Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم قصص متنوعة
جبل
تاريخ الإضافة: 24/08/2009 رشح | إهداء

جبل
فقط ...............لأن الجبال كانت تمطر

(1)
 
في النهاية المتوقعة  .......  
ومع أني حددت الحقبة التي تحدث عنها بعقد السينيات من القرن المنصرم إلا أنه ظل غافلا عن تحديد ذلك العام باسمه أو بعلامة فارقة تميزه وظل يكرر أن الشمس كانت مشرقة فقط أكثر من عادتها في تلك الأيام وأن البحر قد زادت رطوبته أكثر من المعدل المعتاد في تلك الأوقات وأن الأجساد كانت قد رشحت كل ما في داخلها من العرق فسال كأودية من كل خلية فيها إلى أخمص القدمين ليلا ونهارا دون أن ينتبه إليها أحد.وأن الإهمال السابق طال حتى الإحساس بوجود أرواح تتجول في القرية تشكو ثقل الظلم الذي لحق بها .
........................

ظننتُ وأنا أركن سيارتي – في مكانها المعتاد منذ عام مضى - أني لن أتحدث معه إلا كما يتحدث الغريب مع الغريب في موضوع لا يفقه الاثنان منه كلمة ،  وأن جميع الكلمات ستبقى حائمة في هذا اللقاء كما في اللقاءات السابقة دون أن نصل إلى نقطة التقاء واحدة نحدد بها الأسماء والظروف والملابسات العديدة ومن ثم نقف على أرض صلبة لا تكثر فيها الأحلام واللغط .

لكنه فاجأني في يومها بالحديث عن سيرة "زوينة بنت محمد " مقرونة بحبل  وثيق بسيرة خالتي والوجه الذي لم يره أحد وأن كان قد أصبح غصة مستمرة مرتبطة بالهذيان في عقله الذي شلته الأمراض المتناوبة  عليه  منذ العام الذي لم يحدده .
 ما قاله بصورة واضحة لا جدال فيها أن "زوينة بنت محمد " كانت قد كبرت في تلك الأيام سريعا ، بان خط الشيب طويلا ومتناثرا على مفرق رأسها ، كانت امرأة قوية  زارته  مرة أو مرتين لتسأله في غفلة الناس تلك بمواربة حزينة
- هل كان صحيحا ما فعلناه ؟ هل يرضي الله ذلك ؟

لم يجبها  بتلميح مستتر كما توقعت  ، قال لها بصراحة مطلقة 

- لم نفعل شيئا خطأ، كل الأمور أقدار وتسيير .

غير أمامي من هيئته السابقة ، مد ساقيه النحيلتين على بساط الرمل الذي كان يفترشه ، ظهرت خطوط طولية غائرة على عقب القدمين ، تحدث بثقة من يلفظ كل ما يثقل كاهله لسنوات ليرتاح ، قال لي بمناجاة متمهلة " أنه من داخل الخيمة كان ينتظر خروج صوتين ،صوت صراخ طفل وصوت زغرودة فرح ، ولكن الزمن كان يمر دون تصدر حركة ابتهاج من الخيمة ، خرجت إليه زوينة متدارية عن وجوه نساء الأسرة ،نادته وحده بوجل ،انفصل عن الوجوه التي تجمعت في عَقد الأسرة في ذلك المساء ، وعندما دخل من باب الخيمة الخلفي كانت خالتي مغطاة بثوب أخضر مزركش ، أشارت "زوينة بنت محمد " إلى الجسد النائم بينما ظل هو يحدث نفسه بغياب كامل عمن حوله إلى أن التراب لا يمكنه أن يأكل هذا الجسد الغض الذي يحتفي بخلق روح منه لأول مرة ، التراب يمكنه أن يأكل الأجساد الهرمة ،الأجساد العتيقة ، الأجساد التي تشبهه ، هزته يد " زوينة بنت محمد " بعنف أشارت بتردد  إلى حركة مضطربة على بطن خالتي ، كانت خائفة " تسأله عن الجنين الناطق بالحياة  ، من عينيها قرأ كيف يغسل ويكفن جسدا حي وميت في ذات الوقت ؟

"سعيد ولد الصايغ " تعفر بالتراب ، أمام  خيمته والسيف ما يزال في يده،  بقي محتضنا التراب إلى وقت لم يقدره  ، لا يعرف أي قوة دفعته إلى استلال سيفه المعلق بجذع النخلة والإمساك بطرفيه والضغط به من احد جانبيه  ليسكت  به حركات الجنين في بطن أبنته القريبة والحبيبة إليه .

كان صلبا ذلك الوصف كان الأقرب إلي وأنا أقرأ كل تقلبات وجه ، إذا أن ما أقلقه وسبب له تأزما في الأيام المقبلة ليس موت خالتي ولا إسكاته لحركة جنيها فتلك الأشياء من تدبير الخالق وليس من تدبير يد إنسان  عاجز ، وأنه أضعف من يحتفظ - إن أمكن الاحتفاظ - بطفل كان سببا في موت ابنته  كما قال  وإنما لأن " زوينة بنت محمد " – بعد سؤالها الأخير له -  لزمت الصمت كما لزمت بيتها ، ولم تخرج من كليهما إلا إلي صمت  القبر ، من  يومها فقد الأنيس الذي يشاطره السر ، ويدفع عنه الرؤى والأحلام الكثيرة . 

                 ........................
بالنسبة لي كان ذلك آخر لقاء يمكنني أحضره وحيدا معه ، خفت أن يكون في جعبته أسراره تتخطف عقول أفراد أسرتنا كما فعلت به هو ، شعرت بطيفه في سيارتي قريبا وحانيا وكأنه يبث لي رسالة أحملها إلى أمي التي عاملته بالمثل ولم تسأل عنه علانية ، عدت إلى الرستاق وأنا أعتزم أن لا أقطع الطريق جهة السويق لأصل إليه ، سأنسى رجال الجبل ورجال الساحل الذين غزا بسيرهم الوهمية عقلي ،و أن بقيت مشدوها استنطق لسانه يوم أدار لي ظهره بتعنت في إحدى لقاءاتنا ودمدم بصوت فهمت منه " إن الموت يكون مثيرا ، عندما يأتي بالصدفة ، ويكون خاطفا ، ضاريا وعندما يأتي بشكل مختلف ومن زاوية غير منتظرة ، عندها يصبح برقا أو قصف ريح ، يسحق فينا بصيرة الـتأمل والعظام والأرواح الصغيرة غير المحصنة ضده في جميع اتجاهات الكون "

(2)
في البداية الحتمية  .....

كان كل شيء سيرتبط بخالتي ، أو على أقل تقدير سيرتبط  بخيط من ثوبها ، وستكون الوقائع  ملازمة – من قريب أو بعيد -  للفترة التي ستشكل ضبابية حتى لدى من عايشوها ،وبالفترة التي سميت بالعسيرة لدى من أتوا بعدهم .

 و كان كل أمر طارئ  سيمثل تشوه الفرح في داخله هو تحديدا ، عندما – وبثقة منقطعة النظير - سيطرح على نفسه  بإلحاح  سؤالا كبيرا ومؤلما

-  كيف ماتت ؟

وثم ستتسع الدائرة أمامه لتشمل  الأسرة التي رفض جمع  شملها أمام ناظريه حتى في أخريات أيامه ، كان عنيدا وصلبا في قراره ، سرا وعلنا ظل يردد بحزم أنه يريد أن يرانا فرادا ،كل فرد يأتي بنفسه دون رائحة الآخر أو ذكراه  فنحن عندما نأتيه بجميع وجهنا التي تحمل شيئا من دمائه لن يكون ذلك إلا لوقوع كارثة تمحق الأسرة وتكتب لها تاريخا أسودا ، يلازمها لأجيال قادمة ،  عندها فقط ستلتصق الأشياء في أذهننا بتواريخ وأيام لم نشهد منها إلا الشيء اليسير وعندها  ستمتزج  الذكرى بالموت ، بالأمور الطبيعية التي لم نترك لها متسعا في ذاتنا لنستقبلها ونستوعبها بهدوء.

في البداية  ذاتها ....

وبعد تراكم الرؤى سأشعر بيدي "سعيد ولد الصايغ " وقد قُدت من الحديد وأن أصابعي تحتها تصدر صوت انكسارات مؤلمة وهو يرد صوتا كصوت صدى الجبال العالية

- بس لو ما ماتت " زوينة بنت محمد ".

........................

في أيامي تلك  كنت قد حضرت إليه منقبض النفس - لغير سبب واضح – مجتازا المسافة التي تفصل الرستاق عن السويق في ظرف ساعة أو أقل ، وقبل أن أتوغل في الطريق الصحراوي كنت قد حفظت الجبال كما "أوصاني في الرسالة التي جاء بها رسوله إلي

- دعه يحضر جبلا في رأسه ، لو ولد لي جبل من بطن البحر لوجهت وجهي جهة الحق والصواب .

تأملني كما في لقائي الأول به ،  أمامه كنت قد أصبحت جبلا بلون الحجر المحترق بقداسة وشموخ السماء .وأمامي كان قد تقلص وبدأت أصابعه مرتجفة وغير قادرة على التحكم بحبات رمل الساحل الصغيرة والناعمة المختلطة بحبات رمل الجبل الخشنة التي وضعتها في يده قبل أن أحاذيه في مجلسه ، أدركت للحظة أن هذا الرجل الجالس أمامي ليس " سعيد ولد الصايغ الذي رسمت أمي ملامحه طوال السنوات السابقة ووصفته بالقسوة والثورة ، كان للحظة جدي الذي أصر أن يعرفني بالإنسان داخله في آخر عام سمح لي برؤيته .

(3)
           
" كانت السماء تمطر ، ليس مطرا غزيرا وليس مطر رذاذ ، إنه مطر يشبه الحب والطمأنينة ، اهتزت له الأطراف النخيل الخضراء وذابت به النفوس أحقادها لتستقبل الحياة .

العجيب أن الأرواح في القبور كانت مزهرة وأن أحدها كانت تنظر إلينا بشغف "

في بداية العام الذي طلبني فيه  زار بلهفة جبال الرستاق ، ظل جالسا في مقعد السيارة وكأن ما خارج السيارة لا يقع ضمن دائرة وجوده ، لم يفتح لي موضوعا ليسأل عن أي من أسرته ، ضل يردد أسئلة متقطعة دون يلتفت إلي ، أشار إلي جبل بعينه ،وقف ، رفع رقبته إليه ، كانت عروقه مشدودة تتدفق فيها حياة جديدة ،وضع قدمه على سفح الجبل وحرك عصاه على الجبل ،ارتدت قدماه ، شعر بالعجز ، جلس على أقرب حجر مطأطئ الرأس  ، كانت رؤية المطر تتسلل إليه من على قمة جبل يشبه الجبل الذي يستظل به في تلك اللحظة .  أكدت لي وعينيه على قمة الجبل

- هنالك مطر يسقط من الجبل .
                             
........................

في البداية الأولى

لم يدرك " سعيد ولد الصايغ " تلك التشعبات التي رافقت الأحداث ولكنني أدركتها بعد عام طويل من اللقاءات الغير صريحة ، وفي الوقت الذي احتدمت فيه الأمور في حياته لم يطلب أمي كما افترض الآخرون ولكنه أرسل في طلبي أنا المحفوف بوعورة الجبال متغاضيا هو من جهته عن أحفاد من صلب أبنائه متجاوزا بغير حذر كل العلاقات إلى حفيد من ابنته التي أبعدها عن ناظريه حين قدر أن روحه تجاوبت مع روح راحلة .قال لي بالحرف الواحد

- كان سيشبهك ، مادامت أمك قد نافست أمه في بطن كان سيشبهك ، كان سيأخذ منكم جميعا شيئا من سمات جسده.

في ساعة تالية قبل  آخر لقاء بيننا سألني عن مطر الجبال هل هو مختلف عن مطر الساحل ؟ ، لم يمهلني ليسمع إجابتي ، عندها أخبرني برؤيا الخير التي فتحت لي قلبه ، اتكأ بعد جلوسه المستقيم وأخبرني عن رؤيا المطر والأرواح البريئة السابقة
أنصت إليه كان يبتسم كطفل بريء ، ظل محدقا بالفراغ أمامه دون أن لا يرتد إليه طرف ، شعرت أني  أسايره وأتأبط سنواته السبعون به قد اتخمت ذاكرته بالأحداث والشخوص والسنوات تذكره المطر ، يبدأ كل شيء عنده بالأحلام ، بالرؤى التي يرسلها عالم لا يعرفه ثم يجيء زمن السقوط المتوحش والقاسي خاصة عندما ترتبط الرسالة معه من العالم الآخر بالمطر ورفرفة لطيفة من أرواح الذين  من رحلوا سريعا من أسرته في وقت كان يأمل أن يستقبل منهم وجوها جديدة  ودماء تحمل شيئا من دمه .  
 




قصص متنوعة

حب ....خرافة ....بحر
سأخون ذاكرتي
حكايتي اسمها مريم
القايمة
شيء من رمضان

بيت البرزنجي
سأخون ذاكرتي
حكايتي اسمها مريم
القايمة
الجدة فاطمة

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net