائب الدقيقة ، إذ أنه يعتقد أن الإنسان لن يشرب بهناء ومتعة دون مشاركة  البحر .

وهو إذ أظهر أمامي بحياء حقيقي محارته الكبيرة المختلطة الألوان نبهني أن أحتفظ بمحارتي تحت وسادتي طوال رمضان وقبل أن أدخل إلى عالم الأحلام الكبير ، ولعله ذكرني في شبه تأكيد أن البحر الذي يغسل بهيام لطيف أقدام السائرين عليه مساء يشاركنا صومنا ويبقى بعيدا عن شياطين الشهور الأخرى - دون عواصف أو هيجان-  وأن روحه تصوم وتفطر .وعندما تجرأت ورفعت محارتي النظيفة بين أصابعي وسألته

  • عمي ..كيف يفطر البحر ؟

رفع نظره إلى السماء وغافل فضول طفولتي وقال

  • ربك أعلم .

لمرات عديدة و لرمضانات متتابعة  قارنت بجدية طعم السوائل الساخنة وأنا أشربها بالملعقة تارة وبمحارة رمضان تارة أخرى ..بتجربة قاطعة  أجد أن كلام "علي بن خلف " لا يختلف في صحته  إنسان مع نفسه .  
 
 
 

أُطعم الجن في رمضان :-  

ما يثيرني حقا ولا أجد له تفسيرا مقبولا حتى رمضان هذا ،هو ما كنت أقوم به في تلك السنة  البعيدة ومع أن الأحداث ترتبط بأوهام مرحلة صغر السن إلا أنها تلقى صدى ايجابيا في داخلي  فأجد نفسي الآن ألتفت جهة اليمين ثم جهة اليسار ومن خلفي ومن أمامي لأكتشف ذلك التلبس الذي أصرت أمي بطرقها المختلفة على نهري عن فعله إذ أنها اكتشفت وبمصادفة بحتة أني أبقي نصف كوبي من اللبن وبعض حبات التمر في يدي وأني أغافل الجميع لأقرأ بعض الكلمات عليها قبل أن أسكب اللبن على الأرض وأنثر حبات التمر في زوايا مختلفة من البيت .ورغم أن هلال رمضان قد انتصف في تلك السنة ولم يعرف أحد ما أفعل إلا أن الأنكى كان قد وقع وأبقاني بكماء ليوم بأكمله  عندما تلمست أمي فراشي فوجدته خاليا ووجدتني أحمل عظما وكتابا أقرأ منه دعاء قبل أن أنادي لجن بأسمائهم العجيبة ثم  أرمي العظم في الظلام  .سألتني بغرابة

  • ماذا  تفعلين ؟
  • أطعم الجن سحور رمضان !.

الآن أقرأ في رمضان أكثر من أي شهر آخر و عندما أمر على كلمة جن في كتاب بين يدي ، اسكن للحظة و أتساءل بابتسام زائد ترى كيف صدقت ابن عمي الذي أهداني الكتاب وقال لي أن من يقرأه يصادق الجن ، وأغراني أكثر وهو يفتح الكتاب على صفحة تنصفه  ويقول

  • وربما تحولت  إلي ساحرة و اختفيت.

ولكني أكتشف أن ما اختفى من ذهني  هو اسم الكتاب بجلده  ذي اللون الأصفر الفاقع واسم ومؤلفه .

  

      3- صلاة سادسة :-  

      يحدث في فجر رمضان أن يفتح المعلم "سعيد " بابه  ،من ثم يفتح مصحفه و يجلس وهو يسند ظهره قليلا إلى الحائط ، يتلو كل صباح سورة لم أسمعها سابقا ، أفتح نافذتي الصغيرة ،تفتح نوافذ الحي ، أبقى منصة له وهو يحرك جسده للأمام والخلف ، وهو ينغم الألفاظ والحروف ، وبعد أن يظهر قرن من الشمس أغلق نافذتي بهدوء مفتعل ، أمر من أمام باب داره أرفع صوتي

  • السلام عليكم .

لا يرد ، يكمل قراءته ولا يرد ، أعود من جهة أخرى أرفع صوتي أكثر

  • صباح الخير .

يصمت ، أسأل جدتي عن ذلك ، تخبرني

  • من يكلم الله لا يجوز أن يقطع كلامه من أجل كلام البشر .
 

صلاة أخرى ، ركوع ، سجود ، قيام ، قعود ، تحسبها جدتي بعشر ركعات ، لا تشبه التراويح أو الصلوات الخمس ، أعتقد الآن أن ما يصليه المعلم "سعيد " صلاة تكفير أو كما تقول جدتي

- أنه يصلي عن أهلي القرية كلهم منذ سنوات .

  عندما يغالبها النعاس وتغفو ويسقط رأسها بهدوء على صدرها أقوم وأغسل أعضاء الوضوء وأصلي كما يفعل " المعلم سعيد " ، أنام في الركعة الخامسة  كما تقول  جدتي أخبرها بحماس وقد بدا صوت قرآن الفجر واضحا أني في النوم أعدها بإتقان تلك الصلوات ، خمس صلوات يصليها المعلم حاضرة في المسجد وصلاة سادسة يجعلها في بيته .  

4- ذكريات بو حميد :-  

يمد " بو حميد " ساقيه على اتساعهما ، يصبح له بعد العمل عملين في رمضان ، فإذا كان في الصباح ينشر شبكته فإنه في أواخر الليل يحمل طبله ويركب حماره مناديا على القرية بالنهوض للسحور .

وإذا كان " بو حميد " بطوله المتوسط وعينيه الغائرتين في وجه أجرب وجسد نحيل لا يثير اهتماما كبيرا لدينا فإن حماره بكل ما فيه من علامات الغباء والبلادة يشكل مصدرا متعة و إثارة ومتنفسا لشقاوة الصبيان هنا   .

مما يسجل في الذكريات حب " بو حميد " لحماره أنه  يريحه طوال النهار ولا يثقل عليه في الليل إلا بحمل جسده الخفيف مارا يصيح  بصوت مبحوح على ذكر الله والصلاة على النبي ، ومما يسجل في حق حماره تلك العلامات التي  تركها واضحة  وكبيرة على أجساد الصبية الأشقياء مستخدما حوافره أو ضربات ذيله القوية ، في دلالة  نفي غير قابل للجدال أنه قادر على الدفاع عن نفسه وعن صاحبه وعن صاعات التمر والطحين والأرز التي أعطيت لهما كأجر على  عملهما طوال ليالي رمضان وحاول البعض أن يستغفلهما ويسرقهما ،  معتمدا على نجاح خطته على هزال " بوحميد " من جهة وبلادة حماره من جهة أخرى !  
 
 
 
 
 
 

      5- رمضان في سوق ...وسوق في رمضان  
 

تذكر المعاجم  في معاني ولاية السويق أن الكلمة جاء ذكرها في اللغة الآرامية وأنها سميت "سويق " لكونها كانت تنساق إليها السفن والمراكب من كل اتجاهات ومن كل الموانئ  لترسو على شاطئها . ولكني  أترك كل الإصلاحات المعجمية و أختار في هذه الأيام أن يرسو رمضان على ساحلنا

قد لا أملك – الآن-  كل البهجة التي تبعث من الوجوه القديمة

ولكن تخالجني إحساس أن السويق تؤم برمضان

وأن رمضان يعيش في إحدى صفحات السويق

في البحر.

في الناس.

في الأطفال.

في روائح الحناء .

وفي زمن الحبال المعلقة لصنع أرجوحة  عيد قادم  .

وفي كل ما هو  متحرك ومقبل على الحياة فينا . 
 
 
 
 
 




قصص متنوعة

حب ....خرافة ....بحر
سأخون ذاكرتي
حكايتي اسمها مريم
القايمة
شيء من رمضان

بيت البرزنجي
سأخون ذاكرتي
حكايتي اسمها مريم
القايمة
الجدة فاطمة

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net