ثقافة التطوع ومستحيل الغراب
12-25-2009 08:54 مساءً
0
0
982
ثقافة التطوع ومستحيل الغراب
للكاتب : فيصل بن سعيد العلوي
ما زالت ثقافة العمل التطوعي هي الأكثر بعدا عن الفكر الذي ينادي به اغلب المشتغلين في الحراك الثقافي أنفسهم، وهم أنفسهم الذين يطالبون بأهمية إدراك هذا الوعي بصورة أو بأخرى، كنا وما زلنا نتطلع للمزيد من هذا الحراك النوعي على صعيد ثقافة الفرد، وبالتالي تكوين حلقة تكاملية تخدم أولا وأخيرا الحراك الثقافي أو المجتمعي بشكل عام.. أقول ذلك ونحن نشهد اسدال الستار على فعاليات مهرجان مجلس الشعر الشعبي في دورته الثالثة، إذ شهد هذا المهرجان في تنظيمه حراكا متميزا على صعيد العمل التطوعي، فربما كان الطموح أكبر، ولكن هي كبداية جميلة جدا بشّرت بشعراء مجيدين ارادوا أن يضعوا بصمتهم بصمت في هذا المحفل الوطني قبل كل شيء، وأن تعمل بصمت هو الأجمل دائما خاصة وانت تقدم مجهوداتك لصالح العامة في مختلف الجوانب في هذه الحياة.
غير إنه في المقابل، ومع هذا الحراك الجميل \"التطوع\"، نجد من يحاول انتقاص هذه الجهود كمن يسعى إلى تغيير خارطة العالم بأفكار بليدة تنم عن جهل لا يقدم إضافة خيّره ولا يترك الخير يمتد أكثر فأكثر.. إذ يجد هؤلاء أنفسهم قادرين بمخيلاتهم تغيير الخارطة بجرّة قلم لا يدركون معناها اساسا، فالغربان تحلّق كثيرا من أجل سرقة فتات لا يثقلها ولكنها لا تستطيع أن تغيّر لونها كيفما فعلت وما زال \"شيب الغراب\" مضرب المثل في الاستحالة في الكثير من الأحيان.
دعونا نبحث عن الأقرب حتى نستطيع ترويضه جيدا ونحتوي ما هو بيدنا حتى نستطيع تقويمه إعوجاجا قد توتي استقامته خيرا، لا نبحث عن المستحيل من أجل إيجاد فارق زمني كبير بين ما هو متاح أمامنا وما هو مهيأ للآخرين بطريقة أو بأخرى، وهذا الفارق حينما تتمعن به قد لا يشفع للطارح ما يقوله أو يكتبه لأنه أولا وأخيرا لا يتكافأ بين ما هو مأمول وما هو متاح من واقع.. لذا يجب علينا أن نكون أكثر حرفية في التعامل مع كافة ما نطرحه وإيجاد البديل الذي يكرس لثقافة العمل التطوعي نحو ما يخدم وليس ما يحاول أن يهدمه.
غدا أيضا تعلن نتائج مسابقة المجلس وبطبيعة الحال دائما فإن الخارج عن أُطر عشرة مراكز يعتبر نفسه خاسرا، وربما البعض يرى بأن تراتبية العشرة قد لا تنصفه أيضا.. وهذه الحالة تعودنا عليها سواء كنا شعراء شاركنا في مسابقات مختلفة، أو متابعين، لذا نتمنى من الشعراء المشاركين الأخذ بالاعتبار أن التقييم يكون للنص لا الشاعر، كما أن هذا التحكيم بطبيعة الحال يخضع لآراء لجان تحكيم قد تختلف في مدارسها وتوجهاتها وقد تتفق ربما في التوجهات في أحيان أخرى، وهذه المسألة أصبحت واضحة للشاعر المثقف الذي يدرك تماما ثقته بنصه بعيدا عن المراكز، ويجب أن يتحلى الشاعر المشارك بثقافة تمكّنه ايضا التفريق بين التنظيم في لجانه المختلفة وبين رأي لجنة التحكيم، وبين العلاقات الشخصية الحميمية التي تجمع سواء الشعراء بأعضاء تلك اللجان التنظيمية أو التحكيمية حتى لا تتزعزع العلاقات نتيجة ضحالة الفهم لدى البعض.. فالمشاركة بحد ذاتها هي فوز يستحق الثناء والفوز الأكبر هو التواصل مع عملية الإبداع في النص الشعري على مدار الأيام التالية.. فكل التوفيق للجميع حيث خطاه تعبر من أجل الخير.
ومضة ..
ما مرنـي في شارع الحُلم أضـداد ..
حتى ! ، أو أصحابٍ تقاسمـك شَربـه
الضيق أنك تشعـرْ وأنـت منقـاد ..
أنك بأرضك عايش بوسـط غربـه !
للكاتب : فيصل بن سعيد العلوي
ما زالت ثقافة العمل التطوعي هي الأكثر بعدا عن الفكر الذي ينادي به اغلب المشتغلين في الحراك الثقافي أنفسهم، وهم أنفسهم الذين يطالبون بأهمية إدراك هذا الوعي بصورة أو بأخرى، كنا وما زلنا نتطلع للمزيد من هذا الحراك النوعي على صعيد ثقافة الفرد، وبالتالي تكوين حلقة تكاملية تخدم أولا وأخيرا الحراك الثقافي أو المجتمعي بشكل عام.. أقول ذلك ونحن نشهد اسدال الستار على فعاليات مهرجان مجلس الشعر الشعبي في دورته الثالثة، إذ شهد هذا المهرجان في تنظيمه حراكا متميزا على صعيد العمل التطوعي، فربما كان الطموح أكبر، ولكن هي كبداية جميلة جدا بشّرت بشعراء مجيدين ارادوا أن يضعوا بصمتهم بصمت في هذا المحفل الوطني قبل كل شيء، وأن تعمل بصمت هو الأجمل دائما خاصة وانت تقدم مجهوداتك لصالح العامة في مختلف الجوانب في هذه الحياة.
غير إنه في المقابل، ومع هذا الحراك الجميل \"التطوع\"، نجد من يحاول انتقاص هذه الجهود كمن يسعى إلى تغيير خارطة العالم بأفكار بليدة تنم عن جهل لا يقدم إضافة خيّره ولا يترك الخير يمتد أكثر فأكثر.. إذ يجد هؤلاء أنفسهم قادرين بمخيلاتهم تغيير الخارطة بجرّة قلم لا يدركون معناها اساسا، فالغربان تحلّق كثيرا من أجل سرقة فتات لا يثقلها ولكنها لا تستطيع أن تغيّر لونها كيفما فعلت وما زال \"شيب الغراب\" مضرب المثل في الاستحالة في الكثير من الأحيان.
دعونا نبحث عن الأقرب حتى نستطيع ترويضه جيدا ونحتوي ما هو بيدنا حتى نستطيع تقويمه إعوجاجا قد توتي استقامته خيرا، لا نبحث عن المستحيل من أجل إيجاد فارق زمني كبير بين ما هو متاح أمامنا وما هو مهيأ للآخرين بطريقة أو بأخرى، وهذا الفارق حينما تتمعن به قد لا يشفع للطارح ما يقوله أو يكتبه لأنه أولا وأخيرا لا يتكافأ بين ما هو مأمول وما هو متاح من واقع.. لذا يجب علينا أن نكون أكثر حرفية في التعامل مع كافة ما نطرحه وإيجاد البديل الذي يكرس لثقافة العمل التطوعي نحو ما يخدم وليس ما يحاول أن يهدمه.
غدا أيضا تعلن نتائج مسابقة المجلس وبطبيعة الحال دائما فإن الخارج عن أُطر عشرة مراكز يعتبر نفسه خاسرا، وربما البعض يرى بأن تراتبية العشرة قد لا تنصفه أيضا.. وهذه الحالة تعودنا عليها سواء كنا شعراء شاركنا في مسابقات مختلفة، أو متابعين، لذا نتمنى من الشعراء المشاركين الأخذ بالاعتبار أن التقييم يكون للنص لا الشاعر، كما أن هذا التحكيم بطبيعة الحال يخضع لآراء لجان تحكيم قد تختلف في مدارسها وتوجهاتها وقد تتفق ربما في التوجهات في أحيان أخرى، وهذه المسألة أصبحت واضحة للشاعر المثقف الذي يدرك تماما ثقته بنصه بعيدا عن المراكز، ويجب أن يتحلى الشاعر المشارك بثقافة تمكّنه ايضا التفريق بين التنظيم في لجانه المختلفة وبين رأي لجنة التحكيم، وبين العلاقات الشخصية الحميمية التي تجمع سواء الشعراء بأعضاء تلك اللجان التنظيمية أو التحكيمية حتى لا تتزعزع العلاقات نتيجة ضحالة الفهم لدى البعض.. فالمشاركة بحد ذاتها هي فوز يستحق الثناء والفوز الأكبر هو التواصل مع عملية الإبداع في النص الشعري على مدار الأيام التالية.. فكل التوفيق للجميع حيث خطاه تعبر من أجل الخير.
ومضة ..
ما مرنـي في شارع الحُلم أضـداد ..
حتى ! ، أو أصحابٍ تقاسمـك شَربـه
الضيق أنك تشعـرْ وأنـت منقـاد ..
أنك بأرضك عايش بوسـط غربـه !