دموع الشرق

هب عيون الشعر في الغاب تغني

وبقايا الحب يعلوها التراب

هب حياتي لعنة من ألم

في زمان السخط نمشي كذئاب

هل لشعري منبع غانيتي

هل لقلبي غير عينيك جواب؟

أنا أهواك فلا تبتأسي

إن طوت دنياي أحراش العذاب

في الهوى ينصهر الفكر معاً

إن رأيناه عياناً أو سراب

نحن شيء واحد في جسد

يتمشي لم يبن فيه عتاب

نحن لنحن واحد في زمن

قيد الكره به وحي الشعاب

بائس في الأرض.. ألو يعرفني

وطني أبعد عن وجهي العذاب

وطني أنت إنبثاق واعد

وتحد لملايين الصعاب

أنت والليلُ وأحلام الصبا

وشعور، ورحيل، واغتراب

سفر واحد في جسدي

أصعب الأسفار هجران الهضاب

وزعوا ما كان من أمجاده

وتراموا للأغاني والشراب

وسقوني كلما هب هوى

كأس خمر طعمها ريح الصحاب

ما أنا أنساك لو طاردني

حارس الغاب بالآف الكلاب

أنت حلم لغدي أو بعده

ولجيل يحيي الأرض الخراب

***

هب أماني سراب ورؤى

شطحت يوماً عن الدرب فآب

هذه الأحلام لو نوقظها

مرة في الشرق طاولنا السحاب

أي شرق سيدي هذا الذي

يقتل الشعر ويستل الثياب

يبزغ الفجر حزيناً عندما

يتعاطى الشعب أكوام السباب

أي شرق سيدي هذا الذي

أدمنا الجرح، زمانا، والعذاب

وتعاطى، ما تعاطى خانعاً

لعجوز زمناً ثم أناب

وثب الشرق لإحضان هوى

عين (مسرور) علينا أو (رباب )

لا يهم القول من ذابحنا

ذاك مسور بأثواب رباب

عمّان 1990م