Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم قصص متنوعة
مذكرات فتى في آخر الصف
تاريخ الإضافة: 11/08/2009 رشح | إهداء

مذكرات فتى في آخر الصف                       

في تلك الحصة  بالذات

شعر به يغيب حينا بعمق المهاجر دون رجعة منتظرة ،ويحضر في أوقات متباعدة كطيف عزيز اشتاق لقياه ،كانت تجربة رائعة وغير مكررة بالنسبة إليه ، أحس بذاته تكبر وتتضخم من الداخل وهو يجرب أن يحيا في مركز حياة شخص لم يعرفه ولا يتوق إلى مجرد الاشتباه به  بين الوجوه التي تمر به ، أراحه فقط أن تكون علاقته به علاقة ترتبط باللحظة والوقت  ، غير مرئية وغير محسوسة ، مجرد حبر وورق وتخيلات عن كرسي يئن بذاكرة إنسان مبعثر أساسا من الصغر .

   بينه وبين نفسه شبهه في أكثر من مرة بسراب بقيعة وفي المرة الأخيرة – وعندما قرب كتابه من أنفه وشمه بنفس واحد – كاد أن يبكي بتأثر لم يعرف كنهه ، قال وقد انكمشت ذاته قليلا بفعل العجز المتطاول عن إدراك ذاك الغائب الحاضر الذي انتشله صباحا من النار  في محارق البلدية

- أنه حدس والتقاء أرواح .

وكاد أن يلمس كل ما تركته أثار أصابعه على الصفحات المغبرة  ،حتى طريق العبور الذي سلكه منذ خمس سنوات مضت .

في نفسه كان جل  ما تأكد له أن ذلك الفتى صاحب الكتاب – الذي وجده مرميا مع كومة كتب صفراء و مهترئة ، وكانت العتة قد أكلت غلافها الخارجي عند مكب القاذورات في المدرسة -  ليست له رائحة إنسان يعرفه ، بل كانت له رائحة لا تعلق بالأجساد البشرية ، ربما كانت له رائحة الزمن ، رائحة الأيام المتعاقبة دون أن تترك أثرا نفاذا تشي به باستثناء عبق غير متصل في أنف  من اكتوى بها وحك جسد ذكرياته بها،بالمجمل كانت للفتى روح طيبة  مجردة  مما يعتلج في أرواح من عرفهم ومن سيعرفهم من أهواء آنية .

بقي الفتى دون رائحة تحرك السواكن في عقله وفي الحقيقة فأن ما كان يلهمه الصور والتخيلات – في تلك الحصة بالذات - هي رائحة الكتاب ، رائحة العفن السائدة والتي زادت حيرته حول صاحب الكتاب أكثر مما بددتها ، فعادت إليه الأيام التي أرهقت نفسه فرجع فتى صغيرا، ينظر مليا إلى الأفق المرتفع أمامه  ، عندها أصبحت حيرته في الفتى وكتابه تماثل في لحظة  بعينها  حيرته وهو يعد النجوم ثم ينساها ثم يعدها لينساها وثم يحدق في داخله ويسأل إلى أين تذهب كل تلك النجوم الصغيرة العديمة الرائحة ؟!

   .........................

في الصف

أحس أن الفتى وكتابه مازالا يتأبطان ساعده ، اختار المقعد الأخير وجلس ، وعندما انكفأ على خشب الكرسي رأى ظهورا كثيرة حتى ظهر المعلم كان مستويا ومشدودا ، مد أصابعه وفتح الكتاب العتيق أمامه لوهلة انطبعت صورة أمامه ،  ملأت ذهنه ، حبسه أنفاسه حتى لا تهرب منه  الصورة ، كان الفتى الذي برائحة الزمن يجلس على نفس موقع مقعده الآن ، ببشره بيضاء وبخدود ممتلئة وبنظارة تسقط على أنفه الدقيق ، ويبدو من خلال جلوسه في آخر الصف هادئا ولكنه محرض على مشاغبة كبيرة إن سنحت له الفرصة والأكثر وضوحا في الصورة المنطبعة أمامه أن الفتى ممسك بقلم رصاص دقيق الرأس وواضح الخط والأدهى من ذلك أنه يترأى  له مغلفا بصفحات وكلمات وأحبار كتابه العتيق .
بحركة مَن اكتشف طريقة الخلاص فتح الكتاب وقرأ كل الكلمات المختزلة والعمودية فيه
  
.........................

في الصفحة الأولى من الكتاب
 عند اشتداد شفق  يوم السبت القريب
على ظهر ألواح مبللة
بتاريخ الشهر الأخير من عام 1988
مات عبدا لله بن علي
مات ملتحفا بشباك صيده
في مركب البوم الذي ورثه عن أجداده
يداه متقاطعتان على جبهته
وعيناه مفتوحتان على مطلع الشمس
شعرتُ بحزن لم تفهمه زوجات أبي 
لم يسمعه أبي ولم يقدره أخوتي
صمتُ للبكاء الطويل في الغرفة المقابلة لي
مات عبد الله بن علي مسكينا
وأصبح في زمرة المساكين
(وفي مقطع منفرد في الصفحة
- في الحلم رأيتُ عبدالله بن علي يُدفن بين أضلعي ورأيتني أنبش الثرى وأحمل عبدالله بن على حلما بين ثنايا رأسي إلى الآن ، رأيت أبي يصرخ بحنجرة خرساء فهمت من تشنجات عضلاتها كلمات
- حمد .. حمد... تعال يا ولد )

.........................

في إحدى صفحات الفصل الأول من الكتاب

في ضحى الأحد البعيد جدا
في مجلس رجال القرية
بتاريخ الشهر الأول من عام 1988
قال : -
" في زمن قديم جدا
وعندما جروا قدم الحصان ليصنعوا لحافره حذوة جديدة ،
 قدم الفأر رجله وقال وأنا أيضا "
تذكرت مساء تلك الحكاية
 وكان " عبدالله بن على " قد قالها وهو ينظر إلى أبي
شدني أبي من يدي وغادر
كان البحر محاذيا لنا أزرقا وجميلا
رفعت قدمي كدت أن أصل إلى رأسي أبي .
نظر أبي إلى مركب "البوم "  وضرب منتشيا كفا بكف ، وابتسم .
ركضت مع الريح الخفيفة التي هبت في وقتها ، سارع أبي خطاه ونادي
- حمد .. حمد ...تعال يا ولد .....)
(وفي مقطع منفرد في الصفحة
لم يرو عبدالله بن علي القصة بخط مستقيم
دائما ، وإنما بخط متشابك وكأنه لا يروي وإنما
ينقش على صفحة البحر كبحار عاشر وهام في
موجه لما يقارب الأربعين عاما )
 .........................

في صفحة تتوسط الكتاب 

يوم ليل متأخر من خميس كئيب
في غرفة شيدت حديثا
بتاريخ الشهر السابع من عام 1988
دخلت امرأة جديدة بيتنا
أقعى أبي أمامها مثل كلب ذليل
من بداية ذيله إلى آخر شعرة من رأسه
قال لها أن تسامحه
هي لم تكن بدلا لدين على والدها
هي لم تكن بدلا للبوم الذي تمناه
هي "بنت عبدالله بن علي "
بقيت شامخة تنظر إلى سقف الغرفة
قامت وداست على قدم حافية لفأر حقير
ركض ظلي على الحائط المقابل في غرفتها ،
سمعت صوت أبي يصرخ بغضب
  - حمد .. حمد تعال يا ولد...يا قليل الأدب
( في مقطع منفرد في الصفحة
في سورة غضب عارمة قالت "  بنت عبدالله بن علي" في وجه نساء أبي الأخريات أنها تتنظر وجه أخر في مكان وزمان أخر في هذا العالم وأنها تكرهنا كما تكره الجرذان "
.........................

في صفحة تتوسط الكتاب

في مساء يوم الاثنين البارد والطويل
في مجلس رجال أسرتنا
بتاريخ الشهر قبل الأخير من عام 1988
في لحظة صفاء قال أبي لعمي
- لم أستطع أن أجعلها عشيقتي فأصبحت زوجتي .
      مال عمي بجسده إلى الأمام وكأنه يحمل شيئا ثقيلا على كتفه
ولم يرد ، أكمل أبي بعد أن عب هواء ملأ رئتيه وهو يدمدم :-
- بنت أبيها . كانت فرسا كسبناها في رهان قصير .
تكلم عمي بهمس لم أتبينه ، اعتدل أبي في جلسته ، ومن الباب الموارب رأى ظلي منعكسا على الجدار المواجه لي نادى :
- حمد .. حمد تعال يا ولد  ...سأقلع لك أذناك وعيناك 
( في مقطع منفرد في الصفحة
ترأى لي وجه أبي وقد امتلأ بالندوب ، كانت أكثر من ندوب ، كانت جروحا تنزف ، تصورته عملاقا أطول من النخيل في مزعننا ، تصورت عبدالله بن علي نبتة متطفلة وصغيرة حرمتها النخلة العملاقة من فيء ظلها )
 .........................

في صفحة ممزقة الأطراف

في عز نهار الأحد  القصير 
في فناء دار عبدا لله بن علي  المتسعة
من تاريخ الشهر السادس من عام 1988
اليوم مثلا بينما كان ساكنا
كانت ابنته تتسلى بعد التجاعيد المتكونة
على جبهته العريضة
أمسك " عبدالله بن علي " يدها وأخبرها
أن السمك الصغير إذا تمتع بالحكمة الكافية
من الممكن أن يلتهم السمك الكبير .
( في مقطع منفرد في الصفحة
نادي أبي عليه بصوت رجل قوي وفرح
- حمد .. حمد تعال يا ولدي .
 رأيتُ في يمناه حبل يربط به " مركب عبدالله بن علي " وفي يساراه المرأة الجديدة التي دخلت بيتنا ذات خميس كئيب " 
                             .........................
قريبا من المقعد الخلفي انتشرت رائحة عطر الأستاذ ، كان عطرا ثقيلا من مزيج أزهار مختلفة المختلطة بعرق خفيف ، مد أطراف أنامله نحو الكتاب العتيق وأغلقه وطلب إليه أن يذهب إلى السبورة ويرسم تخطيطا لقلب الإنسان ، تحرك دون رائحة بشرية محددة إلى مقدمة الصف ،، شعر أن فتى الزمن يبتسم له ، وأنه قد ذاب فيه جهة اليسار من صدره  دون ألم يذكر ، شعر بطعم غير ذي رائحة بين فكيه و باتحاد جديدة مع الزمن في أيام منصرمة من عام 1988، دار بكامل جسده نحو زملائه والأستاذ والكتاب العتيق ،  أخذ طبشورة بلون أزرق ورسم تخطيطا لمركب " بوم " عند أقدام بحر أملس وثائر .



قصص متنوعة

حب ....خرافة ....بحر
سأخون ذاكرتي
حكايتي اسمها مريم
القايمة
شيء من رمضان

بيت البرزنجي
سأخون ذاكرتي
حكايتي اسمها مريم
القايمة
الجدة فاطمة

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net