(ياسر الغانم) وقراءة نقديه في ثلاثية الشاعر ( خليفة الشقصي )
01-31-2010 07:53 مساءً
0
0
1590
(ياسر الغانم) وقراءة نقديه في ثلاثية الشاعر ( خليفة الشقصي )
قراءة / ياسر الغانم
إن أجمل ما في الشاعر نفسه أنه إختصر معاناته في ثلاثية رائعه السبك وكأنه قال ما يريد تاركــًا للقارئ والناقد حرية البحث عن قصيدة طويله تختبئ خلف سطور ثلاثة أبيات فقط
أجي من آخر حدود الضياع ومنتعل هالفقد
أنبّش في جيوب البخت عن حظي عساه يقوم
مضـى عـمر وانا يدي هنا ترمي بهذا النرد
أحـايــل حظي بضحكه ولـو ما كان بي مـلزوم
ولكن خلت يا شعري إذا مـا للوجع مـن بـدّ
أواري سـوءتــه لجـلـك أبـتـشبـّّث أمـل معدوم
رُوِيَ في كتاب الترمذي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما النجاة؟ قال:{ أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابْكِ على خطيئتك} قال عنه الترمذي حديث حسن، ويقول الجاحظ في رسالته تفضيل النطق على الصمت:
\" لم أر للصمت فضيلة في معنى ولا للسكوت منقبة في شيء إلا وفضيلة الكلام فيها أكثر، ونصيب المنطق عندها أوفر، واللفظ بها أشهر. وكفى بالكلام فضلاً، وبالمنطق منقبة، أن جعل الله الكلام سبيل تهليله وتحميده، والدال على معالم دينه وشرائع إيمانه، والدليل إلى رضوانه. ولم يرض من أحد من خلقه إيماناً إلا بالإقرار، وجعل مسلكه اللسان، ومجراه فيه البيان، وصيره المعبر عما يضمره والمبين عما يخبره، والمنبىء عن ما لا يستطيع بيانه إلا به. وهو ترجمان القلب. والقلب وعاء واع.\"
لذا رأيت أن أبين ما رأت بصيرتي المتواضعة في هذه الأبيات التي توقف عندها الشاعر في هذا الموضوع ، إذ لا يجب أن يتعرض أي شخص كان لأي شاعر أو أديب إلا إذا كان على قدر ٍ أعلى منه أو إنه كان على نفس قدره ويناطحه على الزعامة والقمة، فهم يرون بأعين تختلف عن أعين العامة، وهم كالطير يطير في الفضاء حسب قدرته بلا قيد ٍ يتحكم به في علوه .
إن هذه الأبيات التي أقرأها والتي أضعها بين أيديكم ما هي إلا صرخة ألم ٍ وأسى وخيبة أمل بعد إن كان قد منــّى نفسه ببلوغ ما كان يطمح، أطلقها الشاعر دون أن يشعر بأنها تحمل آلامه بكل معاني الكلمة، مواسيـًا بها نفسه بما لم تناله في الماضي بأن تناله في المستقبل بإذن الله تعالى، فكم من يائس ٍ تحقق حلمه بإذن الواحد القهار، وكم من هانئ ٍ راح هنائه بفضل العزيز الجبار، فما عندك ينفذ وما عند الله باق ، يقول أبو جعفر بن محمد بن القاسم الكرخي:
وإذا خطبت إلى كريم ٍ حاجة
وأبى فلا تقعُدْ عليه بحاجب ِ
فلربما منعَ الكريمُ وما به
بخلٌ ولكن سوءُ حظـِّ الطالب ِ
وهذا ما كان فعلا سوء حظ لا غير فالتفائل كان متواجدًا بقوة رغم الحزن الذي أرخى شباكه داخل نفس الشاعر ، فالبحر الذي أتت عليه الأبيات بحر اللويحاني أو الشيباني كما يسمى عند شعراء النبط والنقاد مع زيادة حرف واحد بالعروض والضرب، والذي يتكون من تكرار تفعيلة ( مفاعيلن) أربع مرات في الصدر وأربع في العجز، بحيث يكون عدد التفعيلات في البيت الشعري ثمان تفعيلات، وهذا البحر يساوي بحر الهزج في الفصيح إلا إن الهزج عبارة عن أربع تفعيلات بالبيت الشعري.
وبإذن الله سنتطرق إلى مناسبة البحر للموضوع ولكن بعد أن نلج إلى النص وأصواتـــه التي تشع حزنا وأســـى وبكاء، فلقــد بدأ الشاعر/ خليفه الشقصي أبياته بحرف الهمزة وتكرر الحرف في هذه الأبيات إلى سبعة أحرف ( أجي، أنبّش، أحايل، أواري، سوءته، أبتشبث، أمل) وهذا التكرار للهمزة لم يأتي إعتباطــًا ولكنه أتى ليكشف لنا الحال الذي يعيشه الشاعر، فمن صفات هذا الحرف الشدة والإصمات، والإصمات في اللغة المنع، كما إن هذا الحرف يصفه بعض العلماء بأنه حين ينطق نطقــًا سليمــًا يشبه صوت من يختنق، وهذا ما كان فعلا فهو يختنق حين يصل قافية الصدر، ويبدأ العجز بالهمزة في الأبيات جميعــًا وكأنه يُخنق ثم يُترك ليتنفس فيُخنق حتى لا يجد الراحة التي تعينه على إتمام ما أراد، كما إن الإكثار من حروف المد كان طبيعيا ( آخر، حدود، الضياع، جيوب، عساه، يقوم، مضى ، وانا، هنا، هذا، كان، ملزوم، يا، أواري، معدوم) لأنه في حالة قبض ويريد أن يتخلص من هذا القبض، فلو قرأنا كلمتا (آخر حدود) مثلا قراءة صحيحة للاحظنا العمق الذي يخرج منه صوت المد( آ ) والشدة والإصمات عند الخاء ( خ ) والتوسط بين الرخاوة والإستعلاء عند الراء ( ر )، والهمس والرخاوة عند الحاء ( ح )، والجهر والإنكسار عند الدال ( د ) وحرف المد ( و )، فالشاعر في هذه الأبيات الثلاثة في شدة الإختناق والألم كما صوره في أبياته من الوضع الذي يعيشه والذي مكث فيه عمرًا يحاول أن يغير فيه شيئــًا وإننا نرى حرمان الشاعر كثيرا ما تجلـّى بنصوصه، حيث يقول لأبيه في قصيدته ( سجدة الغفران ):
أبتـــرك دمعتـــي لحظـــة وهذي سجدة الغفران
عسى عطف العلي يبري وجع خانك ولا عاده
منى .. ؟؟ راحت يبه دام الوجع في داخلك سيان
طوى ظل المنى صوتك وغابت لحظة إنشاده
فالشاعر مثقل جدا من هذا الأمر الذي أرقه طويلا وأقرب الناس إليه والذي هو والده لا يعلم بأنه في عذاب مستمر رغم ما يبديه من فرح وسعادة، حيث يرى أمانيه التي عبر عنها بمفردة (منى) قد راحت.
وعن كثرة المحاولة من أجل التغيير فلقد عبر عنها بجملة ( وانا يدي هنا ترمي بهذا النرد) وهذا دليل على أن كل ما صار ما هو سوى سوء حظ الطالب، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قوة إيمانه بأن النجاح لا يأتي من أول محاولة ولا ثانية ولا ثالثة بل بتكرار المحاوله والاستفادة من المحاولات السابقة، فقد أثبت هذا الكثير من العلماء حين نقرأ لهم عن كيفية إكتشافهم لحقيقة علمية أو نجاح تجربة ما، وما إيمانه إلا كإيمان سيدنا يعقوب عليه السلام حين قال لبنيه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87 ، أو كإيمان الشاعر الذين قال:
ولولا الأسى ما عشتُ في الناس ِ ساعة ً
ولكـــن إذا ناديـــت جاوبنـــي مثلـــــي
وهذا هو حال المسلم المؤمن لا ييأس ولا يقنط بل يستمر في الإبتسامة مهما كان الأمـر جليا يقــول الله سبحانه: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157} البقرة.
فما أشبه الشاعر حين قال: ( ولو ما كان بي ملزوم) بالقائل:
شكاكَ لساني ثم أمسَكْتُ نصفَهُ
فنصفُ لساني بامتداحِكَ ينطقُ
فالشاعر بعد كل هذا الحرمان ما زال صابرًا متفائلا وواقفــًا وقفة الفارس الشجاع في أرض المعركة فيقول في قصيدته (عشرين ذنب وسنه ):
عشرين عام وما عرفني غير حزن الأمكنة
جدران واسفلتٍ وظلي لـو غدى فيهـا طريـح
ظل وهنا ساومـت به جدران لو هي تئذنـة
يمكن بها ألقى ولو حتى صدى صوتي جريح
مــلّ الجــدار (ينـبّش) فظلي لوجـهٍ أسكنـه
لين اصبح الشارع مرايا ذنب يستغفر.. يصيح
ما عاد بدروبي سوى الأيام لو هي ممكنة
شي وأساوم به هنا الميـلاد شمــع وأستريــح
ساومت ميلادي بأيامي ولــو هـي تلعنــه
(أقنومهــا) روح وبقايا حلم مع دمعـه تسيح
فلله من عفة نفسه وسموه وترفعه من أن يبوح ما في نفسه، فقد قيل إن كتمان الأسرار يدل على جواهر الرجال، وكما إنه لا خير في آنية لا تمسك ما فيها، فكذلك لا خير في إنسان لا يمسك سره قال أحدهم:
ومستودعي سرّا كتمتُ مكانَه
عن الحسِّ خوفا أن يَنَمَّ به الحسُّ
وخفتُ عليه من هوى النفس ِ شهوةً
فأودَعْتـَهُ من حيثَ لا تبلغ النفسُ
لذا نرى الشاعر/ خليفه الشقصي يصحوا من غفلته ويستدرك أمره قبل أن يتشظّى حاله ويضيع أمره ويصمم على الإستمرار والتشبث في أمل ٍ معدوم في البيت الثالث من أجل أن يخفي ذلك الألم الذي عاشه ويتجرع مرارته، لشيئ ٍ أعظم من الوهن واليأس من أجل الشعر فهو صاحب رسالة.. يقول الحق عز وجل: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً }النساء79, ولله دره من وقفة شجاعة وعدم فقد الأمل والوفاء الذي يحمله بين صدره للذي كان السبب في حرمانه إذ يقول له في قصيدته (سَغــَب):
على وش هو ألومه لا غـــدت شمسك بكل تحنان
(تغبّــش) لجـــل تحلــج هالسغب لي خبز للأيام
وانا من جهْلي (أربع) له ولا ألقى سوى الدخان
تطاير فوق ما أدري يسامعني على (الصخام)؟
رغم اني يَممت بوجهـي لشطر (الحْلق) إيمــان
بمـــا إن الأثافــــي لــي غـــدت محــــراب للآلام
أقوم بتأدية فـــرض الومَــد متبسمـل الحرمـــان
أرتل ما تيســــــر مـــــن تساقــــط هالعَرق بهيام
لعلــي أرزق بفضــل الفرائــض نعمــةٍ وتبــــان
أواري ســـوءة الحاجـــة بهـــا واتحمــــــد الإنعام
كما إننا نشعر من خلال ذكره لمفردتي (أواري سوءته) إن هناك تلميحا من بعيد لذكر قصة ابني سيدنا آدم عندما قتل قابيل أخيه هابيل إذ يقول الحق جل وعلا: {فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }المائدة31، أو قصة سيدنا آدم وحواء حين أكلا من الشجرة فجعلا يخصفان من ورق الجنة ما يواري سوءاتهما، إذ يقول المولى في محكم كتابه: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }طه121، فإن كان الشاعر أراد أن يلوّح لقصة (قابيل وهابيل) فإنه في نظري أفضل حالا من( قابيل) الذي أضمر الحقد لأخيه حيث وجد الشيطان بابا للولوج إلى قلبه والإستيلاء عليه وقتله لأخيه، وإن كان قد قصد التلويح لقصة أبينا آدم وحواء فالشاعر انكشف له ما كان خافيا عنه من سوءة الشعر إلا إنه فضّل أن يخفيه عن الغير كما فعل أبوينا بعد أن كشفـا عورات بعضهما، فهو في هذا يجد دليلا قويا يبرهن به سبب إخفاء عورة الأمر الذي فيه خوفا من أن يكون من العاصين أو النادمين، ففي قصص الأولين عظة وعبرة فلا خير من لم يتعظ بقصصهم، كما إنه يرجعنا إلى الحب والوفاء الذي كان يكنه( الشثصي ) بداخله رغم ما هو فيه إذ يقول في نص ٍ آخر بعنوان (حلم):
وبحلــــف لك بــرب البيت لو حانه تزف جراح
وتذريهــــا بحضن الكاس من رقصة وجرح يفوق
قســـــم بالله لعبدهــا ولـــو كانت تلـــم أشبــــاح
تلــــمّ بصاق ضايـــع مل يتشـــرد ولا له طــــوق
قضـــى يتبــرّك بحانــه ولو راح العمر وانزاح
يدوّر بين كاساتــه وطن حتــى وطـــن مســـروق
يدوّر بيــــن لمّــــه مـــن كراسيهــا وفي الأقداح
يدوّر فـــي لفافــــة تبــــغ تشعلهــــا يديــــه بشوق
فمن ستر نفسه في الدنيا ستره الله يوم القيامة، فما بالك حين يستر نفسه وغيره؟
وإذا ما تكلمت عن البحر ومناسبته للموضوع فإن هذا البحر دائما ما يكون البحر المناسب للأحزان وللآلام والبكاء، حيث إن تفعيلة (مفاعيلن) لها علاقة قديمة مع النياحة، النياحة من النوح مصدر ناح ينوح نوحــًا، أي بكى وعلا بكائه ، قال الشاعر:
سمعت بكاء النائحات بسحرةٍ فهيّجن أحزاناً غلبن عزائيا
لقد وضح البحر العلاقة بينه وبين نفسية الشاعر وشعوره ، حاله كحال القافية سواءً كانت في الصدر أو في العجز، ففي الصدر نرى السكون واضحــًا في القافيه ( هالفقـْد، النرْد، من بدّ) مما يدلنا على إن هناك شيء يخنق الشاعر ولو قرأنا هذه الأبيات قراءة صحيحه ولاحظنا أصواتها جيدا، ووقفنا على الأحرف الساكنة، لإكتشفنا بإنها تشبه صوت رجل يريد أن يتكلم إلا إنه مخنوق، وفي العجز نرى المد واضحا فيها ( يقوم، ملزوم ، معدوم) ونلاحظ بأنها أتت في قافية عجز البيت الأول فعل مضارع وأتت في قافية عجز البيت الثاني والثالث وعلى وزن إسم مفعول، مما يدلنا على أن الشاعر قد ضاق ذرعــًا من الحال الذي هو عليه وإستمراره حتى اللحظة التي أعلن فيها صرخته، ورغبته بعدم الإستسلام للحاضر، فالفعل المضارع يدل على الحال وذلك لعدم وجود قرينة- لفظية ولا معنوية - تدل على الإستقبال أو الماضي كما إننا نلاحظ الفعل عسى الذي سبق الفعل المضارع وهو فعل ناقص يدل على الرجاء، حيث أفاد الفعل التمني فالشاعر يتمنى من حظه القيام بعد أن يلقاه، واسم المفعول يدل على الحال والاستقبال فالضحكة التي على خده متحايلة في الحاضر والمستقبل والأمل معدوم في الحاضر والمستقبل رغم إصراره على العيش والإستمرار في المحاولة لتغيير الوضع، يقول شكسبير ( شق طريقك بابتسامة خير من أن تشقها بسيفك) فلرُبَ ضارةٍ نافعه ، قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105
سأستشهد هنا مرة أخرى بقصيدة الشاعر/ خليفه الشقصي (سَغـَب) والتي ذكرناها أعلاه وأعيد ذكرها من جديد لتأكيد ما سيأتي لاحقــًا
على وشهو ألومه لا غـــدت شمسك بكل تحنان
(تغبّــش) لجـــل تحلــج هالسغب لي خبز للأيام
وانا من جهلْي (أربع) له ولا ألقى سوى الدخان
تطاير فوق ما أدري يسامعني على (الصخام)؟
رغم إني يَممت بوجهـي لشطر (الحْلق) إيمــان
بمـــا إن الأثافــــي لــي غـــدت محــــراب للآلام
أقوم بتأدية فـــرض الومــد متبسمـل الحرمـــان
أرتل ما تيســــــر مـــــن تساقــــط هالعَرق بهيام
فقد قيل سابقا:
عسى الهمُّ الذي أمسَيتُ فيه
يكونُ وراءَه فرجٌ قريبُ
فالشاعر من خلال الضحكة المتحايلة ومحاولاته من أجل التغيير رغم معرفته بالنتيجة، فإنه يذكرني بإسطورة (سيزيف) ذلك القائد الذي غضبت عليه الآلهة وعاقبته بحمل صخرة كبيرة إلى قمة جبل شاهق في العلو وما أن يضع الصخرة في القمة تسقط الصخرة إلى قاع الأرض ليعود مرة أخرى يحملها إلى القمة بكل عزيمة وقوة.
المراجع:
الموسوعة الشعرية (المجمع الثقافي لأبي ظبي)
أحكام قراءة القرآن الكريم للشيخ القارئ محمود خليل الحصري
دراسات في النص الشعري (عصر صدر الإسلام وبني أمية) للدكتور عبده بدوي
المستطرف في كل فن مستظرف لشهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهي
أصوات اللغة العربية للدكتور عبد الغفار حامد هلال