• ×
السبت 27 أبريل 2024 |

ندوة الشعر الشعبي..توصيات لم ترَ النور

0
0
4232
 ندوة الشعر الشعبي..توصيات لم ترَ النور
مسعود الحمداني
Samawat2004@live.com


ذكرتني قصيدة الشاعر بدر الشحيمي المنشورة في جريدة عمان بندوة (الشعر الشعبي العماني.الهوية والتطلعات) التي كدنا ننساها، والتي أقيمت قبل عامين بالتمام والكمال، بتوجيهات سامية كريمة، وحُشد لها جمع غفير من الباحثين والدراسين والمهتمين من داخل وخارج السلطنة، وصُرف على إقامتها مبلغ محترم جدا، وقُدّم خلالها العديد من الأوراق النقدية، والبحثية، والتنظيرية، وخرجت بتوصيات (عظيمة) كانت بمثابة الحدث الثقافي الأبرز عام 2011م، وتفاءل الشعراء والمثقفون خيرا بتلك التوصيات الجادة، واستبشرنا بعهد ثقافي جديد على وشك أن يبدأ، غير أن شيئا على أرض الواقع لم يتم!!.

ليس هذا فحسب بل أننا حتى الآن ما زلنا بانتظار تجميع البحوث والدراسات التي خرجت بها تلك الندوة للاستفادة بما تم طرحه، وكأننا ننتظر موسوعة كونية، تحتاج إلى كل هذا الوقت من التدقيق والتمحيص، والتحرير الكتابي!!..رغم أن معظم الأوراق لم تكن بحاجة لأكثر من عملية (قص ولصق).

وما زال المهتمون والشعراء ينتظرون تنفيذ بعضا من تلك التوصيات، كما ينتظر (الأعمى الصبح) ـ كما يقول المثل ـ، والتي لو رأت النور لأصبحت السلطنة مركزا ثقافيا وتراثيا إقليميا وعالميا، بدلا من هذه الخطوات الخجولة التي تتناثر هنا وهناك من مؤسسات غير قادرة على اتخاذ خطوات جادّة وجريئة للأخذ بزمام هذا الموروث الوطني الضخم.

أذكر أنه قبل عام تقريبا زار السلطنة باحثان أكاديميان فرنسيان يبحثان ميدانيا (الشعر والتراث الشعبي) في شبه الجزيرة العربية تحديدا، وكانت محطتهما الأولى هي السلطنة، وذكرتُ لهما بفخر تلك الندوة، وأنه بإمكانهما أن يحصلا على بحوث جاهزة، من (مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية) ـ آنذاك ـ والذي أشرف على الندوة، والذي تحوّل فيما بعد إلى (مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم)، غير أن المسؤولين هناك رفضوا تقديم أي عون لهما، بسبب أن بحوث الندوة لم تصدر بعد!!.وكأنها بحوث سريّة لا يطلّع عليها أحد، ولذلك عليهما الانتظار حتى ينتهي المركز من إصدار الكتاب الخاص بالندوة، ورجع الباحثان بخفيّ حنين إلى بلدهما، وسط بيروقراطية غريبة لا نُحسَد عليها.

للتذكير ببعض توصيات الندوة / الحلم :

ـ إنشاء مركز يعنى بالموروث الشعبي العماني تحت مسمى (المركز العماني للموروث الشعبي) يكون له الاستقلال المالي و الإداري.

- استحداث جائزة أو جوائز تعنى بالأنماط الشعرية العمانية التقليدية شعراً ونقداً، مع توفير كل ما يحقق نجاح هذه الجوائز من خبرات بشرية ، وموارد مالية ، و تغطيات إعلامية ، و دعم إعلاني.

- دراسة إصدار مجلة متخصصة للشعر الشعبي العماني ، بتمويل و دعم حكومي.

- اعتماد المؤسسات الأكاديمية للشعر الشعبي العماني مادة للدراسات الأكاديمية في مجالات: التوثيق، و النقد الأدبي، و التاريخ الشفهي، و الموسيقى و الإيقاعات، و الدراسات اللسانية، و الدراسات الاجتماعية.

- تبنّي مشروع وطني لجمع و توثيق الموروث الشعبي الشفهي العماني ، وإدراج عناصر الموروث الشعبي عامة و الشعر الشعبي العماني على وجه الخصوص ضمن ما يناسبه من المناهج التربوية و التعليمية و ذلك لتعزيز الهوية الوطنية لدى الناشئة، والعمل على إدراج أنواع الشعر الشعبي العماني بسجل التراث الإنساني العالمي باسم السلطنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

لقد كان سقف تلك التوصيات التي خرجت بها الندوة عاليا وطموحا، يشبه بعضها الحلم الجميل الذي لا نأمل أن نصحو منه، إلا وقد تحقق كله أو بعضه، وما زال الانتظار مستمرا.