• ×
الجمعة 10 أكتوبر 2025 |

بعثرة في منتصف الليل

0
0
1402
 
بعثرة في منتصف الليل
ليلى الزدجالي


ربما يكون العنوان مألوفا لدى البعض ممن كانو يقرأون جريدة عمان في التسعينات ولكنه جديدا لدى البعض الآخر لذى قررت ان اكتب اليوم عن تلك البعثرات التي كانت دائما في منتصف الليل وعن ذلك الكاتب الراقي الذي أبدع بمواضيعه الشيقة و بأسلوبه وطرحه لتلك البعثرات.

بعثرة في منتصف الليل هي عبارة عن سلسلة كتابات أدبية كانت تنشر كل سبت في جريدة عمان عام 1996 للكاتب المبدع: طلال بن خلفان العبري من ولاية الحمراء.

طلال العبري هو كاتب له إبداعه ألا محدود وسمعته بين الكتاب العمانيين ومن لا يعرف طلال فهو لا يعرف عن كتابنا العمانيين شيئا فقد أجتهد هذا الرجل ليصل الى مقام الكاتب كما أجتهد غيره من الكتاب. أظهر طلال ابداعه عن طريق جريدة عمان في التسعينات فقد كان له مملكة خاصة يبعثر فيها أفكاره بالطريقة التي تحلو له وتحلو للقارئ في نفس الوقت فقد كان يحاكي نفس القارئ بمواضيعه و أسلوبه الذكي للوصول للقلوب البشرية دون كذب او مبالغة او تزييف.

كان يكتب عن الحبيبة وعن الصديق و عن المدينة وتارة يكتب عن الزمن وتارة أخرى يكتب عن القمر وكانت هنالك بعض البعثرات الشيقة التي أعجبتني وقرأتها لأكثر من مرة منها :

- كن صديقي التي نشرت في جريدة عمان بتاريخ 23/11/1996 .

- مدينتي الأخيرة 16/11/1996 .
- صوت على الهاتف.
- لحضة صمت واحدة لا تكفي.
- لا تقل من أنت بل دعني أراك جيدا.
- الحارة الشرقية.
- خفافيش في الظلام.
- كل شيء مميز حتى التراب.
- صباح العيد يا حبيبي.
- ليلة زفاف حليمة.

كان يحلم هذا الكاتب في كل كتاباته بالمثالية الأفلاطونية فقد كان يسرح بخياله في المدينة الفاضلة متمنيا أن توجد تلك المدينه على الأرض و هو لا يدرك بأنها موجودة في المريخ فقط!! فالإنسان يكذب و يقسو وينكر المعروف وهذ كله منافي للفلسفة الأفلاطونية ولكن المريخيون فقط من يتحلون بالمثالية بالدرجة الأولى لذا فهذا الكاتب مريخي حتى النخاع بأحلامه.

يحاول الكاتب في كل كتاباته الأدبية أن يوصل فكرة واحدة راقية للقارئ مما يجعل القارئ يتسائل دوما عن أمكانية تحقيق هذه الفكرة ويحاول أيضا أن يحكي ما يجول في خاطره من أفكار وهواجس غريبة فقد كان يبعثر أفكاره ومواضيعه ويطلب من القارئ بطريقة غير مباشرة لملمتها للوصول للفكرة المطلوبة.

وسأحاول نشر بعض هذه البعثرات في المرات القادمة إن شاء الله.

ولكن أختفى هذا الكاتب عن الساحة كما أختفى غيره من الكتاب العمانيين رغم إبداعاتهم.. ترى لماذا؟؟؟ هل هناك حدود للإبداع ليتوقف الكاتب عند ذلك الحد؟؟ أم أن الكاتب قد وصل لمرحلة اليأس؟؟ أين ذهب كتابنا العمانيين؟؟ هل أكتفو بعقد إجتماعاتهم ولقائاتهم في النادي الثقافي الذي أصبح ملتقاهم الأول و الأخير لأحياء ذكريات الكتابة كما يفعل الكبار في السن حينما يلتقون في جلساتهم!! أم أن وحي الكتابة قد أنقطع بسبب بعض الأفكار الدخيلة التي أثرت على نفسية الكاتب؟

أين أنت يا طلال العبري؟؟ أين هي إبداعاتك؟
لماذا يختفون كتابنا الواحد تلو الآخر بدون أسباب؟؟
لماذا يرحلون و يتركون القارئ يلملم كتاباتهم ؟

نداء لكل الكتاب العظماء: إرجعو لأوطانكم وكفاكم غربة... وتذكرو أن وطن الكاتب صفحة بيضاء.. يخطها بقلمه كيفما يشاء.

ولنا لقاء....