قصه

وجئت اليوم

كي أحكي لكم قصه

حكاية موطن يبكي

وتلسعه لظى الفتنة

عن الجدران

أكتب ما سأقره

عن الشطآن والأمواج

والكتّاب والفكرة

أنا ما جئت

أرقصكم و أضحككم

ولكن أسرد الأوجاع الحسرة

وجئت هنا

لكي أحكي لكم قصة

نهايتها هي الطاعون

أو ما يشبه الطعنه

أضعت العمر في قلم

وفي قدر

يطارد عندنا القدرة

ويصعقها.. يشعلها

فلن تبقى ولن نبقى

لنشهد آخر القصة

حكايتنا

عن الوطن الذي أضحى

صريع الفقر والشهوة

يضيع نهاره سلفا

بين الشاي والقهوة

ويغلبه نعاس الليل

يسترخي

بلا وعظ ولا عبره

وهذا دأبنا ردحا

فلا شعب ولا أمة

نصلي خمسنا طوعا

ونسأل واهب الرحمة

يعيد لنا الماضي

بين الصحو والغمضة

وعند الفجر نسأله

تبارك جلا إجلالا

يزيد الشاي والقهوة

أيا وطني! الذي أهوى

لماذا أنشد الغربة

غريب بين من أهوى

فلا أهل ولا رقعة

قتيل بن أحبابي

وبين الأم والنعرة

هنا سجنوك يا وطني

تبيع الحزن في الركوه

أنا حبي مذ التاريخ

طفل يرضع النخلة

مذ التاريخ أحلام

تحاول فهم ما دجله

أنا حبي مذ الأفكار

ترضع شمسك الحلوة

من الصحراء تلمسها

وبين الشاة والناقة

هناك ولدت يا وطني

وحيداً دونما أسره

أيا وطني الذي يبكي!

ويضحك كل من حوله

رحيلك نحو من باعوا

ببخس البخس لو ذره

هموا الطاعون

لو قدرت لم تبكيهمو حسره

ولم تعطيهمو خيرا

ليثروا من دم العجزة

رضيت الذل يا وطني

فلا حول ولا قوة

أي وطني!

قصيد أنت أم قصه..

تداولها بنوك الدم..

بالأوراق والعملة..

وتعطي أبنها شيكاً

تزوره يد القتلة؟

أيا وطني!

مخيف أنت تزهقنا

على تأشيرة مره!

أنا ما عدت احمل

 في يدي قلما

ولا ورقا ولا فكره

سوى أني أتيت اليوم

كي أحكي لكم القصة

عن الوطن الذي باعوه

وأصبح ذكره نكته

عمّان: أغسطس 1989م