كان، وكان
عيناك بحار هائجة ورموشك شطآن الحيران
وبوجهك ألمح بادرة تدعو ذاكرتي للنسيان
أنسى! أتناسى! فاتنتي أن أبحر في طي الكتمان!
ما أصعب أخيلتي الثكلى! ما أصعب أن ينسى الإنسان!
نسياني سيان وذكري فالماضي آت بالأحزان
والشعر عذاب مرتسم بين الأجفان وفي الوجدان
عيناك خيالي ورحيلي لا أملك شيئاً في الحسبان
لا أملك نسيان هوانا ورحيل يبحر في الأحزان
بعيونك درب مزدهر بالنرجس آنا والريحان
ورموشك عشب مخضر كربيع ظفار والكثبان
أنوي أن أهرب من نفسي فالنفس هنا جسد عطشان
والنفس بحلقي زاخرة بفصول الصيف وبالأكفان
أنوي أن أشرب أحقادي ومآسي العصر بذا الفنجان
لكن فنجاني يطردني وكؤوسي تنتظر الأزمان
وزماني عاد إلى عكسه ودموعي في قفص الحرمان
عيناك تحاور أفكاري من ذا يفهمها يا إنسان؟!
أرحيل يجتاح شراعي والزهر يغادر ذي الأوطان؟
أم شعر يجثو بفؤادي ويحيل الكون كخيط؟
عيناك سأرحل تاركها وأودع ماضينا الضمآن
وأريحك من وجهي فمتى ذكروني قولي: كان وكان!!
مسقط 1985م
|