\"إعلام أم إعدام؟\"
06-22-2009 05:12 مساءً
0
0
908
![]() | ![]() | |
\"إعلام أم إعدام؟\" للكاتب : سالم السيفي أعاصير وزلازل تهز الكيان الفكري وتخترقُ الهويّة دونما هوادة ..اغتيالات ضحيتها النشء بثقافة الإعلام الملوث بعنصريّة الغزو الذي أثار العديد من التساؤلات المرة والتي ترهق كاهل أولياء الأمور الذين باتت قواهم في معزل عن السيطرة على ما ينتهجه الأبناء.. غيّب الموروث وتلاشت جميع المبادئ والقيم تحت وطأة حريّة الرأي والعمل به من أجل إتاحة الفرصة لمستقبل فكري أكثر تطوراً وأعمق فهماً .. وما هو هذا التطور ؟ وما هي أبعادهُ ؟ والى أي شيء يهدف؟.. تساؤلات عدة ولكن من يستطيع الإجابة عليها !! سؤال يفرض نفسه ونحنُ نبحثُ عن إجابة!!. هل هم أولياء الأمور بجميع ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. ديناً ..و/ شرعاً..الخ. أم أصبح الصمت عن قول الحق من أجل مصلحة هذه الأمة من الأمور المغيّبة ..ولا يجوز الخوض فيها تحسباً من الاعتقادات القائلة من خالفني فيما أسلك فقد وقع في معصيتي وحلت عليه لعنتي (قوى الشر التي تنشر الثقافة العلمانية) والذي نراه اليوم : من أكبر المفاهيم الخاطئة التي جعلت ثقافتنا وأفكارنا هي مزيجاً من الثقافات الغربيّة المظللة وبين التهميش الواسع لما تربيّنا عليها من قيّم وعادات وتقاليد توارثها الأجيال جيلاً بعد الأخر ..فمن المحزن جداً أن نرى بعضَ شبابنا اليوم أصبحوا مدمنين اللهو والمجون لدرجة أنهم باتوا في معزلٍ تام عن انتمائهم الأخلاقي وكأن لا رادع لهم ولا سلطان عليهم أبداً .. وهنا أيضاً سؤالٌ أخر يفرضُ نفسهُ: هل هذه الطفرة الإعلامية وأقصد هنا تحديداً (القنوات الفضائيّة) التي انتشرت بكثرة.. والتي أصبحت تبث السموم وتقتلع الشجرة الطيّبة ..لتغرس بدلاً منها بذرة الانحطاط وصرف أنظار هذاالجيل عن الركيزة الأساسية وهي إتباع المنهج القرآني القويم بكل ما أمر به من قولاوعملا يحفظُ للإنسان كرامتهُ وينزههُ عن مداخل الرذيلة والوقوع والانغماس في أدرانها.. أم أن المدنيّة لابد وان تعطي هذا الجيل جميع المتطلبات الحضاريّة التي تتماها مع الأوضاع الراهنة حاله كحال بقيّة الشباب الذين يسعون إلى ابتكار شيءجديد..حتى وإن كان هذا الابتكار فيه ضياعا لهم ولمستقبلهم..وان علل القائمون على هذه المحطات وبرامجها أنهم يسعون لتثقيف فئةً كبيرةً من هؤلاء الشباب ..فقولهم مردوداعليهم ..إذ أن الثقافة التي تجعل الشاب يتحول في شكله إلى أنثى ويتَميّع في حركاته وسكناته لا تعتبر إلا ثقافة واهيّةً وسيكون مستقبله وبالاً عليه وعلى من سيقوم بتربيتهم من أبناء .. والفتاة التي كرمها ديننا الحنيف وجعل منها المرأة التي إن صلحت.. صلحت الأمم لان على يدها تتربى اللّبنات .. فحوّلوها من فتاة ذات قيمةً إنسانيّةً ساميةً إلى سلعةً رخيصة.. تعرضُ على شاشاتهم ليتفرج عليها القاصي والداني وهي تهزُ بأطرافها يمنةً ويسرة .. فأين هذا التكريم .. وأين هذه الثقافة ..وأكادُأجزمُ أن المخزون الثقافي لدى هؤلاء جميعاً لا يتعدى قراءة تلك النوتة الموسيقيّة التي دربوا عليها وليس لديهم من مخزون أخر سواها.. وهذا واضحا وجليّا من تصرفاتهم وطرقهم في الحوارات التي تنم عن عدم المعرفة ..وماذا تجني مثل هذه القنوات من مكاسب أن المكاسب التي تجنيها هي تلك الأموال التي تكون دعما لما يحتاجهُ أولئك المغرضون الساعون إلى تفكك القوامة العربية والمنهجية الإسلامية من أقصاها لأقصاها والعياذ بالله من ذلك انظروا معي هنا : ويكفي أن أنقل لكم هذه الصورة التي صدمتني منذ أيام وأنا أشاهد إحدى القنوات الفضائية ..والتي رأيت فيها ثلاث رسائل سامة خلال أقل من 3 دقائق واكتفي بنقل رسالة واحدة منها .. بدأ المشهدالغنائي بصورة صبية في ربيعها السادس عشر أو قريباً منه تنزل من غرفتها في الدورالعلوي على عمود مثل الذي يستخدمه أفراد الدفاع المدني عندما يريدون الخروج إلى حالة طارئة .. وكأن المشهد لفيلم عن الإسعافات الأولية أو مواجهة الحالات الطارئة ولكن ما هو فحوى هذه الرسالة هل الفتاة تنزل مسرعة بهذه الطريقة من أجل اللحاق بمدرستها !! وعندما أصبحت على الأرض وجدت أمها وقد حضرت لها طعام الفطورولكن الفتاة بسبب لهفتها للدراسة (!!) تكتفي بلقمة على الماشي وتخرج إلى مدرستها مسرعة كأنما هي عطشى للعلم (طالبة مجتهدة)؟ .. وعندما تصل إلى سور المدرسة نكتشف أن ( الحبيب) ! بانتظارها عند البوابة بسيارته الرياضية المكشوفة التي تجعل كل فتاة في هذه المرحلة العمرية تحققُ أول مشوار لأحلامها وعندئذ رمت الفتاة حقيبتها المدرسية في المقعد الخلفي للسيارة وقفزت إلى الداخل ( لا تنسوا أن السيارة رياضية ومكشوفة ! ) وانطلقت السيارة بالعاشقين وعندها تطايرت الحقيبة من السيارة وارتمت الكتب على أرصفة الشوارع .. وكأن المشهد يقول اليوم عشق وغدا فسقٌ!! وهذه هي الرسالة السامة الأولى في هذا الفيديو كليب! ماذا بعد كل هذا نرتجي من هذه الرسائل المسمومة وماهو حال أولئك الأبويين الذين يعتقدون أن تلك الفتاة ستحقق أحلامهم التي عجزوا عن تحقيقيها وطموحاتهم التي صعبت عليهم لعدم توفر جميع هذه المناخات العلمية المتواجدة اليوم أنها صدمة وأي صدمة أقوى من هذه الصدمة .. أليس مثل هذا الأمر يدعو للحزن الشديد .. ولكن أين هم الذين يتدبرون ..إنهم في سباتٍ عميق والى متى سيعم هذا الصمت ويغلف الأفواه على المنابر والأقلام في تأدية رسالتها المنشودة من وجهة نظري كفانا صمتا وكفانا تخاذلا . ومن بين هذا وذاك أوجه سؤالي هذا .. إلى الجميع هل نحنُ ضمن الكينونة الفكرية الصائبة وهل الذي نفعله يعود علينا بالنفع ولهذا الهدف نسعى أم لأهداف تخدمُ مصالحنا ومصالح أجيالنا وهو حسن تثقيفهم بالعلوم المفيدة التي تنشئ جيلاً أكاديمياً يعطي الكثير لامته ويمدها بالنفع ..؟ ربما سيقول قائل أن أولياء الأمور منشغلين بتوفير لقمة العيش ويضعون مطلق الثقة في تربيتهم لأبنائهم وأنا أقول هذا والله لا يكفي في زمنٍ اختلط حابله بنابله فالبدار البدار أيها الآباء وأيتها الأمهات .. ويكاد يكون ما خفي أعظم فهل نحنُ نسلك المسلك الصحيح أم نتخبط بعشوائيّة مزاجيّة بين الجهل المستورد وبين التقدم الإنساني في جميع مجالاته ؟ .. بالتأكيد نحتاج إلى وقفات كثيرة للإجابة على هذه الأسئلة .. لأنها تشتمل على أكثر من معنى .. والكثير من التفاسير .. وفي الحين الأخر نجد لها جواباً واحداً وهو يحمل أيضاً الكثير من علامات الاستفهام والتعجب .. فإذن مواكبة التطورات الحضارية وتبني مفهوم عولمة الإعلام.. تحتاج إلى عدة تضحيات والانسياق خلف هذه التطورات يحتاج إلى الكثير من الحذر وبين هذا وذاك تكون المعمعة والتراخي في اتخاذ القرارات الحاسمة التي من خلالها يحسم أولياء الأمور ذهاب الشك وإتيان اليقين ..فهذا المصطلح اللقيط الذي ولد من مخططات القوى الاستعماريّة اليهوديّة ..والتي استهجنته بعدما تمت المزاوجة بينها وبين العلمانيّة.. وحوربت في وقتٍ من الأوقات أطلقوا عليه اسم العولمة ليكون المرجع الشامل لجميع المخططات التي يغزون من خلالها الفكر العربي والقوميّة ..ويشغلون شباب المجتمعات الإسلاميّة عن أمور الدين الذي ينبغي التمسك به في هذا الوقت أكثر من أي وقتٍ مضى من جراء المداهمات التي تحاول أن تجتث جذوره .. وما أن تمكنوا من هؤلاء الشباب ..فلا أمل سيرجى بعدهُ .. ومن هنا ينبغي على الجميع إدراك المفاهيم الأساسيّة لماهية هذه العولمة وأخذ السمين منها وترك الغث. فعلنا نستطيع إيجاد الحلول المناسبة والمقنعة ..فالجميع هنا يهدفُ إلى بناء أسرةً صالحةً بجميع المقاييس .. وكل راعٍ مسئول عن رعيتّه . نسأل الله العافيّة .. للجميع. | ||
![]() | ![]() |