• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

هل مِنْ علائقي؟!

0
0
893
 
هل مِنْ علائقي؟!

للكاتب : يونس البوسعيدي


كنتُ أهمسُ في نفسي وأنا أهرولُ باحثًا عن صحيفة TIMES OF OMAN هل أنا على عجلة من أمري لأرى أول نَصٍّ مترجمٍ لي؟ ولماذا؟

هل يجبُ عليّ أنْ آبهَ بأنّ قصيدتي مترجمةٌ، وأنا الذي نزر ما أجدُ ردّة فعلٍ (تُرضيني وهذا شيءٌ بنفسي لا أعرف سببه - ) على قصيدةٍ منشورةٍ لي بروح الطينةِ الأولى، باللغة العربية في المنشورين \"الورقي والالكتروني\".، هل سيبحثُ قارئٌ باللغة الإنجليزية عن صاحبِ القصيدة أو مترجمها؟

(أحتاجُها) هي الكلمة التي كانت تُبرر استغراب من يستفسر عن حاجتي لجريدةٍ تصدر باللغة الإنجليزية، بعدما تعودوا أنْ أسألهم يوم الثلاثاء عن ملحق أشرعة الثقافي الذي تُصدره جريدة الوطن العُمانية.

عندما أخبرني المترجم بدر الجهوري أنّ قصيدتي \" إصباحٌ بنكهة الذاكرة\" ستصدر مترجمة يوم الثلاثاء في ملحق BEACON سألتُهُ مداعبًا: وكيف سأعرفُها؟

والآن وبين يدي هذا الملحق الثقافي باللغة الإنجليزية يبدو أنّ سؤالي كان صائبًا، فلولا أني عرفتُ قراءة اسمي لَمَا ظننتُني أعرفُ أنّ هذه القصيدة تُنسبُ إليّْ.

A Morning With A Fragrance Of Memory تيقنتُ أن هذه هي ترجمة العنوان: \"إصباحٌ بنكهة الذاكرة\" وكنتُ تيقنتُ أولًا من اسمي، واسم المترجمة ثم اسم سمير القنطار. أمّا الباقي فعرفتُ من الإحالات الهامشية أسماء سمير القنطار ودبابة الميركافا ونلسون ماندِلا، وتشي جيفارا، وأبو فراس الحمداني ويحيى سكاف ودلال المُغربي. بينما أتوقع أنّ Children of rocks تعني أطفال الحجارة.

توقعاتي ذكرتني بالقصة المنسوبة إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله تعالى، حين يقال أنه استنتج فحوى رسالة بلغة أجنبيةٍ وصلت إليه من محاولة ربطه حروف البسملة والديباجة والطغراء، وهربًا من كلفةِ التخمينات هربتُ إلى الطينةِ الأولى للقصيدة فأعدتُ قراءتَها وبمقارنةٍ كأنني أقولُ : يا ولدي هذه صورتُكَ \"النِجاتفْ\" ، قد تبدو عيناكَ حمراوتان، و وجهُكَ مُشِعّْ، و و و، لكنّ هذا النصّ هو نسخةٌ منكَ، أو ربما هو البطةُ السوداء التوأمُ للبطةِ البيضاء.

كيفُ أقنِعُ (روحي) أنّ هذا النص المترجم ينتمي لها، وكيف أجادل مترجِمَ النص أنّ هذا النص ربما يكون كطفل الأنانيبْ _ و ربما روحُكَ تُهيمنُ عليه أكثر من روحي.

قال لي الصدى ثمة خرافةٌ شعبيةٌ تقول: إنّ ملكًا يوم كان أميرا، تزوجَ من أعرابيةٍ في رحلةِ صيدٍ له، و رجع عنها وحملتْ الأعرابيةُ وأرسلتْ إلى الملكِ بالخبر، فقال لها: سأشهد الوزير، وسأرسل لكِ ما تشائين منَ المؤونةِ والمال، واكتمي أنتِ الخبرْ، وجرت أحداثُ الحكايةِ إلى أن شبَّ الطفلُ فكان فِلْقَةَ نواةٍ مِنْ وجهِ أبيه، حتى دهش الحاضرون حين رأوه في مجلس الملكَ يقولُ له: قالتْ لي أمي رحمها الله- أنكَ أبي. وأنا لا أشعرُ أنكَ أبي، فرجع عنه عائدًا عازفًا عن مُلْكِ \"أبيهِ\" الذي ما احتضنه قَطّْ.

فيا رجع الصدى: هلْ لا بُدَّ لي أنْ أُحِسَّ بالانتماءِ أنّ هذا النصّ المترجمَ كانَ مِنْ علائقيْ؟