• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

على منبر شهر رمضان

0
0
1022
 
على منبر شهر رمضان
للكاتب علي الشكيلي



عندما يهل علينا شهر رمضان فإن الدموع تنهمر فرحا بقدوم هذا الشهر الكريم الذي ينتظره كل مؤمن بشوق وتحنان فيأتي هذا الشهر بنفحات عطره لتنتشر في هذا الكون فتنير قلوب المؤمنين وتتهلل وجوههم بالرضا والطمأنينة وهم يقفون على منبر شهر رمضان مهللين ومكبرين قائلين أهلا وسهلا يا رمضان شهر التوبة والغفران فيا بشرى أخي بهذه النفحات الربانية والجائزة الكبرى و نحن نمد أيدينا لاستقبال سيد الشهور فالسلام عليك يا شهر الرحمان شهر التوبة والغفران فما أجلك يا شهر الدهور والصفاء والحبور ففيك تضاعف الحسنان وتمحى السيئات وتقضى الحاجات وها هو معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم يقول (( يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء )) فجئت يا رمضان تحمل في نسماتك العطرة كل معاني الرحمة والكرامة والفضل إنك شهر أولك رحمة ووسطك مغفرة وآخرك عتق من النار إنك شهر القرآن الكريم فتقول للمسلم أقبل فأنا زادك لكل حسنة وطريقك إلى دخول الجنة من باب عظيم باب يدخل منه الصائمين حيث يقول رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون» فما أقدسك يا رمضان وقد خصك الله وأضافك إلى نفسه فقال (( الصيام لي وأنا أَجْزِي به» وما أقدس أيامك المباركة يا رمضان ذات الأمن والأمان ففيك تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين فما أجمل أن نقف على منبر رمضان نجتهد فيه بالعبادة ونغسل قلوبنا من أدران الذنوب ونؤوب إلى علام الغيوب ونقرأ فيك يا رمضان دعاء التوبة والغفران فإنك يا رمضان ذو مدرسة إيمانية كبيرة يتخرج منها المؤمن وقد تعلم كل معاني القيم والمثل الإسلامية الخالدة التي أمر الله تعالى بها فيحس المسلم بأخيه المسلم حيثما وجد على هذه البسيطة ويتعلم معاني الرحمة والصبر ويترقب الصائم في هذا الشهر ليلة ذات قدر عظيم وثواب جزيل يذكرها الله تعالى في قوله {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } فما أجملك يا رمضان لأنك شهر تشرق على الأنام بنور الصيام وتفتح أبوابك للتائبين وتعم رحمتك العالمين فلا دعاء فيك إلا مسموع ولا عمل إلا مرفوع ولا خير فيك إلا مجموع ولا ضير فيك إلا مدفوع فأيها الصائم هذا أوان زادك فهيا أيها المسلم أقبل إلى شهر رمضان قبل فوات الأوان فالظافر من اغتنم أوقات الصيام والخاسر من ضيعها في الغفلة بحب الدنيا فالبدار البدار أيها المؤمنين والغنيمة الغنيمة أيها الصائمين فإن سويعات الصيام قليلة ولشهركم هذا فرصة عظيمة لقراءة القرآن ومواصلة العبادات بالليل والنهار لأنكم في أوقات ثمينة من شهر عظيم تتزين فيه الجنان وتعتق فيه الرقاب من النيران فالسلام عليك يا شهر السلام يا شهر السرور والحسنات ورمض السيئات فعسى المولى الكريم أن يتقبل فيه صيام الصائمين ويعفو فيه عن التائبين ويدخلهم في جناتك جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء .