• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

الكاتب بين الترغيب والترهيب

0
0
961
 
الكاتب بين الترغيب والترهيب
للكاتبة ليلى الزدجالي


يعتبر الكاتب بصورة عامة هو الشخص القادر على ترجمة رأيه وأفكاره الى كتابات قيمة يخاطب بها جميع الفئات والطبقات البشرية المعنية بهذه الأفكار والآراء مما يجعل الكاتب دائما محط أنظار الجميع بسبب بعض كتاباته المفاجئة والتي تحمل أمورا وحقائق مستورة لا يحق لأي أنسان البوح بها او نشرها لما ستسببه من أضرار لبعض البشر المقصرين في واجباتهم ومسؤلياتهم سواءا كانت واجبات إنسانية أو وظيفية .

ولا يشترط أن تكون كتاباته الأدبيه تعبر عن رأيه الشخصي ولكن لو أحس الكاتب بحجم مشكلة ما ستجده يمسك قلما ويبدأ يعبر عما يجول في رأسه من أفكار وهواجس ومحاولة نشرها من أجل الحصول على الحلول المناسبة .. و ينظر البعض من أفراد المجتمع للكاتب على انه الأداة المتاحة لطرح افكارهم ومشاكلهم وهمومهم ومحاولة حلها عن طريق نشر تلك المشكله على شكل مقال او كتابات من نوع آخر عسى أن يقرأها أحد ممن يعنيهم الأمر ويدرك حجم مصيبتهم .

دائما يعبر الكاتب عن أفكاره بطريقة دبلوماسية وبصورة موضوعية دونما اللجوء الى اي نوع من المحاولات اليائسة التي يستخدمها البعض للوصول لأهدافهم كالنقد اللاذع او الإتهامات الخالية من الدقة للفت إنتباه القارئ بهدف التشهير والشهرة و للأسف هذا هو الحاصل بالفعل على الساحة الأدبية في الوقت الراهن .

وهناك بعض الجهات المسؤولة عن الكتاب والمعنية بتشجيعهم وتحفيزهم ليزيدو من عطائهم الا محدود مثل وزارة الإعلام و وزارة الثقافة والنادي الثقافي الذي أصبح المرتع المحبب لدى جميع كتابنا في السلطنة .

ورغم أن الكاتب هو المسؤول الأول والأخير عن كتاباته لذا فيجب عليه اتخاذ الحيطة والحذر مما تخطه يداه من كتابات فمثلما هنالك تشجيع وترغيب أيضا هنالك ترهيب وتخويف .

كنت أتسائل دوما عن سبب إختفاء كثير من الكتاب عن الساحة الأدبية مما أثار فضولي لأبحث عن الأسباب المؤدية لهذه الكارثة ورغم ان هنالك العديد من الأسباب التي جعلت كتابنا يتنازلون عن أقلامهم الذهبية دون أي مقابل ولكن السبب الرئيسي الذي جعلني أفكر دوما في هذه الكارثة هي عملية المراقبة المشددة للكاتب من بعض الجهات المسؤولة والتي أصبحت تعتبر الكاتب كقنبلة موقوته تنتظر إنفجارها في أي لحضة.. وتفاديا لهذا الإنفجار وما سيسببه من أظرار فيجب إبطال هذه القنبلة قبل أن يقع الفأس في الرأس أي قبل أن يكتب الكاتب عن مشكلة ما ستتسبب في كثير من المآسي لبعض المسؤولين النائمين على مكاتبهم دون الإحساس بالمسؤولية بسبب مايعانونه من فساد ، فأصبح الكاتب محاطا ومراقبا وكأنه مجرم أو مشتبه به ينتظره العقاب الشديد إن خرج عن ما يريدون أو هاجم أحدهم بالحقائق المرة كما فعل الناشط الأنترنتي علي الزويدي .


*- يافلان أكتب
- لا اريد...
*-لماذا؟؟ ألست كاتبا.!!!
-نعم انا كاتب ولكن مع وقف التنفيذ..
*- ماذا تقصد؟
- دعني وشأني فأنت لا تدرك معنى الكتابة وعواقبها... لا اريد ان اكتب اريد ان اعيش من اجل ابنائي..
*- هل انت خائف؟؟
- نعم أنا خائف.
*- ما السبب؟؟
- لا أريد أن أتحدث في الموضوع هلا أغلقته لوسمحت..


هكذا أصبحو كتابنا وهذا هو حالهم \"خائفون\" من كل شيء من حولهم حتى من الجماد... حتى من الأرض التي يمشون عليها ...حتى من الطرقات.. خوفهم من المصير المجهول إن عبرو عن رأيهم بكل حرية وصراحة مطلقة. يموت الكاتب حينما يصبح قلمه هو الأداة المستخدمة في قتله والذي ينغرس في صدر محبوبه دون أي رحمة... يموت حينما تسلب حريته في التعبير عن رأيه ... يموت حينما يموت الفكر موتة بشعة .

ولكن أصبحت عملية إبادة الكتاب مهمة صعبة فقد أصبحو منتشرين في كل مكان في العالم..يعبرون عن أرائهم بكل حرية مطلقة وبكل الطرق المتاحة رغم ما يعانونه من أساليب القمع والإضطهاد من كل من هو مسؤول عن إبعادهم عن الحقائق المستورة والتي لا يجب أن يكشفها أحد كي لا تظر بالمناصب و الوظائف الراقية .


سري للغاية :

عزيزي الكاتب خوفك الدائم لن يحل المشكلة بل سيزيدها تأزما.. فصمتك معناه الفشل وأنت لن ترضى أن تكون فاشلا...كتاباتك تسعدنا..تلهمنا..تحيينا..تجعلنا أقوياء..ولي معك غدا حديث سري للغاية.. بيني وبينك .