• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

الحداثة والنقد

0
0
794
 

الحداثة والنقد
للكاتبة والناقدة السعودية مرام العصيمي



جميعنا لا ينكر أن نقد الأعمال سواء الفنية ,أو الأدبية, ركيزة مهمة لفهم خبايا تلك الأعمال والوقوف على موطن الجمال والإبداع فيها,لذا كان النقد لدى العرب في الجاهلية, وفي صدر الإسلام, يحتل مكانة عظيمة منذ أن كانت أسواقهم أشبه بالمنتديات, والصالونات الأدبية؛ وتدليلا على أهميته قالوا الشعراءعنه ((إن نقدَ الدينارِ إلا على الصيرفِ صعبُ فكيف نقدُ الكلامِ!)) .

لكن مفاهيم الحداثة طالت النقد سلباً وإيجاباً, أما من الناحية الإيجابية أصبح مفهومه عميق جداً يطال الأعمال المسرحية , والقصص, الروايات؛ ولم يعد حكراً على الشعر فقط.
وأما من السلبية أن عملية نقد في هذا اليوم لم تعد كما في السابق تماماً القصد من وراءها تفسير , وتقييم, وتوجيه الأدب,وذلك أما راجعاً للحداثة واما متعلقاً بالجانب الإنساني لدى النقاد ابتعدوا عن الموضوعية .

ولم يعد تذوق النصوص الشعرية بنسبة لهم سواء غذاء فكري يظهرون فيه ركاكة النص ,والإسلوب, إستعراضاً لمهاراتهم النقدية, ناسيناأو متناسين, إن الهدف من وراء النقد وان اختلفت أشكاله هو لتذوق تلك الأعمال والتنقيب عن خباياها. مع ذلك
لا ننسى جهود النقاد الذين بالفعل هدفهم الحقيقي هو توجيه الأدب سواء وإثراءه سواء كان تراثاً شعبياً, أومن شعراً فصيحاً.