• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

شاعراتنا مذيعات

1
0
1172
 

شاعراتنا مذيعات

أصبحت الشاعرة الشعبية العمانية تبحث عن أدوار مغايرة عن (الشعر)، وإذا ما افترضنا بتعدد المواهب لدى الفرد الواحد، فهل من الصدف ان يتميزن أغلب شاعراتنا بموهبة المذيع؟ قبل أكثر من عشر سنوات كنا لا نجد من الشاعرات اسما وشعرا بما لا يتجاوز الخمس فقط، وكل تلك التجارب المتاحة في وسائل الإعلام بمحدوديتها نجدها مهتمة بثقافة نصها ومحاولة ظهوره بالصورة التي تشعرك بوجود تجربة شعرية لا تقل عن تجربة الشاعر العماني وتتساير معه، بل وتنافسه في أحيان عديدة (آنذاك).

أما الآن فأصبح البحث عن تغطية النقص مقابل البحث عن أدوار أخرى مغايرة عن الشعر (القضية) ما هو إلا لتكريس فكرة الآ شعر عند الاسماء العمانية الشعبية رغم قلتها إذا ما افترضنا إنهن \"أسماء\" لا أكثر، وهو أيضا تأكيد على ما يسميها بعض الشعراء معاناة الإعلام وتكوين الوجود أمام عين الجمهور، وهذه الخلفيات التي قد يعتقدها البعض.
يحاول الكثير من الشعراء البحث عن طرق مواجهتها بالصورة التي ترتقي بالفكر الثقافي، وتحاول النهوض بالشاعر بعيدا عن الدخول عبر بوابات الآخرين، ولكن، ما تشهده الحركة النسائية في الشعر الشعبي لا تخالف المتوقع كثيرا، بل وتسعى نفسها في أحيان كثيرة زرع الاهتزاز في ثقة المتلقي لتلك التجربة (رغم بساطتها).

وما احدثته حركة الفضائيات النهمة التي عرّت المرأة في الأغاني والأفلام، أصبحت تعرّي القصيدة من الشعر، بل وسعت بشكل أو بآخر للاحتيال على القصيدة بجعلها أداة تجارية داره للمال، تعتمد بصورة واضحة (في هذا الجانب) على وسامة الشاعر وجمال الشاعرة، وبما أن المرأة هي الأكثر تأثيرا على المشاهد فإن الطلب عليها (في دور الشاعرة وإن كانت لا تحمل الشعر، أو المذيعة إن كانت لا تمتلك الموهبة) يزداد خاصة مع استسهال الشاعرات لمبدأ وقدسية المرأة ككائن حي ـ قبل كل شي ـ.

وبدأت الشاعرة العمانية منذ قرابة ثلاث سنين تقريبا السعي نحو تحقيق جزء بسيط مما يطلبه الشاعر في فترات سابقة فأصبحت المذيعة تقدم برنامجا هدفه الأسمى هو النهوض بالتجربة الشعرية العمانية وتعريف الساحة بمحتوياتها بصوت يصل إلى الخليج على أقل تقدير، وكان هذا السعي (سليباته وإيجابياته) مشكورا قد بدت ثماره واضحة للعيان من مختلف الاتجاهات، ومن البديهي جدا ان يدفع هذا النجاح نحو تكثيف الجهود من أجل تطوير مثل تلك الأفكار والسعي لها بتكاتف الجميع، وما يحدث أن بعد هذه النقلة الجميلة في حركة الإعلام المسموع في تجربة الشعر الشعبي، وفي هذا الزمن أصبحن الشاعرات يحملن فكرة \"المذيعة\" كهدف لزامي في تكوين شخصيتهن، بحيث أصبحت القصيدة هي الضحية البعيدة عن الشعر، فكل من تطلق الساحة عليهن \"شاعرات\" أصبحن الآن في عداد المذيعات، ولا أعلم هل الشاعرة مقتنعة في قرارة نفسها بأنها الأفضل دائما في وظيفتي الشعر والتقديم؟ ومع بقاء الخيار من الجواب متاحا، هل نرمي باللوم على الشاعرات انفسهن في خوض هذه التجارب (الفجأة) أم ان الساعين لهن من مخرجين ومعديّن يتحملوا الجزء الأكبر في توسيع هوّة الفارق بين الأسم والتجربة؟

هذه الاسئلة قد يراها البعض سهلة الجواب ولكن الجواب في كلتا حالتيه مرا يضحي بشيئا عن الآخر، ولن نكتشف الإجابة واقعيا باثرها الذي نستشرفه الا بعد زمن، والخوف ان يأتي ذلك الزمان بواقعٍ أسوأ من المتوقع وبظروف لا نستطيع فيها تقديم شيء عن آخر فنخسر كل شيء، لذا اتمنى أن تقف الشاعرة امام المرآه تقارن بينها وبين قصيدتها وبين ثقافتها، بينها وبين صورتها وواقعها، وبين كل شيء وساحتها، تطرح امام نفسها السؤال الشعر أو أي شيء آخر؟ لحظتها لن تجد إلا خيارا واحدا متاحا للتنفيذ من أجل الإبداع إذا ما سَمَىَ الهدف للعامة، لذا فأنت أمام قرار قد يخيّرك بينك (الفرد) وبين (الجماعة).. لمن النُصرَة؟!


ومضة..

أعوامك تْمر وانا آشوف بوحـــــي
يكبر كُبر إحساسي بأول الحـــــــــب !
وْكل ما أشوفك كني أشوف روحي
تدفعني الرغبة أبايعك هالقــــــــــلـب
كل عام وانتي الطيبه في جروحــي
وكل عام وانتي مسكني بآخر الدرب

فيصل بن سعيد العلوي *
*fai79@hotmail.com


http://www.alwatan.com/dailyhtml/ashreea.html#7