Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم مجموعة قصصية 1
صُوْر
تاريخ الإضافة: 11/08/2009 رشح | إهداء

صُوْر

عندما رأيتها  اليوم، رأيت وجها لا اعرفه، كان الشحوب قد امتد ليشمل التقاسيم كلها، والهالات السوداء اتسعت حول عينيها، وخطوط متعرجة أحاطت بخدودها، وأسنانها كانت تصدر صوتا حادا وهي تتكلم بدون أن تفتح شفتيها بوضوح ، حتى حركة اليد اليمنى التي تتبع حديثها عادة اختفت مع غياب كافة مايميزها!

كان جسدها يبدو كنقطة تتلاشى بالتدريج وهي تبتعد بجسدها وجسدي يبتعد عنها ، سرت لمسافة لم أشعر بها وصلت إلى البحر ، كان صراخ الأطفال يتكثف لينفجر في أنحاء كثيرة محملا بالصراخ والصخب، واصلت سيري وواصل وجهها ظهوره بشكل علني ،تذكرت الصورة التي تجمعني بها ، حرصت على تعليقها في واجهة الغرفة ، رغم أنها لم تكن تحمل أي ألوان ،إلا أن تشابك الأيدي والوجوه يمنحني دفئا أفتقد إليه في مرات كثيرة .

في آخر زيارة لها أخبرتني ويدها اليمنى لاتكف عن الحركة والإشارة إلى اللوحة المعلقة بأنها تبدو ممتلئة الجسم ، وشعرها مجعد بطريقة بشعة ،حتى فستانها يذكرها برحلات والدها إلى الهند ، ضحكتُ كثيرا وهي تتطلب مني تعليق صورتها الجديدة بفستان الزفاف ليظهر الفرق بين الوجهين في الصورتين.

غابت بعدها لفترة طويلة، لم أعهدها من قبل إلا عندما هاجمتها الحمى لأيام متواصلة ، خفت وقتها من الاقتراب منها بعدما صور لي  أخي "حسن" الحمى بدخان رمادي اللون يخرج من فم المريض وأنفه ويلتصق بكل من يقترب منه،لم أرها إلا في اليوم الثامن كانت نحيلة بشكل ملفت وسمعت أمها تردد "تركت جسدها لحما على عظم" .

في غيابها الممتد كانت تصلني بعض الأخبار المتفرقة عنها ، اسمعها صدفة من الأحاديث التي تنتشر في ساحة بيتنا عصرا، أو تأتي مباشرة من ثرثرة "شريفة" التي تجمع لي أخبارا جديدة في لسانها كل يوم ، أخبرتني يومها كلاما كثيرا عن بيتها الفخم  ، الثياب التي ترتديها ، والذهب الذي يزين عنقها وأجزاء أخرى من جسمها ، لم أعلق كثيرا ، تاركة فم "شريفة" يجود بكل سخائه ، رغم أني توقعت العبارة الأخيرة عندما ختمت حديثها بقولها:

ـ أتمنى زوجا مثله! 

كنت اعرف زوجها بكل تفاصيله تقريبا ، كلامها السابق كان يعكس لي صورته ، ملامحه ، كلامه ، حدثتني عن الهدايا الكثيرة التي أغرقت بيتها ، رضى والدها الكبير والذي أصبح لايسميها إلا "بأم الخير" ، فرحة أمها والكلام الذي تنشره في أرجاء الحارة كان كفيلا بجعل جميع الأيادي ترتفع إلى السماء لتطلب هبة قريبة منها ، شاهدت معظم الهدايا ، تمنت لي وهي تضع يدها على قلبي بأن أنال ما استحقه ، سألتها :

ـ ماذا استحق؟!

ـ أجابتني بضحكة طويلة ويده تعبث بأوراق الهدايا.

استمرت ضحكتها إلى يوم الزفاف ، فستانها الأبيض ذكرني بالصورة المعلقة في غرفتي ، لفت انتباهي شعرها الذي انسدل مسترسلا على كتفها ، جلست بجانبها ، كان صوت الموسيقى صاخبا لم افهم شيئا من حركة شفتيها سوى الابتسامة الواسعة المحاطة بلون احمر قاني ، كانت الأجساد تتموج برقصات كثيرة ، صوت الموسيقى يزداد علوا ووجها يزداد فرحا ، رجعت إلى بيتي سعيدة أحسست بوخز خفيف في أذني ، نظرت إلى الصورة تثاءبت ونمت بعمق ذلك اليوم.

تواصلت ضحكتها لمدة شهر كامل ، في اتصالاتها المتعددة يتواصل حديثها عن زوجها وتفاصيل بيتها ، شعرت بسعادتها ، وتمنت لي السعادة ، كانت آخر كلماتها ضحكة طويلة وأنا اقفل السماعة وأحس بالفرح يسري خفية ليدب في جسدي ، بالفرح نفسه رفعت سماعة الهاتف بعد أسبوع من ضحكتها ، تواصلت رناته لمدة طويلة وانقطع ، انتظرت سماع صوتها لعدة أيام ، وحدقت في الهاتف  لزمن لا اذكره دون أن يصدر رنيناً ، شعرت بالخوف هل أصيبت بالمرض؟!

وجه" شريفة " في ذلك اليوم لم يكن يحمل خيرا، عرفته من تقوس حاجبيها وحركتها الزائدة، انتفضت وفمها ينفتح بكلام كثير:

ـ لقد ترك عمله، وباع ذهبها والبيت وانتقل إلى بيت أهله، وجلس يأكل وينام، وهي مسكينة تبكي وتنصح وما أحد يسمع.

ورغم أني لم أتابع بقية الحديث إلا أنني سمعتها تردد بصوت مسموع:

ـ الحمد لله، على كل حال أنا دائما كنت أخاف من أصحاب الفلوس.

ثم نهضت وهي تجر جسدها الثقيل على الأرض ونهضت وأنا أسير نحو بيتها ، قابلني وجه أمها المتهدل : قالت لي بأنها مريضة ، لم تطلب مني الجلوس ، استدرت لأغادر عتبة البيت رأيتها من فتحة الباب ، كانت تبكي بحرارة ، سمعت أنينها ، حاولت الدخول إلا أن نظرة والدتها جعلت من الفكرة مجرد فقاعة واهية انفجرت بسرعة ، غادرة بيتها ، جلست في غرفتي نظرت إلى الصورة ولأول مرة لمحت حزنا أو ما يقرب من ظلال دموع ملتصقة بطرف عينها اليمنى ونمت بعد تقلبات كثيرة على الفراش.

صباحا كان الطنين يغلف رأسي ، شعرت بثقله كدلو يمتلئ بالحصى ، سمعت ثرثرة جارتنا "أم حمد" ، جذبني كلامها ، كانت تؤكد عودتها إلى زوجها بعد إلحاح أمها ،ثم تطلق سبابا طويلا لامها وتقول :

ـ تخاف من كلام الناس وما تخاف على بنتها.

وقع بصري على الصورة، أمسكت بالهاتف ضغطت على الأزرار بسرعة، وصلني هواء ساخن هتفت بقوة:

ـ آلو........... آلو ....... آلو

وكان الرد صوت فراغ هائل التصق به العرق النازف من يدي اليمنى.

وهذا الصوت نفسه هو الجواب الذي أعقبت به كلام" شريفة" عندما قالت:

ـ تصدقين إنه يضربها !

الأمر الذي جعلها تترك مكانها وهي تتمتم بكلمات لم أنصت لها.

وجعلني في الوقت نفسه أنظف الصورة مرات كثيرة في كل يوم، محاولة إزالة الغبار عن ذاكرتي الواهنة التي تشبعت بصور مختلطة تلاشت بسرعة عندما رأيتها اليوم ورأيت وجها لا أعرفه!



مجموعة قصصية 1

نقود
بين نجم وآخر
ثرثرة
تفاصيل
ألوان

ورقة
بين نجم وآخر
ساحرة
صُوْر
نقود

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net