مسابقات (عش الدبابير)!!
12-29-2009 06:21 مساءً
0
0
998
مسابقات (عش الدبابير)!!
للكاتب : مسعود الحمداني
شاعران يشاركان في مسابقتين مختلفتين، يحاولان تقديم ما لديهما من إبداع للذائقة الراقية، يبحثان عن كنزهما المفقود في دهاليز المسابقات، شأنهما شأن كثيرين من مختلف الدول العربية، قدما إبداعا مختلفا، ومغايرا، ومدهشا بحق..غير أن ذائقة لجنة التحكيم لم تنصفهما، ليس لأنهما عصييّن على الفهم، ولكن لأن ما يقدمانه ليس بذلك الشعر الجماهيري الذي يحتاجه الجمهور القابع خلف شاشات التلفزيون، ولأنهما في ذات الوقت ليسا ورقتين رابحتين بالنسبة للتصويت، رغم أن الشاعر محمد البادي صعد إلى المرحلة المقبلة لـ(نجم القصيد) إلا أن هذا الصعود جاء بشق الأنفس، وبعد أن قدمت لجنة التحكيم سيلا من الانتقادات المنطقية، وغير المنطقية، والمقبولة وغير المقبولة، إلا أن هذا رأيها الذي لا يقبل النقض، والنقد!!
أما الشاعر فهد السعدي فقد وقع ضحية خلافات شخصية بين تيارين في شاعر المليون، وحسابات تصويتية، وذهب ضحية لانتقادات قاسية، وغير مقبولة أحيانا، إلا أن من دخل (عش الدبابير) عليه أن يتحمل اللسع، لذلك ليس هناك من شك في أن الأسلوب الذي يقدمه الشاعر العماني غير مقبول في المسابقات الجماهيرية التي تعتمد على الجمهور، وجيوب المشاهدين، والشيوخ، ولعله لو دخل في مسابقة ذات معايير نقدية تحكيمية، منهجية سليمة فإن الوضع قد يكون مختلفا، ولكن هذه هي مقاسات اللعبة، فإما أن ترضى بها، أو أن تجلس محشوما، معافى في نفسك، وقصيدتك، بعيدا عن أهواء هذه المسابقات، واشتراطاتها.
لقد ذهب الشاعران وهما يحملان تجربتين قد تكونا مختلفتين زمنيا، وفكريا، وعرضا ما يؤمنان به، وليس ما تؤمن به لجان التحكيم، ومعايير المسابقات، فقوبلا بذلك السيل من الانتقادات، وليس أمامهما غير تقبّل الأمر مهما كان مُرا.
الكثير من شعرائنا ينتقدون هذه المسابقات القائمة على الربحية، ولكنهم يشاركون فيها رغم ذلك، لأنهم يبحثون عن أمرين لا ثالث لهما: المال والأضواء..وهي مسابقات بالتأكيد تحقق لهم كلا الأمرين، ولكن ضمن حسابات الربح والخسارة، وليس في حسابات الإبداع والشعر..وأي مصداقية هذه تأتي من لقب يشتريه الشاعر بأمواله وأموال غيره؟!!!!!
كان الشاعر فهد السعدي يحدثني بصوت مكسور ليس بسبب انتقادات اللجنة، ولكن لأن مثل هذه النصوص المكتنزة فكرا، وجمالية ليس لها مكان في مثل هذه المسابقات، وأن الأمر برمّته لا يعدو كونه حسابات افتراضية، وأدوار يتم رسمها أجيانا قبل بدء المسابقة، ولذلك لا يمكن إلا أن تسير وفق خطة موضوعة مسبقا.
وفي المقابل فإن ما حدث عند الشاعرة صالحة المخيبية أمر في غاية العنجهية، وقلة الذوق، والاستهتار من قبل اللجنة المنظمة، حيث تم اختيارها في البداية، وبعد أن تجهزت واستعدت نفسيا، وأعلن اسمها ضمن المتأهلين، فوجئت بتذكرة عودتها إلى (مصيرة) تسبقها على غرفة الفندق!!..وهو أمر يدعو للاستغراب، ولا يمكن تبريره.
البعض من شعرائنا يطالب بمزيد من المصداقية في هذه المسابقات، وأنه يجب أن تكون كذا..وكذا..وأنا أقول: بأن هذه المسابقات تتبع لجهات في دول أخرى، وليس من حق أي (دخيل) إلا الإذعان لشروطها..وليس فرض ما يقترحه لها، لأنها ببساطة ليست ملكا لنا..ليست ملكا لنا!!
للكاتب : مسعود الحمداني
شاعران يشاركان في مسابقتين مختلفتين، يحاولان تقديم ما لديهما من إبداع للذائقة الراقية، يبحثان عن كنزهما المفقود في دهاليز المسابقات، شأنهما شأن كثيرين من مختلف الدول العربية، قدما إبداعا مختلفا، ومغايرا، ومدهشا بحق..غير أن ذائقة لجنة التحكيم لم تنصفهما، ليس لأنهما عصييّن على الفهم، ولكن لأن ما يقدمانه ليس بذلك الشعر الجماهيري الذي يحتاجه الجمهور القابع خلف شاشات التلفزيون، ولأنهما في ذات الوقت ليسا ورقتين رابحتين بالنسبة للتصويت، رغم أن الشاعر محمد البادي صعد إلى المرحلة المقبلة لـ(نجم القصيد) إلا أن هذا الصعود جاء بشق الأنفس، وبعد أن قدمت لجنة التحكيم سيلا من الانتقادات المنطقية، وغير المنطقية، والمقبولة وغير المقبولة، إلا أن هذا رأيها الذي لا يقبل النقض، والنقد!!
أما الشاعر فهد السعدي فقد وقع ضحية خلافات شخصية بين تيارين في شاعر المليون، وحسابات تصويتية، وذهب ضحية لانتقادات قاسية، وغير مقبولة أحيانا، إلا أن من دخل (عش الدبابير) عليه أن يتحمل اللسع، لذلك ليس هناك من شك في أن الأسلوب الذي يقدمه الشاعر العماني غير مقبول في المسابقات الجماهيرية التي تعتمد على الجمهور، وجيوب المشاهدين، والشيوخ، ولعله لو دخل في مسابقة ذات معايير نقدية تحكيمية، منهجية سليمة فإن الوضع قد يكون مختلفا، ولكن هذه هي مقاسات اللعبة، فإما أن ترضى بها، أو أن تجلس محشوما، معافى في نفسك، وقصيدتك، بعيدا عن أهواء هذه المسابقات، واشتراطاتها.
لقد ذهب الشاعران وهما يحملان تجربتين قد تكونا مختلفتين زمنيا، وفكريا، وعرضا ما يؤمنان به، وليس ما تؤمن به لجان التحكيم، ومعايير المسابقات، فقوبلا بذلك السيل من الانتقادات، وليس أمامهما غير تقبّل الأمر مهما كان مُرا.
الكثير من شعرائنا ينتقدون هذه المسابقات القائمة على الربحية، ولكنهم يشاركون فيها رغم ذلك، لأنهم يبحثون عن أمرين لا ثالث لهما: المال والأضواء..وهي مسابقات بالتأكيد تحقق لهم كلا الأمرين، ولكن ضمن حسابات الربح والخسارة، وليس في حسابات الإبداع والشعر..وأي مصداقية هذه تأتي من لقب يشتريه الشاعر بأمواله وأموال غيره؟!!!!!
كان الشاعر فهد السعدي يحدثني بصوت مكسور ليس بسبب انتقادات اللجنة، ولكن لأن مثل هذه النصوص المكتنزة فكرا، وجمالية ليس لها مكان في مثل هذه المسابقات، وأن الأمر برمّته لا يعدو كونه حسابات افتراضية، وأدوار يتم رسمها أجيانا قبل بدء المسابقة، ولذلك لا يمكن إلا أن تسير وفق خطة موضوعة مسبقا.
وفي المقابل فإن ما حدث عند الشاعرة صالحة المخيبية أمر في غاية العنجهية، وقلة الذوق، والاستهتار من قبل اللجنة المنظمة، حيث تم اختيارها في البداية، وبعد أن تجهزت واستعدت نفسيا، وأعلن اسمها ضمن المتأهلين، فوجئت بتذكرة عودتها إلى (مصيرة) تسبقها على غرفة الفندق!!..وهو أمر يدعو للاستغراب، ولا يمكن تبريره.
البعض من شعرائنا يطالب بمزيد من المصداقية في هذه المسابقات، وأنه يجب أن تكون كذا..وكذا..وأنا أقول: بأن هذه المسابقات تتبع لجهات في دول أخرى، وليس من حق أي (دخيل) إلا الإذعان لشروطها..وليس فرض ما يقترحه لها، لأنها ببساطة ليست ملكا لنا..ليست ملكا لنا!!