• ×
الخميس 9 مايو 2024 |

ألم يأن للذين قرؤوا أن تفقه عقولهم لما قرؤوا؟

0
0
910
 

حين أجلس مع نفسي وانظر فيما وصلنا إليه وأسأل نفسي لِمَ لا يجد الشعراء العمانيين الدعم الكافي حين يخرجون من خارطة الإعلام الداخلي؟ ولم أجد أية إجابة لهذا السؤال.
وقبل أيام أخبرني أحد الشباب بأنه تلقى رسالة وفحوى هذه الرسالة: أين موقع الشعراء العمانيين من الشحاتة ؟

وتعجبت من فكر المرسل الذي يعد واجهة من واجهات السلطنة في الثقافة الإعلامية والأدبية مما جعلني أكتب هذا الموضوع لأشكره على مساعدتي في الإجابة على السؤال الذي ذكرته سابقا، ولأبين للذين قرؤوا بعض ما يقرؤون، إذ إني أراهم يقرؤون دون أن يعوا ما يقرؤون والبعض يقرأ ويعي ما يقرأ ويلتزم الصمت، وبعدها يلوح ويهدر ويزبد ويتوعّد عندما يهمّش، فأين كان قبل أن يحدث ما حدث؟ وفي الحقيقة هم مغتاظون على تجاربهم من أن تسقط أمام شخص لا تعد تجربتهُ أمام تجربتهِ شيئا فهو يراها كبيرة أن يكون لهذا جمهور مثل جمهوره بل أكثر من جمهوره وقبل ذاك أحب أن أطرح سؤال ٍ وهو: ألم يأن للذين قرؤوا أن تفقه عقولهم لما قرؤوا ؟

لأني متعجب من هذا الفكر الذي يصف فعل كل من توجه إلى مسابقة خارج السلطنة أو توجه إلى الإعلام الخارجي بالشحاتة!!!!!!!! ونحن من نعومة أظافرنا نعلم بأن الشعراء العرب كانوا يرحلون من منطقة إلى أخرى يمدحون ملوكها وأشرافها ومن اتصف بالكرم فيها وكانوا يتكاثرون على بلاطات الخلفاء ومجالس الوزراء والقادة وكبار الدول وزعماء القبائل، ونعلم بأن الشعر في فترة من الفترات أصبح مهنة لكثير من الشعراء الذين نقرأ لهم اليوم، ومنهم المتنبي وأبو تمام والبحتري وأبو نواس وأبو العتاهية وزهير بن أبي سلمى وحسان بن ثابت قبل إسلامه والنابغة والفرزدق وجرير وغيرهم من الشعراء المعروفين وغير المعروفين .

ألم يقطع الشعراء القدامى الصحاري والفيافي والقفار بحثا عن الشهرة وإيصال ما نتاجهم إلى الجمهور وسعة العيش؟ هل نقص قدرهم أمام معاصريهم ومن جاء بعدهم حين فعلوا ما فعلوا ؟

وهنا أصيح بكل صوتي لماذا لا ننعت هؤلاء الشعراء بالشحاتة كما نعتنا الشعراء المعاصرين مع أنهم حين يقفون في تلك المسابقات وكاميرات الإعلام الخارجي يحرصون كل الحرص على أن يمثلوا السلطنة خير تمثيل وجل اهتمامهم أن يظهروا بأحسن صورة ويتكلمون باسم عمان وقائدها فقط لا عائلاتهم ولا قبائلهم فعمان وقائدها أهم من أسمائهم وعائلاتهم وقبائلهم ؟

لنترك الشللية والتحزب حين تدعونا عمان وقائدها أن نمثلها في مثل هذه المحافل الثقافية وأن نفهم ما نقرأ وأن نترجم ما نقرؤه على الواقع وأن نكون صادقين مع أنفسنا، فالإبداع لا تنافس فيه ولا تقاتل وليس حكرا على أحد وإنما كل مبدع مكمل للآخر، وأن نساعد بعضنا البعض في الظهور لا أن تكون حجر عثرة أمامهم خوفا على جمهورنا وتجاربنا.