صراصير
مسخ هذه الفضائيات
كنت أفكر أن أساسيات أفضل المشاريع المقبلة لما يتبقى من أساسيات الراتب المتواضع للبيت، والأطفال.
كان ابهام يدي ينتقل بسلاسة باردة ورتيبة أواخر الليل بين هذه السخايات حينما فاجأتني واحدة بمجموعة النعام..
- آه كم أكره الافلام التعليمية.
- كم أنا أحب النعام..
- لا أطيق الأفلام التعليمية خصوصا أواخر الليل.
انتقل ابهامي بسلاسته الباردة ،والرتيبة ،لا أدري الى أي حد.. يبدو أن ليس هنالك عرض أفضل.
- آه كم أنا أحب النعام.
كنت أفكر آنذاك لماذا أنا أحب النعام.. ربما للشنفرى السليك.. تأبط شرا.. ربما لأسباب أخرى.
كان الفيلم بأكمله عن هذا الطائر، ولأنني لم أكن أدرك دخول الصباح من أواخر الليل فإنني لم استوعب منه الا معلومة نسخت كل معرفتي عن هذا الطائر البري الشريد الذي لا يدفن رأسه في الرمل هروبا من المواجهة كما أثبته الفيلم..لماذا خدعوا برمجة الرأس اذن كالعادة ؟
أغلقت المسخ البيتي بأكمله ، عاودت لويت بإبهامي كل السخايات.. لا أثر للنعام ، ولا حدس لابهامي.
دخلت الحمام.. أشعلت لفافة بعيدا عن عيون المسوخ ، وروائح متقني الأثر أواخر الليل.
صرصار كبير على الجدار.. نفثت عليه مجموعة الدخان الأولى من حلقي.. هرب الى الأعلى..
نفثت عليه الثانية ، الثالثة.. تدارك بقرنيه لعنة النار/ الدخان منزلقا الى الأسفل..
نفثت السحابة الرابعة بقوة..انحدر الى الحضيض داسا قرنيه الى أسفل الدائرة ذات الفتحة الحديدية، ومؤخرته المتورمة الى الأعلى منتشيا بما شم.. متناسيا النار والدخان.
أدركت مسخ الصراصير وحدها القادرة حقا على دفن رؤوسها في البالوعات.
|