قراءة نقديه في (ديوان المطوع)

قراءة نقديه في (ديوان المطوع)
للكاتب خلفان الثاني

عامر بن سليمان الشعيبي المسمى (بالمطوع) .. توفي في عام 1966 وله ديوان قديم تمت طباعته في المملكة العربية السعوديه يسمى بـ(ديوان المطوع) حيث غادر السلطنه وعاش باقي حياته في زنجبار وتوفي هناك ، حيث عيَّـنه أحد سلاطين آل سعيد قاضيا على على منطقة تسمى (شكشك) ..

ديوانه الشعري :-

لم يتم مسبقــًا توثيق قصائد المطوع مما جعل وما أن نتحدث عنه قليلا أو كثيرا حتى تقفز في أذهاننا أسئلة كثيرة لم نصل فيها لإجابات مقنعه منها وليس الحصر
- لو لم يتم التوصل بطريقة أو بأخرى لديوان الشعيبي الأخير ألن يندثر هذا الإرث التاريخي المهم بما يحمله من درر شعريه أو يكون سببــًا في تغييب مثل هذا الرمز الشعري المهم عن الأجيال المتعاقبه
- لماذا تم توثيق ديوانه في المملكة العربية السعوديه وليس في مسقط رأسه عُمــان
- هل يا ترى هنالك دواوين طبعت خارج السلطنه ولم يتم التوصل إليها ؟ ومن هو المسئول عن البحث عنها ؟ وما هي الطرق الحاليه لإيصال (ديوان المطوع) الحالي ليستفيد منه الجيل الذي لم يقرأ هذا الديوان أصلا حتى اليوم ؟

الصعوبات التي واجهتها أثناء قراءة الديوان :-

ديوان المطوع الذي وصلني وبحكم السنوات الكثيره وإنتقاله من مكان إلى مكان أو من شخص إلى آخر والذي كان سببــًا في تمزق بعض أوراق الديوان بشكل كامل وهنا سأبدأ من الصفحة (7) وهي بداية الديوان الذي بين يدي والصفحة السابعة التي سأبدأ منها تحتوي على (8) أبيات من أصل (48) أي أن (40) بيتا شعريا للمطوع كان من ضمن الأوراق الممزقه ، أضف إلى أن الديوان الذي ينتهي عند الصفحة (82) بمقصب العتب ، أما ما بعده فقد ناله ما نال بعض الأوراق من تمزيق وكنت أتمنى لو إكتمل هذا الكنز الذي بين يدي .


محتويات الديوان :-

إحتوى الديوان على مجموعة أناشيد من بينها الـ (8) أبيات المتبقيه في الصفحة السابعه والتي تحدثنا عنها في معقوقات الديوان ، ومن بين هذه الاناشيد

-
فصل الأناشيد

- نشيد الانبياء ويحتوي على (60 بيت شعري) نختار منها هذه الأبيات :-
الحمد لك والشكر دايم ياعلي الحيّ قايم
رافع ٍ سبع ٍ عليــّه وباسط ٍ سبع سويه
فـ ستّ أيام ٍ توالي

نحمدك والحمد لازم فرض ما هو بالمعازم
دام ما تهبّ الشراتي وأزيب الناحر بلاتي
بنت جابر والشـّمالي
- بعدها (نشيد الجدري) إحتوت أبياته على عدد (46 بيتا) تقول أبياتها الأولى
قبل لا أغسل فوق ليحان التخوت
يا نديبــي سيــر فجــديد الوشــار

من لباب السّاج صنعة كالكــوت
بندر بني بار شرقي البحــر دار


- (نشيد الغشام) ويحتوي على (52 بيتا) ونختار منها بيتان من الأبيات الأولى
في جــــوارك يا مجبر العالمين
يـا عظيـم الشـــان الله بالثــّـبات

يا دليلي إلى طريـق الرّاشديــن
دلـّـنا برسم الدروب الصّايبـات
- (نشيد طيوي) ويحتوي على (34 بيتا)
- (نشيد الحِكـَم) ويحتوي على (24 بيتا)
- (نشيد النمله) ويحتوي على (36 بيتا)
- (نشيد النصايح) ويحتوي على (44 بيتا)
- (نشيد القهوه) ويحتوي على (27 بيتا)
- (نشيد آدم عليه السلام) ويحتوي على (27 بيتا)
- (نشيد السلب) ويحتوي على (33 بيتا)
- (نشيد الفخر) ويحتوي على (28 بيتا)
- (نشيد زايد بن خليفه) وهي قصيدة مدح في حاكم أبوظبي أنذاك وتحتوي على (27 بيتا) تلاها نشييد آخر يحتوي على نفس عدد أبيات القصيدة السابقه مادحا الشخص ذاته .

- ونشيد الوادي ونشيد الأمثال ونشيد القلب ونشيد تعافيت ونشيد المحبين ونشيد البحر وآخرها نشيد الوطن (وسنفرد مساحات كبيره في قراءاتنا القادمه عن قصائده الأناشيده وغيرها)
فصل العزوات
- بدأت (بعزوة الشمس) وتحتوي على (66 بيتــًا) وسنختار منها الأبيات الاولى
سبحان ربّ الكاينات..سبحان ربّي عز وجل
ربٍ تنزّه م الصّـفات..فــرد صمد مالــه مثل
- (عزوة القبايل) وتحتوي على (50 بيتــًا) وقد قالها بحسب ما جاء في الديوان في قيام العلامه نور الدين / عبدالله بن حميد السالمي بنصب الإمام/ سالم الخروصي رحمهما الله آنذاك وسنختار منها الأبيات الاولى

سمّيت باسمك يا دليل.. يَالليْ خلق شـَمـْس ٍ وليل
غـَفـّار كل ذنب ٍ ثقيل ..وتــدلّ ســـرّ الخـافيــات
- تلتها عزوة خيبر و عزوة الصحابه وعزوة خالد الراشدي
فصل المقاصب
- بدأت (بمقصب العقــر) وتحتوي على (17 بيتــًا) وسنختار منها الأبيات الاولى
صَـلـّـوا علـى سلالـــة عبـــدالمطـّلب
جَدّ الحسن واحسيــن أصلـــه ومحتده

بن هاشم نن لؤي بن غالب بن كعب
نقــدر نزيــده ايلـّـيـــنْ بغينـــا نزيّـده
- (مقصب الخـَضـَر وموسى) وتحتوي على (17 بيتــًا) وسنختار منها الأبيات الاولى
يالله طلبتك فرّج ضيقي والعســر
و ِ يْـلـَنْ تشفـّع لي محمد شـَفـّـعه

راعي المعاجز والبراهين العبر
خبر ٍ يخـَبـّر بــه دليــل ٍ نتبعــه
- مقصب قصد حواء وآدم ومقصب قصة عابد البرصيصي ومقصب الحجري متغزلا ومقصب لرد الجعاب ومقصب العتب

هذا ما إشتمل عليه الديوان مع عدم قدرتي على تجميع ما سقط من أوراق ممزقة ، وإرتأيت أن تبدأ قرائتي الأولى عنه كشاعر وعن ديوانه كتعريف أولي لمن لا يعرف عامر بن سليمان الشعيبي المعروف بـ (المطوع) ومن لم يصله ديوانه المغيـّب أصلا حتى الآن ، والمطوع شاعر عماني كتب القصيدة النبطيه منذ ما يقارب 300 سنه بعضها حفظتها صدور كبار السن بمصدر أو بدون معرفة المصدر وأرى أنه من المهم إعادة مثل تلك الدواوين وبعث دررهم الشعريه كالمطوع او غيره من الشعراء القدامى ، خصوصا وأننا اليوم أمام مطالبة وإلحاح الكثيرين بالبحث عن تواريخ شعرائهم القدامى والغوص في ثقافاتهم بعد إلتفات أغلب الشعراء النبطيين لشعراء آخرون خارج حدودنا تأثروا بهم وبداوا ينسلخون عن هويتهم نتيجة فراغ عدم وجود مثل تلك المكنونات الشعريه الرائعه .. وفي العدد القادم سنتطرق إلى ( المفردة العمانيه الاصيلة في أشعار المطوع ، وهل خدمت النص الشعري لديه ) متمنين أن تعيد مثل هذه القراءات شعراؤنا إلى مفرداتهم العمانية الأصيله وأن نرى مستقبلا نصوصا شعريه جميلة وبمفردات يستقيها الشاعر من عمق بيئته دون خجل أو تصنع بأعذار لا اساس لها .