• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

المتشائمون

0
0
958
 
المتشائمون
للكاتب علي الشكيلي


المتشائمون هم أناس نظروا إلى الطيور فقالوا هذا سانح يحمل خيرنا وذلك بارح يحمل شرنا فقالوا عن البومة والغراب بأنها رموز للشر والمصائب وعايشوا الزمن فقال بعضهم في هذا اليوم سعدي وقال الآخر في هذا اليوم نحسي وقالوا عن شهر صفر بأنه مشؤوم وتطير المتشائمون بغيرهم من الناس فتراهم يتشاءمون من مخلوق لقبح وجهه أو عاهة في بدنه وبعضهم من يتشاءم من العطاس فإذا عطس عندهم من يحبونه قالوا له رعياً وشباباً وإذا عطس عندهم من يبغضونه قالوا له ورياً وقحباً وبعض المتشائمون ركنوا إلى القداح أو ما سمى بالاستقسام بالأزلام فكانت هي تقرر أفعالهم وهذه الأمور التي ذكرت هي من أمور الجاهلية ولا زال البعض حتى يومنا هذا يؤمن بمثل هذه الخرافات بل أن البعض من زاد في تشاؤمه ووصل إلى حد أن يتشاءم بمكان ما فهذا يتشاءم من رؤية وادي معين وذلك يتشاءم من رؤية البحر والبعض من يتشاءم من قيادة مركبة ما دون غيرها من المركبات والبعض يتشاءم من مزاولة صنعة معينة أو العمل في مهنة ما والبعض يتشاءم من رؤية المسؤول الفلاني أو الطبيب الفلاني والبعض يتشاءم من ركوب البحر... والحقيقة أن دائرة التشاؤم في البشر اتسعت وأصبح الإنسان يسير في طوفان التشاؤم ولا شك أن هذا ناتج من خواء روحي وضعف في الإيمان بالله عز وجل ولقد حارب الإسلام التشاؤم قال الله تعالى عن آل فرعون وموقفهم من سيدنا موسى (( إِذَا جَآءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )) وقد نهى الله تعالى عن الاستقسام بالأزلام قال تعالى (( حرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذ لِكُمْ فِسْقٌ ....)) ولقد جاءت أحاديث تنفي الطيرة و التشاؤم قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر )) وقال عليه الصلاة والسلام ( الطيرة شرك ) وكما أن الإسلام نهى عن التشاؤم فإنه حث على أن يتفاءل المؤمن بأموره خيراً فقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويبغض التشاؤم فالتشاؤم من المعاصي وهو باب من أبواب الشيطان وتخويفه ووسوسته وهو باعث على التقاعس والتواكل وسوء الظن بالله عز وجل وأما التفاؤل فهو الكلمة الصالحة يسمعها المؤمن وهو باعث على العمل والتوكل على الله تعالى وحسن الظن به سبحانه فعلى العبد أن يتوكل على الله عز وجل ويترك التشاؤم ليكون سعيداً في الدنيا ويفوز برضى الله تعالى وجنته في الآخرة .