مراثي الفقد...

1) غياب:

حدثتني جدتي،

ذات مساء، عن:

الغابة الكبيرة

في أطراف قريتنا الصغيرة

حيث السحرة:

يركبون الضباع مقلوبة

وبنات آوى

يمارسن غواية الوقت والنميمة

حدثتني جدتي، كثيراً، تلك الليلة

عن عالم غير مدرك

إلاّ في رأسها الممتلئ بالحكايا

حدثتني حتى نمتُ

وحين أفقتُ

كانت لم تفق من نومها!

كانت لم تنه حكاية الليلة الماضية أيضاً!

2) البعيد:

أحلمُ بالبحر...

وبيننا نصف كيلو متر فقط!

أحلم بالسفر...

وبيننا كل البحر!

3) المرأة:

منذ متى أبحث عنك؟...

منذ متى لم أجدك؟

منذ متى أنت هكذا..

لا تعيريني اهتمامك!؟

4) الأخرى:

أقول لك: أما أنت،

أو لا شيء غير الريح.

أما أنت،

أو لا بعد.

أقول لك: أما أنت،

وأما الزبد،

وأذهب في الأرض جفاءً.

ولا تعودين

،كما، أنت،

ولا أعود كما أنا!

5) برزخ:

المسجي هناك

يشبهني تماماً، كذلك:

لكنه، ويا للعجب!.

ليس أنا تماماً، كذلك:

مستعرا ومنكمشاً

كجذوة في آخر اصطلائها.

المسافةُ، بيننا، ليست كبيرةً

بيد أنني لا أصله البتة

وهو لا يكاد يراني!

مسقط 7 يونيو 2008م

6) الأطفال:

وحدهم يصطادون

رواغ الفرح

في انكساراتنا

نحن الكبار

الذاهبون  في نزعنا الأخير

للحاق بالروح

التي حلقت بعيداً!

وحدهم يفتحون

دهاليز المدهش

وصندوق الحكايا المزركش

وحدهم،

ووحدهم فقط،

يشعروننا بالزمن المختلف!