• ×
السبت 27 أبريل 2024 |

انه كان ظلوما جهولا

0
0
2857
 
إنه كان ظلوما جهولا
للكاتبة : خديجة الجمل
مسقط - سلطنة عمان


مشاعرنا التى تتقمصنا فى اليوم الواحد عدة مرات, وبطرق مختلفة, كأحلامنا المليئة بالأحداث المتناقضة, والتى تأبى الا أن تمتلكنا ووتجعل منا كسفن تائهة فى بحر الحياة...تتقاذفها الأمواج كل حين وتأبى أن ترسو بها على شاطئ واحد

فى لحظة نشعر كأننا ملكنا الدنيا بما فيها, سعداء كعصافير تمرح فى الفضاء, او كملوك امتلكوا العالم باسره, وفى لحظة أخرى تهوى بنا الى واد سحيق ,محت ملامحه الرياح الهائجة المجنونة رياح الأحداث التى تحل بنا فتغير كل شيء,فندرك فى تلك اللحظة انه ليس بأيدينا شيء, نشعر كما لو أننا صرنا لاناقة لنا ولا جمل, ولم نعد نساوى شيئا فى هذا العالم الممتلئ عن آخره بالعمالقة, ولانستطيع ان نفعل حتى شيئا لأنفسنا المسكينة التائهة...نتضاءل ....كما لو أننا صرنا أقزاما لا تراها العين المجردة ,فياله من شعور..ويالها من أحاسيس التى لو امتزجت بكأس مملوء بالذهب لسكبته على الأرض ولنالت منه فصيرته ترابا

المشاعر..المشاعر...المشاعر
آه وألف آه منها

انها أصل البلاء ومنبع الداء والبلاء الذى حل بالانسان ,وهوى به لاسفل سافلين..رغم أنها احيانا أخرى تكون بمثابة سفينة النجاه لنا من هذه الحياة المجنونة سريعة الخطى

عندما عُرضت الامانة على السموات والارض أشفقن من حملها,ولكن فى لحظة فخر وثقة بالنفس شعر فيها الانسان بكينونته وعزة نفسه جعلته يشعر أنه قادر وقوى وبطل ..ولكن كم كانت ثقيل ..ثقيل...ثقيل هذا الحمل ,فماذا عليه لو أنه اعترف بأنه جزء من أجزاء لوحة الكون الرائعة ,ورضي بمهمة واحدة لا ان يعمل فى جميع الاتجاهات فى وقت واحد,راضيا بمبدأ الاختيار ,واثقا انه سيختار الخيردائما ويبتعد عن الشر ,ناسيا او متناسيا المغريات العديدة التى تحث دائما عن الانصياع لها , والتى تدغدغ مشاعره وحواسه , رامية به الى تيارات بعيدة ودوامات سحيقة ,تنسيه هدفه الاصلى الذى أتى به الى هذا العالم, كما تفعل الدعايات والاعلام هذه الأيام, كي تجبر مشاعرنا على القبول بما اختارته هى لنا ,لنبتلع الطعم معتقدين اننا من يختار وأن القرار الاول لنا,لكن الحقيقة هى ان مشاعرنا وأحلامنا هى التى تفعل ذلك .