على قلق : وقفة مع آخر الذين سقطوا ..

على قلق : وقفة مع آخر الذين سقطوا ..

( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ) .. اذا أطلقنا على وزارة التراث والثقافة صفة الرياح سيكون الشاعر أو المثقف ( السفن ) ، ويبدو أيها الشعراء أن الوزارة في هذا المهرجان لا تتحمل نتائج ( العشوائية ) التي تمارسها في الثقافة العمانية ، فبدأ من طريقة استبعادها لأسماء مهمة شعريا وانتهاء باعلان اسماء الفائزين في هذا المهرجان لأنها ببساطة تضع ( ضميرها) الأدبي في ثلاجة ولا تهمها ( النداءات والمطالبات ) التي يطلقها الشاعر كل مرة ، وكأنها تعمل لأجل نفسها لا لأجل المثقف .
أعلنت نتائج الفصيح وطبعا كان حدثا هاما وجميلا حصول الشاعرة عائشة السيفي على المركز الأول معلنة ( تفوق) في حلم ما ، ولكن ماذا حصل للبقية : خالد المعمري واسحاق الخنجري وابراهيم السالمي الذي استبعد من المراكز العشرة ، هل كان ترتيبا عادلا للشعر ؟ في تصريح سابق للغساني بأن المعايير نسبية فما تراه جيدا قد يراه الآخر سيء ، ويبدو ان الغساني كان يقصد ( الشَعر) وليس ( الشِعر) لأنه لا يختلف على الشِعر الجيد والحقيقي اثنين ..

اللجنة الكلاسيكية ( البحتة) كانت تضم اسماء لشعراء شاركوا بنصوصهم في الدورات السابقة للمهرجان دون أي تميز سابق ليحظوا بشرف تقييم نصوص زملائهم . لا اشكك في قدرة أحد ولكن يجب ان نتوقع اننا أصبحنا نعرف اسلوب زملائنا وان كان التعامل مع النص بدون اسم ..
في الشعر النبطي .. طبعا مرت أسماء مهمة ونصوص متفوقة كالرئيسي وعلوي باعمر وفيصل العلوي وغيرهم من التتويج مرورا عبثيا ومجحفا ، وحصلت شاعرة لم تقرأ نصها رغم تواجدها بأحد المراكز علما بأن الوزارة تعتبره شرطا اساسيا للفوز- ولكنها تجاوزته مع الشاعرة . الأخرى قرأت نصا موزونا وكسرته مما يثير شكوك ( متداولة) هذه الفترة بين شاعرات النبطي ومع ذلك أخذت المركز الخامس . ويبدو ان الوزارة وضعت هذا العام سياسة وجود ( الصوت الأنثوي) وبروزه وحرمت أسماء ونصوص أكثر قوة وأهمية وهذا ( ليس عدلا) بالتأكيد.

رجح البعض فوز ( مواهب) شعرية نسمع لها لأول مرة بعدم وجود الأسماء المميزة في هذا المهرجان مما أتاح الفرصة لتتويج المبتدئين ، قد يقول البعض انه ليس مقياسا لربما كتب الشاعر الموهوب نصا يفوق المتميز ( فياما تلاميذ فاقوا اساتذة) ، هذا الكلام مجرد طبطبة فبفضل الاخراج التلفزيوني الرديء ايضا استطعنا ان نكشف اغث من السمين دون الانحياز لاتجاه أو اسم معين ..
ولعلني أجد ان المهرجان هذا العام ليس في مستوى المهرجانات السابقة تنظيما وشعرا وحتى تكريما ، فمع احترامي للمكرمين ولكنني أتسائل لماذا تكرم الوزارة موظفيها كل مرة ؟ !
الشاعرة رقية البريدي التي لم تقرأ نصها كنا ننتظر فوزا آخرا في الفصيح للأنثى ، فلماذا اعتذرتي ؟
منذ فترة قريبة قرأت نصا لشاعرة نبطية ( بسيط وغير موزون) اجدها تشارك بكل ثقة بنصا مكتملا ويحمل فكرة تشابهت فيها جميع المشاركات النبطيات !!