فيروز في مسرح المدينة
06-03-2009 01:05 صباحاً
0
0
1142
![]() | ![]() | |
فيروز في مسرح المدينة للكاتب : إبراهيم الرواحي يوما ما ، وعندما كنت أشاهد إحدى القنوات الفضائية العربية ، كانت فيروز تصدح بأروع أغنياتها وبصوتها الملائكي الجميل في تلك الشاشة التي بقيت متسمرا أمامها ، ولم أبرح المكان إلا بعد انتهاء وصلة فيروز، بالرغم من أنني كنت مرتبطا بعمل خارج البيت. الحفلة التي كانت تبث أقيمت في الجمهورية السورية ، والقناة قناة سورية أيضا ، والمطربة فيروز. يا للروعة ! فيروز تغنّي: يا عاقد الحاجبين ، عودك رنان ، موشحات أندلسية ، شادي ... إلخ ، أليس من حقنا أن نستمتع؟ بالتأكيد هي كامل المتعة ، وقمة الفن والذوق! إنها فيروز! وأنا أشاهد تلك الحفلة وأسرح بخيالي بعيدا مع (جارة القمر) التي خافت يوما على حبيبها من أن تسرقه جارتها لو نامت هي حسب إحدى أغنياتها- ولذلك ظلت ساهرة تراقب القمر وتعد النجوم!!! عندها تذكرت أن في بلدي مهرجانين كبيرين يقامان سنويا أحدهما صيفا والآخر شتاء ، ما أجمل هذه الذكرى ، لكنها اصطدمت بالحفلات الغنائية الموجودة فيه ، فقبل سنوات طويلة كانت تغني في عمان ماجدة الرومي ، وهيام يونس ، وسميرة توفيق ، ومحمد عبده ، وكاظم الساهر ، ووديع الصافي، وغيرهم من عمالقة الغناء العربي والأصالة العربية.. تلك حفلات ستبقى عالقة بالذاكرة ؛ لأنها قدّمت لنا نجوما حقيقيين وفنا حقيقيا شامخا . ومن يسترجع شريط ذاكرته لتلك الفترة وينظر إلى الحفلات الغنائية المقامة في المهرجانين في السلطنة سيلاحظ حجم الفارق في الأسماء والفن المقدم، حيث ليس لدينا في حفلاتنا لا فن ولا فنانين ولا احترام للجمهور والذوق العام،، إنما التسابق على جلب المهرجين والراقصات اللاتي ترتدي نصف ملابس فقط!!!! حينها بدأت أتخيل / أحلم .. أن فيروز تغنّي في مهرجان صلالة أو مهرجان مسقط بمسرح المدينة وتشدو : ضاااع شادي !!! لكن الضائع هنا هو الإحساس بما يقدم ، والإحساس بالمسؤولية والهدف، وضرورة تقديم الفن الراقي لجمهور السلطنة .. أم أننا لا نستحق؟؟؟ تخيّلت أن آلاف الجمهور يحضر ويملأ المدرجات ويصرخ بصوت واحد: عودك رنان ... وأن المهرج الذي يحضر سنويا ليذهب إليه مائتا ألف متفرج يستنسخ التراث العماني وينسبه لغيرنا ، ويشوّه الدشداشة العمانية الأصيلة بكل وقاحة.. تخيّلت أن هذا (( الفنان )) لم يعد يأت لمهرجاناتنا ، لأن الجمهور لم يعد يذهب لمشاهدته ، ولم يعد هذا الجمهور يحب ارتداء الملابس الحمراء ( من أجل عينيه )!!! فجأة تذكرت أنني كنت أحلم فقط .. أوه .. إنها أضغاث أحلام ليس إلا ...!!!! ودمتم | ||
![]() | ![]() |