• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

مجلس الشعر..الغاية والغاية المضادة

0
0
1950
 
مجلس الشعر..الغاية والغاية المضادة
مسعود الحمداني
Samawat2004@live.com



طوال السنوات الماضية كان المجلس هو المؤسسة الثقافية الأهلية الوحيدة التي لا تغلق أبوابها في شهر رمضان عن الفعاليات، وفي هذا العام عُقدت ثلاث جلسات في مجلس الشعر الشعبي خلال هذا الشهر الفضيل، جاءت بالتعاون بينه وبين موقع السلطنة الأدبي، والذي بادر بالفكرة، وإقامة فعاليات تجمع الشعراء، والمهتمين، وهو الدور المطلوب من كل جهة وشاعر، حيث أن المجلس ليس مبنى قائما فقط، بل هو روح يجب أن تسود الجميع، والمجلس ليس فردا يقوم بكل شيء بينما يكتفي الباقون بالفرجة، والمجلس ليس كيانا معزولا عن نفسه، وعن الساحة، بل هو لبّ، وقلب هذا المشهد، وهو خلال سنواته القليلة استطاع أن يبرز نفسه كمعلم ثقافي عماني واضح الاتجاه، ولو أتيح لهذا الكيان مزيدا من الديناميكية والحركة لصار مؤسسة يُعتمد عليها، وتؤسس لمستقبل أفضل للشعر والشاعر العماني..ولكن..

***********

لقد كان هذا المجلس حلما راود الجميع، وطالب به الكثيرون، وحين قام واشتد عوده رماه البعض بالحجارة، وبدأ آخرون في التخاذل، والتراجع، والحفر في الظلام، وبعدائية مفرطة، وغير سويّة بالمرة، وحاول آخرون أن يعيدوا الساحة إلى نقطة البداية، يحركهم في ذلك ضغائن شخصية، وشللية بغيضة، وبدأوا يضللون على من لا رأي له ومن لا يعرف من المجلس إلا اسمه، وأوهموهم أن هناك (يد خفية) تحرك خيوط الساحة، وتتآمر عليها، ورغم أنهم موقنون بأنهم غير صادقين بذلك بالمرة، إلا أنهم رأوا أن ذلك هو الطريق لتحقيق مصالحهم الضيقة، بأن يترأسوا مجلسا، أو جمعية، أو أن يكونوا قيادات لمجموعة من الشعراء الشباب الذين لم يعرفوا الساحة، والمجلس حق معرفته، الذين يستقون معلوماتهم من غيرهم دون تحقيق.

************

لقد آثرت إدارة المجلس أن تعطي الأمر للشعراء أنفسهم، وفتحت أبوا ب المبادرات للجميع من اليوم الأول لتأسيس المجلس، وجاء تشكيل مجلس الإدارة في كل مرة ليضم مختلف الأطياف والتوجهات الكتابية، ومن مختلف المناطق، وأعطى للجميع أدوارهم، وكان التوجه دائما لتوزيع الفعاليات والأمسيات على مختلف محافظات ومناطق السلطنة ـ حسب الإمكانيات المادية والإدارية ـ بل وأوكل المجلس لشعراء من نفس تلك المناطق مسألة تنظيم تلك الفعاليات دون تدخل منه، إلا بما يخدم الصالح العام.

*************

إنّ المجلس يجب أن يظل مفتوحا، وقائما، وخادما للشعر والشعراءـ، لأن اسمه ارتبط بعمان، وأصبح مؤسسة عليها الكثير من الالتزامات الأدبية، والمسؤوليات الثقافية، ولعل الدعم الذي يقدمه صاحب السمو السيد فاتك بن فهر المشرف العام على المجلس ـ والذي نأمل أن يستمر ـ وبقليل من الجهد والوقت والتنظيم الإداري والهيكلي سوف يعمل على استمرارية العطاء والبذل، سواء بإدارته الحالية، أو أي إدارة مستقبلية، فالأهم من كل هذه الشكليات هو بقاء هذا الكيان راسخا، وقويا، ومعلما ثقافيا بارزا يخدم الشعر والشعراء في السلطنة بشكل عام، دون أن يفرّط المهتمون به، وتأكدوا أنه لن يقوم كيان آخر إن لم يدعم الشعراء حلمهم الذي سعوا إليه منذ زمن بعيد، وبغض النظر عن الفقاعات التي يقوم بها البعض خلف الظلام والتي تحاول أن تعيد بالساحة إلى نقطة الصفر تحت ذريعة القشة التي ستنجي من الغرق.
وكل عام والجميع بخير