أيها الليل!
أيها الليل!
مذ عهدتك طفلا..
لم يغير فيك ذا الدهر دونم
أنت خيل تجوس في الأرض دوما
وتزور البحار
والصبح يحلم
أيها الليل!
عابس أراك شيخ
أثقلته الهموم
هما فسلم
ومشي في زحام الحياة
بُعداً فبعداً
وأتي أن يصير شيئاً فحُطم
أيها الليل!
صيرتنا شوارع البؤس شيئا
تافه الصنع في حواريك ينعم
دائم الضحك لا يبالي سواء
كان شيئاً في الحياة أو كان معدم
أيها الليل!
ما لجفنك إغماض وخفق
مثلما كان
رائع الخفق يبسم
مات في رونق الجمال وأضحى
شائخ الرأس..
عابساً..
يتعلثم
أيها الليل!
شوقي العظيم تغافي..
وفي زقاق الحياة..
ما عاد يفهم..
سار في سكة التناسي وأنّي
أرجع القلب من جديد ليفهم؟!
أيها الليل!
سيرتنا ليلا طويلاً
فلماذا نورك القوي تشرذم؟
ولماذا أنت بؤس ينادي:
أيقظوني من السبات المخيم؟!
أيها الليل! دعك مني فإني..
صرت أهذو بالكلام وأشتم
وأعيد المعاني إلى الرموز الخوالي..
وأصيغ القصيد دوماً محطم
أيها الليل!
لا تلمني
إذا وخزتك إني
ضائق الصدر
بالخطى أتحطم
لا تلمني
إذ بكيت لأني ببكائي
أريح روحي وأحلم
أيها الليل!
لا تلمني
إذا أرحت جبيني
فوق شعري
وشعر جيلي المأزم
لا تلمني
فقد مللتك ليلا
دائم الحزن بالكرى يتحطم
فأقبل العذر – أيها الليل!-
وأصطفيني
في خلود الظلام
أبكي وأحلم.
مسقط 1985م
|