• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

قصائد تحت مطر \"وادي محرم \"

0
0
1055
 للسنة الثانية على التوالي يتسنى لي حضور الأمسية السنوية التي تقيمها اللجنة الثقافية والإجتماعية بوادي محرم ,على الهواء الطلق خارج القاعات المغلقة وسط الجبال الصامتة بمهابة حتى تبدو كأنها تصغي الى قصائد الشعراء , وكانت تحت رعاية سعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد السعدي والي سمائل حيث شارك بها شعراء من سمائل وهم : الشيخ موسى بن سالم الرواحي ، ويحيى بن يوسف الرواحي ، وأحمد بن محمد الرواحي اضافة الى الشاعر السعودي سعود اليوسف والشاعر أشرف العاصمي , وجرت إستضافة الكاتب سليمان المعمري كشخصية إعتادت الأمسية استضافتها وجرى تكريم الشيخ هلال العامري، و الدكتور راشد الحسيني كتقليد سنوي إعتاد إقامته اللجنة المنظمة للأمسية التي تناوب على تقديمها الشاعران ابراهيم الرواحي وجابر الرواحي وهما المشرفان على إعدادها أيضا .
حين وصلت وادي محرم برفقة الشيخ هلال العامري لمعت في الأفق بروق أضاءت الطريق المنساب بين الجبال الغارقة بالظلام فلمحنا على الطريق رشة مطر سبقتنا الى المكان فكانت فأل خير للوادي والجبال النائمة بكل وداعة في احضان الليل , وقد تصدر هذا الخبر خبر المطر- نشرة السؤال عن \"العلوم \"
وأنا آخذ مكاني مع الحضور استرجعت على صوت الرعد الذي ظل طوال الأمسية يواصل العزف في السماء منعشا القلوب برشة ثانية نزلت من كلمات الشعراء المبللة بالجمال ,
شريط أمسية العام الماضي حيث كنت أحد المشاركين فيها الى جانب خالد المعمري وعقيل اللواتي وشعراء آخرين فوجدت الحماس في الأمسية لا يزال يحافظ على توهجه بل إن الحضور كان في تزايد وربما ساهمت التغطية الإعلامية الجيدة للأمسية الجيدة في استقطاب هذا الحشد من الجمهور .
ثمة لمسات جميلة أضيفت على الأمسية التي تحمل الرقم (5) كمقاطع القصائد المغناة وربط دائرة تلفزيونية تقوم بالنقل المباشر لوقائع الأمسية على شاشتين تلفزيونيتين كبيرتين لتمكين الجالسين في الخلف من مشاهدة الأمسية ومتابعة تفاصيلها وحتى أنا الذي كنت أجلس في الصف الأمامي وجدت متعة كبيرة في متابعة الأمسية عبر الشاشتين متحيزا للصورة على حساب الواقع ففي ذلك جماليات فنية تتمثل في اختيار زاوية التصوير وحركة الكاميرا والاقتراب من وجوه الشعراء أو الحضور لنقل دقائق التفاصيل
كان الجزء الاول من الحوار مع الإعلامي و القاص سليمان المعمري الذي أداره الشاعر جابر الرواحي جميلا وثريا ومع إعجابي بطروحات المعمري في الحوار الا أن الفقرة أجدها مقحمة في أمسية شعرية جاء الجمهور ليستمع الى الشعر , وربما لهذا أصر الشيخ محمد الخليلي على سماع مقطع من كتابات المعمري الشعرية التي بدأ بها مشواره مع الكتابة ,
ووجدت الجزء الثاني بعد عودة المعمري فائضا عن حاجة الأمسية ولم تضف أسئلة الحضور لماقال المعمري في الإطلالة الأولى فالأسئلة كانت بسيطة (من وزن ما نصيحتك للقصاصين المبتدئين وووو)ولم أجد لعودته اضافة مثلما كانت عودة الشاعر السعودي واشرف العاصمي لم تضف شيئا وكان بإمكان المنظمين الإكتفاء بإطلالة واحدة للمعمري وللشاعرين الضيفين خصوصا أن الأمسية إستغرقت حوالي ساعتين ونصف هذا وكان من الممكن ضغطها في ساعة ونصف .
أو إضافة شاعر يكتب النص الجديد من أجل التنوع والإثراء وعدم إقتصار الأمسية على الشعراء الذين يكتبون على الطريقة التقليدية .
ومن الملاحظ عدم إشراك العنصر النسوي في الأمسيتين اللتين حضرتهما
لا في الفقرات حتى انني لم ألمس له وجودا حتى بين الحضور !
وقد استمتعت مع الحضور بطريقة أداء عدد من شعراء سمائل للقصائد المغناة متذكرا الطريقة النجفية في قراءة القصائد
وكانت المؤثرات الصوتية والمقاطع التعريفية المصورة بالمشاركين تتضمن لمسات فنية جميلة نفتقدها في أماسينا , من المدهش أن تجد تلك التقنيات قد سبقتنا الى ذلك الوادي المختبئ خلف الجبال بينما من النادر أن نجد مثل هذه التحضيرات في الكثير من الأماسي التي تقام في مسقط وسواها وتقوم بتنظيمها مؤسسات حكومية !!!
هذا التوق الى التميز يستحق التقدير للقائمين على الأمسية واخص بذلك اللجنة الثقافية التي تسعى لإقامة \"مشاريع ثقافية تخدم الحركة الثقافية بالسلطنة وولاية سمائل خصوصا ، وأولها الإعلان عن مسابقة شاعر سمائل ابتداء من العام القادم 2010 بإذن الله ، من اجل تنمية ورعاية المواهب الشعرية الشابة بالولاية\" كما جاء في كلمة فهد الرواحي رئيس اللجنة الثقافية في الوادي الذي ودعناه لنلتقي مجددا به في الأمسية السادسة إن شاء الله