• ×
الأربعاء 1 مايو 2024 |

حول الملتقى الأدبي للشباب

0
0
1393
 
حول الملتقى الأدبي للشباب
وزارة التراث والثقافة.. شكرا لكم

كتب: إبراهيم الرواحي

الحديث عن الأدب العماني حديث طويل ذو شجون، وقد لا يتسع المجال لأن أكتب عنه هنا في هذه الأسطر البسيطة ، لكني من خلال أحرفي التالية سأتحدث فقط عن مسابقة أدبية تعد من أنجح وأفضل وأهم المسابقات الأدبية في السلطنة ، مسابقة أخرجت للساحة الأدبية العمانية الكثير من الأقلام الواعدة في مجالات الشعر والقصة والرواية والمسرح والفن التشكيلي ... إلخ

المسابقة التي سأتناولها في الأسطر القادمة هي ( الملتقى الأدبي للشباب) وقد يعارضني أحدهم بقوله: أن الملتقى الأدبي ليس مسابقة، أنا أتفق معكم تماما.. نعم إنه ليس مسابقة ، وهذا سر بقائه وقوته وإصرار الشباب على المشاركة فيه..

إن ابتعاد الملتقى الأدبي عن مسمى المسابقة جعل الأدباء الشباب يقبلون على المشاركة فيه ، والبقية يحرصون على التواصل معه، لأنه ملتقى يجمع الشباب ويسهم في إثراء تجاربهم من خلال الالتقاء والنقاش والنقد البناء .. وإن كانت المراكز موجودة في نهاية الملتقى لكن الهدف الرئيس ليس المسابقة إنما الملتقى خلال أسبوع كامل من الشعر والقصة والمسرح والفن التشكيلي ...

وفي هذا الإطار وعندما يكون الحديث عن الملتقى الأدبي ، فإن هناك أسماء تتبادر للذهن مباشرة هي التي شكلت نواة الملتقى وأشرفت عليه طوال عمره الذي استمر لسنوات طويلة دون توقف حتى الآن .. أولها الشيخ الأديب / هلال العامري مدير دائرة الآداب بوزارة التراث والثقافة، الأب الروحي للملتقى والداعم له وللشباب المشاركين في فعالياته ، و لا ننسَ الجنود المجهولين الذين يلعبون أدوارا مهمة في سبيل إنجاح الملتقى ، وهم: الأستاذ سالم البهلولي،والأفاضل جمعه المفرجي، محمد المسكري ، هلال السيابي... ومعهم الكثير طبعا ممن بذلوا ولا زالوا يبذلون الكثير من أجله، لكن هذه الأسماء ستظل عالقة في أذهان جميع من مرّ على هذا الملتقى لدورهم الإيجابي في تسهيل الكثير من الأمور للشعراء والقاصين المشاركين ،وللحافز الذي يقدمونه للشباب من خلال تعاملهم وتواصلهم المستمر مع هؤلاء المتحفزين للإبداع والانطلاق، فألف تحية تقدير لهم.

وهنا أطرح تساؤلا بريئا جدا: ( هل صحيح أنهم لن يكونوا موجودين في الملتقى هذا العام كما سمعت من بعض الشعراء المنزعجين من هذا الأمر، ووصل الأمر ببعضهم القول بعدم مشاركته لهذا السبب؟؟) أتمنى ألا يكون ذلك صحيحا!!

ولا تقتصر المشاركة على المتقدمين للملتقى فقط ، إنما تعودنا على أن يستضيف الملتقى سنويا مجموعة من الشعراء والقاصين الذين اشتركوا في الملتقيات السابقة بهدف زيادة جرعة التواصل ، وهو ما يعطي الملتقى سببا آخر من أسباب النجاح والاستمرارية.
الملتقى الأدبي أسهم بالفعل في انطلاقة الكثير من الأسماء ، وصقل العديد من التجارب الأدبية الشابة الواعدة ، ودفعها للنضج والتطور المدروس ؛ فمن خلاله يتم التواصل بين الخبرات الأدبية والشباب الطامح المتحفز، ويكفينا دليلا على أهمية الملتقى الأدبي ودوره هو أن المحكمين في هذا الملتقى كانوا مشاركين قبل سنوات وانطلقوا من خلاله ليصلوا إلى كونهم محكمين ، وهذا يعني استفادتهم من هذه المشاركات واكتسابهم الثقة والقدرة التحكيمية ، وهذا محفز آخر يدفع الشباب المبدع للمشاركة.

إن مرور ( 13 ) عاما على انطلاق أول ملتقى أدبي إلى الآن، ووصولنا للدورة ( 14 ) هذا العام في صلالة لمؤشر على إصرار المسؤولين على استمراره لما له من فائدة وأهمية للحركة الأدبية في السلطنة ، فألف شكرا لكم لأنكم منحتمونا هذه الفرصة السانحة للالتقاء والتواصل، ونعدكم بأننا سنظل متواصلين وداعمين لهذا الملتقى لأنه ملتقى الجميع.