أحبائي في الله
08-31-2009 02:29 مساءً
0
0
1113
![]() | ![]() | |
أحبائي في الله للكاتب : ياسر الغانم الكثير منا ما يتفوه بكلام ٍ يقصد به معنى معين ولكن لو تأمل ما قاله لأيقن إنه قد وقع في خطأ لغوي كبير أخل بالمعنى بل إنه وقع في شيء لم يكن يعنيه ولم يكن يتصور في يوم من الأيام إنه سيتفوه به، وبما إن الشعر فن من فنون الكلام فقد لحق الشعر ما لحق الكلام، وسنحاول من خلال هذه الورقة التعرض لخطأ لغوي كثيرا من الشعراء والعامة ما يقعون فيه، ومن الشعراء الذين وجدت إنهم وقعوا فيه الشاعرة بلقيس الشمري في قولها: الله واكبر يوم فكري وقيده شمس العرب غطت على كل فانوس والشاعر العماني المتميز خلفان الثاني في قوله: من سمعت الله واكبر لين حيّ ع الفلاح قلتها لبنان أكبر من حكي أهل الحسد وغيرهم كثر. فتوظيف الشاعر والشاعر لــ (الله واكبر) خطأ لغوي حيث إننا لم نعهد بأن هناك إله غير الله جل وعلا، حيث إن لفظ الجلالة في البيتين مبتدأ وحرف الواو حرف عطف لا يفيد الترتيب، وأكبر اسم معطوف على المبتدأ حسب التوظيف في البيتين، وهذا يعني بإن هناك إلهين أحدهم اسمه الله والثاني أكبر، أو العكس، وهذا يتناقض مع قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }القصص70، والقائل: {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً }الإسراء42، والقائل: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }الحشر22، والقائل: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الحشر23، والقائل: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحشر24 ولا أظنهم قصدوا ذلك، فهم أدرى بمعنى هذا القول أكثر مني وما كان مرادهم إلا أن يوظفوا كلمة الله أكبر، ولكنهم أخفقوا وأخطئوا حين جعلوا الضمة التي هي علامة إعراب المبتدأ حرف عطف. فالله أكبر تكون لفظ الجلالة مبتدأ وأكبر صفة، وهنا يكون المعنى خلاف المعنى السابق وهو الحق حيث إن الله أكبر وأعظم من كل شيء مما يصفون ومما يدعون. فلقد جاء في تفسير الجلالين معنى كلمة الله أكبر: بمعنى الله أعظم، حيث وردت هذه الكلمة في سورة التوبة الآية 72، ووردت في سورة العنكبوت الآية 45، ووردت في سورة غافر الآية 10. إذن إذا كانت حركة من الحركات تغير معنى بأكملة فما بالكم بحرف. إن لغتنا بحر عميق لم نكتشف الكثير من أسراره، ونحتاج إلى الكثير من الوقت قبل أن نغوص ببحرها. {...رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286 | ||
![]() | ![]() |