المكان وتأثيره في شعر المسروري
02-21-2009 06:33 مساءً
0
0
3917
![]() | ![]() | |
المكان وتأثيره في شعر المسروري تقديم: يشكل المكان بكل عناصره الممثلة له الحية والغير حية الوسط الذي يعيش فيه الإنسان مؤثرا ومتأثرا به، وبالتالي فهو الإطار الذي تحدث فيه الأحداث، والمحيط الذي يتفاعل معه الإنسان بحواسه المختلفة، فمن المستحيل جدا عزل المكان وإنكار أثره على الذات الشاعرة لما يمكن أن يحمله من مشاهد وصور يمكن أن تذكي مخيلة الشاعر وتثير كوامن الإبداع فيها. وملامسة المكان لدى الشاعر تتعدى الحدود الجغرافية لتمثل ملامسة للشخصية والوجود والانتماء والقيم والعادات والتقاليد والسلوك، وذلك لما تضفيه خصائص المكان من أحاسيس ومشاعر وتداعيات تفعل فعلها المباشر في النفس البشرية من خلال تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية والنفسية والوجودية، يحاول الشاعر تقديمها بعد تحويلها تحويلا رمزيا يخرج بفهم المتلقي من مستوى الدلالة التقريرية الصريحة أحيانا إلى دلالات ضمنية وإيحاءات لمعاني غير مباشرة تحقق للشعر مكانته وللإبداع رونقه الأخّاذ. وقد سجل المكان حضورا طاغيا في تاريخ الشعر العربي قديما وحديثا، فالمتتبع لمعلقات الشعر العربي الجاهلي يجد دليلا قاطعا لحضور المكان في ذاكرة الشعر العربي حيث يقف الطلل شامخا فيها معبرا تعبيرا جازما على أن الشعر العربي شعراً مكانياً مرتبطا بالبيئة، وقد اتخذ الشاعر العربي من بيئته أروع الصور وأبدع الجمل والتصاوير الشعرية، فكان المكان شريكا للشاعر في معاناته وحله وترحاله، فالشعر ديوان العرب وليس القصد بالديوان هنا الكتاب الذي يحمل بين دفتيه شعرا، وإنما هو المكان ومجلس اللقاء والمنادمة والحوار والأخذ بالحكمة واتخاذ القرار، وهذا ما أشار إليه الشاعر الشيخ محمد المسروري في قصيدته الأخيرة من كتابه (انتظار) في قوله ( الشعر ديوان العرب / واجب نصونه ونرفعه). إن الشمولية والاتساع التي تتصف بها علاقة المكان بالشاعر تجعل من الصعب الحديث عنها بصورة كاملة في ورقة عمل أو حتى دراسة تحليلية علمية واحدة، ولكني سأحاول في ما يلي من سطور أن أقدم رأيا انطباعيا ذوقيا فقط ووصفا مختصرا لبعض الآثار الجلية للمكان في كتابات وقصائد الشاعر الشيخ محمد بن حمد المسروري من خلال متابعة ثلاث إصدارات للشاعر هي: ( تغاريد، وانتظار، ووشاح الفجر) وقد قدم الشاعر إبداعاته الشعرية في الإصدارات الثلاثة دون التقيد بموضوع أو فترة زمنية محددة مع أن سنوات الإصدارات الثلاثة اختلفت إلا إن القارئ يمكن أن يجد قصيدة في الإصدار الأخير الصادر في عام 2007م مؤرخة بتاريخ 2001م مثلا، ولم ترد في الإصدار الأول الصادر في عام 2005م، وهذا التجاوز للزمان من قبل الشاعر يكرس للمكان ويمنحه أجنحة قادرة على نقله عبر الأبعاد الزمنية المختلفة. أولا/ المكان الوطن والهوية في شعر المسروري: إن من أكثر الأشياء التي تشد انتباه الدارس للإصدارات الثلاثة للشاعر الشيخ محمد المسروري هو الحضور الكبير للمكان بصفة عامة وللوطن عمان بصفة خاصة، مما يدل على سطوة المكان ومكانته في نفس الشاعر، والمتتبع للسيرة الذاتية للشاعر سواء كانت المهنية أو الأدبية أو حتى الاجتماعية سيجد تنوعا كبيرا وحراكا واسعا على الصعيد المكاني خاصة، وتأتي عمان وطن الشاعر وعشقه الأبدي النقطة المحورية لكل هذا التنوع والحراك، وكإحصائية سريعة للمفردات المشيرة إلى المكان التي استخدمها الشاعر في كتاباته وجدت بأن (عمان) تتكرر في حوالي (35) موضعا من الإصدارات الثلاثة، وتأتي الإشارة إليها تحت مصطلحات أخرى مثل (الوطن)، (الدار)، (الأرض)، (الثرى)، (الغبيراء)، (السلطنة) وغيرها في أكثر من (50) موضعا أيضا، هذا غير مسميات أخرى كالسلطنة ومجان، بالإضافة إلى ذكر مسميات مناطق وولايات ومدن عمانية بعينها كجعلان ونزوى وبركاء والحوية وصحم ومسقط، ويتكشف لدى القارئ في هذا التكثيف للمكان الوطن مدى قوة العلاقة الحميمة التي تربط الشاعر بمكان عيشه ووطنه مما يشيع جوا مفعما بالانتماء والوطنية، فالشاعر جسدا وروحا يتفاعل مع المكان (عمان) ويتحد معها ويقدسها ويتنفس كبرياءها وعبق تاريخها، فيخاطبها بكل حنو ورومانسية بقوله ![]() يا شباب الدار حيّـوه الوطن وارفعوا رايات مجده والجباه ما ينال المجد من حاتى الثمن من يريد العز ما يداري غلاه ويستمر الشاعر في تعميق وصف علاقته بوطنه حتى يأنسن الأرض ويحولها إلا حسناء تمط اللثام تهليلا وفرحا بقدوم فجر النهضة المباركة لباني البلاد المعظم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه بقوله: يا ذي الغبيـراء أبشري نور سطـع في الكائنات مطي اللثام وكبـــري وأنسي الليالي المظلمات وهو كذلك يستمر حتى يجعل من الجبال والكهوف كائنات حيه لها أيادي تمدها ترحيبا وبشر (كل الرواسي والكهوف: مدت أياد راضيات) ولا أعتقد بأن الشاعر أختار الرواسي والكهوف جزافا، بل أن ذلك يدل عن وعي حقيقي لدى الشاعر وتمكن عالي في توظيفه للمكان لتأكيد معنى الولاء للسلطان والانخراط تحت لوائه، فالمعروف عن الصخور الصلابة والقسوة إلا أنها هنا تمد أيادي الطاعة رضا وحبا، ولم تغيب عن الشاعر تكريسا لمفهوم المواطنة بعض العناصر المشكلة للجمال في وطنه من خلال مشاهد عنوانها الألفة والترابط بين الإنسان العماني وأرضه كقوله: ( ماء الفلج يروي ضماه/ بيدار عاشق نخلته)، وقوله: يالنخلة بالــرفيعة نثري الرطب ألوان شربك من الشريعة متوسطـة البستان لك ظلـــةٍ منيعة مشهـودة في الجنان فكل من الفلج والنخلة رموز للوطن وأجزاء من المكان الخارجي المحيط بالشاعر ولكنها تمثل له الارتواء والعشق والأمان وجميعها مشاعر داخلية لدى الشاعر وهنا يجعل الشاعر من ذاته المجردة جزء غير منفصل عن الحيز المادي للمكان الذي يعيش فيه. وأمرا آخر يستحق الوقوف عنده كظاهرة ناتجة عن سطوة المكان وأثره على الشاعر في الإصدارات الثلاثة وهو اهتمامه بالموروث الشعبي ومحاولة توصيفه للقارئ وهو بذلك يحمل على عاتقة مسؤولية نشر ثقافة بيئته ومجتمعه وهذا ممتد من عمق ولائه وحبه لوطنه وتأثره بالمكان الذي يعيش فيه، ومع أن الشاعر كان بإمكانه أن يخصص أحد إصداراته الثلاثة للقصائد التي كتبت على أوزان وطرائق الفنون الشعبية إلا أنه اختار أن يوزعها في ما بينها سعيا لإظهارها وخشية أن لا يلاقي الإصدار الأوحد الانتشار الكافي حسب ظني، وقد شكلت القصائد المكتوبة كفنون شعبية ما يمثل 20 % تقريبا من مجمل القصائد هذا غير القصائد التي كتبت للمهرجانات الشعبية الكثيرة التي شارك الشاعر في كتابتها دون الإشارة إلى فنون بعينها، ولم يكتفي الشاعر في بعض من قصائده الإشارة إلى الفن الشعبي الذي كتبت عليه القصيدة بل أسهب في تعريف الفن وكيفية أداءه مما يؤكد ما وصلنا إليه من أن الشاعر كان يحاول أن يكون سفيرا لثقافة وطنه وبيئته، ولا يغيب عن القارئ الإصدارات الأخرى للشاعر كحداء الساري والذي جمع وراجع فيه ديوان الشاعر الشعبي (سويري)، وكتاب الميدان مبنى ومغنى المختص بشعر الميدان الذي تختص به سلطنة عمان عن سائر الدول العربية. وقد تأثرت تقنية الكتابة لدى المسروري بهذا الموروث فسطا الإيقاع المرتبط بالفنون الشعبية على طريقة كتابته، ومع أنه نجح في الخروج عنه في عدد لا بأس به من القصائد إلا أن معظم قصائده جاءت على الأوزان والتفعيلات نفسها التي تقوم عليها الفنون الشعبية، كما أن الأسلوب الكتابي لديه تأثر بالمكان من خلال توظيفه للكثير من الحكم والأمثال الشعبية كقوله: (يبلى رخيص الثوب ويدوم غاليه/ غالي البريسم في عتيقة ولا الصوف) وغيرها، إضافة إلى تأثر قاموسه اللغوي بمفردات موغلة في المحلية مثل (الكوس) و (الكيذا) و(الجادي) و (الشريعة) و (البيدار) و (الخوص) و (الكرب) و (اليوابي) و (الفلو) و (الغيل) و (الرشا) و (المنيور)، وغيرها من المفردات المتصلة بالمحلية العمانية وخاصة البيئة الزراعية منها، وهي البيئة التي ولد فيها الشاعر وترعرع فيها ممثلة في ولايته ولاية جعلان بني بوحسن مسقط رأس الشاعر ومدينته الحالمة بالوفاء كما يقول : جعــلان فيها الوفا فيها الوفا جعــلان فيها الكــرامة نمت والورد والــريحان كمن ربا في وهـادك شارد الغــــزلان وكم غـــرد البلبل في حانـي الأغصان غرد بلحن المحبه والهـــوى جعلان لكل جـــرحٍ دوى يا زينة البلــــدان يا مــوز يا بودعن يا نخلة المـــدلوك ويا هلالـي الرطب لية قصـــر هلّوك يا بســـرة المبسلي بين الدبــي والشوك بيدارك الهنجــري كلهم عليه يحسـدوك لون عــذول المحبه بالغدر يوصـــوك أنته تعــرف الهوى بعت الذي باعــوك يللي حلـــم بالوفا قلبه حلف جعـــلان ففي المقطعين أعلاه يظهر لنا تجلي جديد للمكان ذو خصوصية ذاتية بالشاعر، وقد ظهر المكان هنا عبر مستويين عام وخاص، فالمستوى العام يمكن إسقاطه على الوطن ككل انطلاقا من حيز صغير ممثل له، والخاص يمثل تجربة شخصية بالشاعر مع المكان جعلان تحديدا، فنجد انه يستحضر رموز خاصة جدا كالبودعن والهلالي والمبسلي وهي جميعا أسماء لأنواع مختلفة من النخيل تشتهر بها جعلان وغيرها من الرموز، وقد حصرها الشاعر جميعا بين بيتين تسيل منهما رائحة الألم والعتب فيقول (لكل جرحٍ دوى يا زينة البلدان) وهنا العزاء يحتمل شقيين من الدلالة، الأول أن يكون الجرح قد أصاب المكان فيعزيه الشاعر ويطمئنه بأن لهذا الجرح دواء وهنا يجعل الشاعر من المكان جعلان إنسان يمكن التخاطب معه ومواساته، والثاني هو أن الجرح قد أصاب الشاعر نفسه عن طريق المكان أو بعض العناصر الممثلة له، فبادر الشاعر إلى طمأنة المكان وتأكيد صلته به ومنزها إياه مستخدما ضمير واو الجماعة (يحسدوك، بالغدر يوصوك، باعوك) مشيرا إلى جماعة ما تحاول أن تفسد العلاقة الوطيدة والحميمة بينه وبين المكان جعلان، وقد تعمد الشاعر استخدام الضمير للإشارة إلى جماعة مبهمة حرصا على مكانته الاجتماعية وعدم رغبته للدخول في مهاترات قد يتسبب بها التصريح بأشخاص بعينهم، أو ـ وهذا الأرجح بحسب ظني ـ هو لأنه واثق تماما من قوة العلاقة التي تربطه بالمكان وأن المكان جعلان قادر على تمييزهم واكتشافهم وبالتالي إقصائهم ولذلك يقول: (أنته تعرف الهوى/ بعت الذي باعوك). وقد وردت جعلان تصريحا في حوالي أثنا عشر موقعا في إصدارات الشاعر، وفي معظمها جاءت تحمل تجارب خاصة ذاتية بالشاعر وقد تنوعت بين الفخر والاعتزاز والعاطفة والتوجد والحنين، كما جاءت ضمنيا في أكثر من عشر مواقع ممثلة في أجزاء منها مثل (المنجرد) وهو احد أشهر الأفلاج في جعلان و(قهوان) وهو أسم جبل معروف بالولاية فنجد الشاعر يقول في المقطع الثالث من نفس القصيدة المذكورة أعلاه: من شربة المنجـرد يا ما رشفنا الكـاس تشفي غليـل الأحبه والهوى احســاس في ظامري لك مودة وفي ضميـر الناس كم مثل داود اغتسل من حرقته والبـاس لك في فـوادي وفا ما يحمله إنســان ويقول مثبتا أن جبل (قهوان) يقع مقام جعلان في التعبير عن مكان السكن والإقامة في قصيده يبعثها إلى صديق له: (بلّغ تحياتي وسلامي كلّه/ من نفح قهوان وزهوره وفلّه)، وفي قصيدة أخرى يقول: (قهوان عظمة جبل وكل الجبال صخور/ قهوان جوفه نهر وبعض الصخور رماد) كإشارة إلى التفرد والاختلاف والتميز مما يشيع جوا من الفخر والاعتزاز وفي كل ما سبق نجد تأصيل للهوية من خلال الإمعان في ذكر مكونات البيئة والخصائص المحلية للمكان الوطن. ثانيا/ المكان وعلاقته بالزمان في شعر المسروري: لطالما كان المكان بالنسبة للشاعر وسيلة للتعبير عن مشاعر ذاتية وخاصة، فتأتي الأماكن كالجبال والبحار والأنهار والصحاري والسماء وغيرها من التضاريس كرموز يستسقي الشاعر منها صورة التعبيرية وفلسفته الخاصة لحظة كتابته للنص، والحقيقة أن نصوص الشاعر محمد المسروري تزخر بالكثير من التعابير المستندة على خصائص مكانية فنجده يستخدم البحر على سبيل المثال في الإشارة عدم الأمان بقوله: حاذر يغسيك الزمان البحر ما يله أمان نسمة بحر وقت الصيوف على الشتاء ش يصبرك ويجعل الشاعر من البحر سببا في إخفاء الدليل (غيم البحر يخفي القمر والنجوم/ ويغيب حلم المسافر بين الوعود)، فهو ابن الصحراء ودليله في السفر هي المطالع والنجوم ولا يزال يرى في البحر مكان مجهول لا يشعر معه بالاطمئنان، لا أنه لا يبالي بالغوص وسبر البحر أحيانا بالرغم من اعترافه بعلاقته المعدومة به فيقول (اعتنيت الغوص مرّه بسبتك / وآنا مالي في عموق اليم شاني) وهنا أعتقد أن البحر هو بحر الشعر لأنه في البيت التالي يقول ( بح صوتي في تمني رجوتك / تشرق أنفاسي وموج البحر داني)، وفي الشعر أود أن أبين أن هندسة الفكرة لدى الشاعر تقوم على الزمان كقالب للمكان مما يجعل من الصعوبة الفصل بينهما، فنجده يقول: في حنايا الليل وغيـــوم السما بانت النجمة على مــوج البحر أهتفت روحي لرقصات الزهـور سامره واليم في وقت السحــر همت في عشق الليالي والغيـوم تذرع عيوني السما خطـوة وشبر شرع سمعي تحرث البحر وتخاير بين عصف الريح بأغصان الشجر السفاين تبحر بمجداف شــوقي نبض قلبي يختزل عمر السفــر ففي الأبيات المذكوره يتداخل كل من المكان والزمان ليقود النص نحو حالة شعورية وفلسفة خاصة بالشاعر مفادها الشعر، فالحنايا مكان بينما الليل زمان وعند القول في حنايا الليل فإن الشاعر يود إخبارنا عن حدث ما، ولا بد للحدث من بعدين يوصف ويحدد بهما وهما الزمان والمكان، فالمكان كما تكشف في البيت الأخير هو قلب الشاعر المعبر عن ذاته بينما الزمان هو عمر التأمل قبل الشروع في الكتابة، وما بينهما هو وصف لمراحل التجلي بداية ببزوغ نور الفكرة في قوله (بانت النجمة على موج البحر) ثم التعبير عن سعادته مرحبا بالفكرة تاركا الزمان والمكان في حالة تشارك وتمازج لا يخلو من التناقض والاختلاف في قوله (أهتفت روحي لرقصات الزهور/ سامره واليم في وقت السحر) وذلك ليقودنا إلى المرحلة التماهي والانسجام الكلي في قوله: همت في عشق الليالي والغيــوم تذرع عيوني السما خطــوة وشبر شرع سمعي تحرث البحـر وتخاير بين عصف الريح بأغصان الشجـر وهنا يكشف الشاعر عن حالة من الإرهاق البدني والنفسي فعمليتي ذرع السماء وحراثة البحر لا يحتملهما المنطق ولا يقبلهما الواقع ولكنهما صورتان رمزيتان تشيران إلى عملية الخلق العسيرة التي يقوم بها الشاعر لحظة التجلي الكامل للفكرة وطرحها عبر النص كسفائن مبحرة بما آتاها الشاعر من قوة في البناء عبر سفر في زمن من التشكل والتخلق والتمثيل في ذهن الشاعر وقلبه (السفاين تبحر بمجداف شوقي / نبض قلبي يختزل عمر السفر). الخلاصة: في الختام فإنني أستطيع الجزم بأن الشاعر الشيخ محمد المسروري شاعر مكانه وبيئته من الدرجة الأولى، فهو متلبس بالمكان ومتحدث بلسانه وقد تشرب من ثقافة مجتمعه وقيمه ما يجعله سفيرا وفيا له، وما الذي قدمنا هنا سوى اقل القليل وما زالت إصدارته تستحق القراءة والبحث فيها ولا أبالغ إن قلت بأنها تعد مرجعا هاما للباحثين عن تجليات المكان في الشعر الشعبي العماني، معبرا عن شكري ومعتذرا عن تقصيري بحق الشاعر وبحق جميع المهتمين والمنظمين لمهرجان الشعر الشعبي العماني السادس. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورقة عمل مقدمة لمهرجان الشعر العماني السادس للعام 2008 | ||
![]() | ![]() |