Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم مجموعة قصصية 1
حروف
تاريخ الإضافة: 11/08/2009 رشح | إهداء

حروف

تذكر ، عندما بدأت في رسم الحروف الأبجدية ، بدت تلك الحروف أشبه بأشلاء مختلطة ، لايمكن فك رموزها ، وازداد الأمر سوءاً عندما استطاع كل التلاميذ الكتابة بطريقة صحيحة أو قريبة من الشكل الصحيح ، وبقيت وحيداً ترزح تحت مسمى من يختنقون بوطأة" صعوبات التعلم" وازداد تداخل الحروف في الأوراق ، حتى أصبحت اقرب إلى الفوضى والعشوائية بدون أن يظهر وجود لأي حرف كلما صرخت المعلمة في وجهك أو رفعت يدها الغليظة لتضربك على رأسك.

ورغم التطور الخافت الذي صاحب نموك الزمني والعقلي، ظلت أوراقك مشوهة، تثير غضب عدد من المعلمين في أحيان وازدراهم في مرات كثيرة ، مخلفة فقاقيع تحبسك وتخنقك  حتى عندما تجتاز مرحلة  أو صف إلى آخر ببطء ثقيل يشبه سير سلحفاة عجوز تقترب من المائة سنة .

كانت المرحلة الثانوية مرحلة مشوشة بالنسبة إليك لاتذكر فيها سوى خط "يوسف" الذي أبهرك وهو يكتب بعدة خطوط عربية ، جذبت إليه نظر معلم العربية ، والورقة الأولى التي كررت كتابتها لمرات عديدة لا تتذكرها ووضعتها في يد أختك الصغيرة لتوصلها إلى" مريم" (ابنة الجيران) ، ورغم أنك إلى الآن  لم تتلق رداً منها لم تستطع في الوقت نفسه أن تتوصل إلى السبب الحقيقي لذلك :هل يعود إلى رداءة خطك؟! ـ رغم محاولتك الكبيرة لتحسينه ـ أم يعود إلى عدم اقتناع مريم بك؟!

  توصلت بعد فترة ليست بالقصيرة إلى خطوة جديدة  قرأتها في إحدى الجرائد التي وقعت صدفة بين يديك ،رسمت خطا طويلا تعلق عليه الحروف  ، وفكرت في الوقت نفسه بتعليق حب" مريم" في قلبك حتى تستطيع إرسال رسالة أخرى أكثر وضوحاً ونضوجاً ،وصلت  إلى نتيجة مقبولة نوعاً ما كتبت الرسالة الثانية ، كثفت من وضعية كلمة " أحبك " أرسلتها مع قطع الشكولاتة في يد أختك ، كررت اسم" مريم" أكثر من مرة وأشرت إلى بيتها عدة مرات وانتظرت الرد طوال ليالي ثقيلة وهاجمتك حروف كثيرة حاولت خنقك وعلق أخوك على ذلك :

ـ كنت أشبه بقط وقع في شرك.

في الصباح أقنعت نفسك بأن سوء خطك لم يوصل حبك إلى "مريم" ولعلها أدركت هشاشة شخصيتك من تبعثر حروفك ، فكرت "بيوسف" لعله يستطيع نشلك من التلاشي الذي يكاد يلتهمك ويحولك إلى غاز يدور بسرعة ليتلاشى في عدة دوائر متباينة ، تذكرت ابتسامته اللزجة ، نفضت رأسك بقوة وسافرت كل الأفكار من رأسك وبقيت تائهاً في الطريق الترابي المتعرج الذي يوصل إلى بيت "مريم" ، كما بات كيانك معلقاً بين السماء والأرض عندما وصلت نتيجة الثانوية إلى يديك وكان ردك على وجه والدك الذي بات متورماً ، يضرب الأرض بعصاه القديمة :

ـ إن السبب يرجع إلى سوء خطك، وحظك العاثر.

وتحرك لسانه بكلام لم يصل إلى أذنك، رغم انك ضغطت على كلمتي حظ وخط بطريقة بارزة لعدة مرات.

هذا الحظ نفسه هو الذي أسعدك عندما عملت في وظيفة متواضعة وأصبحت قادراً على شراء أول  هاتف نقال ، شعرت بنشوة زادت من حرارة جسدك  في ذلك اليوم الشتوي البارد كما زاد في الوقت نفسه من تورم وجه والدك ، ولهفة وجوه الصغر ، وبقي جسد أمك يعمل دون أن يظهر علامة أو إشارة ، كنت سعيداً كطفل حصل على لعبة جديدة لذا عمدت إلى إظهاره في مناسبات عدة  ولم ينسى أخوك بأن يشبهك بالطاؤوس الذي يتبختر بذيله الملون ، أضحت الحروف تظهر أمام الشاشة  كبيرة واضحة ومتناسقة لا تحتاج إلى حبل يمسكها ، شكرت في داخلك عدة مرات الشخص الذي أبدع هذا الجهاز رغم انك لم تبذل جهداً في معرفة اسمه.

شغلك الهاتف النقال عن الورق والأقلام ، ينتفض قلبك مع كل رنة أو رسالة ، تبدل النغمات بشكل يومي يتوافق مع مزاجك المتقلب، النغمة الحزينة في ذلك اليوم ذكرتك بخلو يدي "مريم" من أي شئ ماعدا أساورها البلاستيكية ، شعرت بالسخط ، فكرت بشراء هاتف" لمريم" هل ستقبله؟ ، نمت يومها ويدك مرتخية على الهاتف وهجم عليك حلم الأوراق والحروف مرة أخرى مخلفاً عرقاً كثيفاً التصق بوسادتك الرمادية ، وازدادت كثافته عندما تحدثت والدتك عن زواج "مريم" القريب ، سقط النقال من يديك بقوة على الأرض ، نفضت الغبار عنه بصعوبة ، حدقت في الشرخ الكبير الذي شوه وجه شاشته بالكامل ،أصبحت الكلمات مشوشة والحروف تحتضر، تحاشيت النظر إلى وجه أخيك الصامت ، تخطيت الخطوط التي رسمها والدك بعصاه، عدت إلى الغرفة وضعت رأسك على الوسادة وغاب كل شئ عن عينيك في لحظات قليلة ، وسقطت حروف كثيرة من رأسك ،وطغى على وسادتك بلل كثير لم تعرف مصدره .



مجموعة قصصية 1

نقود
بين نجم وآخر
ثرثرة
تفاصيل
ألوان

ورقة
بين نجم وآخر
ساحرة
صُوْر
نقود

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net