Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم قصص
تساقط
تاريخ الإضافة: 03/02/2011 رشح | إهداء

                                           تساقط


في زحمة العمل المقترن بروتين الأحداث المتكررة، وتكدس الواجب اليومي المزدحم على جدول الساعات القصيرة للحياة، يكاد لا يتسع للأنفاس أن تتنفس الصعداء. بل يُوشك الوقتُ أن يَمر مثابرًا، وهي ما زالت تلهث أفكارها بسرعة جنونية، مُحاولة لحرق عقلها في منفضة للتركيز، لعل وعسى أن تجد بعضا من التحرر للانسياب المتواصل من المعضلات التي تحاول حلها فكريا دون جدوى من ذلك. تناولت بعض الأوراق المبعثرة وحاولت ترتيبها في مستندات، ولكنها كانت مغبرة بخواطر أخرى ذات رسائل مبهمة، وتجهل لماذا هي منبعثة من روحها في هذا اليوم بالذات، بأفكار دخيلة على عاتق عقلها المنشغل باكتظاظ!!!
تطالع من النافذة بسرعة إلى عدد المرضى الذين يشغلون قاعة الانتظار، ثم تتفحص سجل حضور الموظفين، عددهم كامل عدا اثنين منهم تعذرا بالمرض معا.
عجيبٌ هو أمر هذه المراكز الصحية؛ الزوار يأتونها مرضى، والعاملون بها يغادرونها مرضى أيضا، فالمرض هو سبب كل شيء ومدعاة لكل ما هو قائمٌ هنا.
يدخل عليها فتى الكافتيريا محملا بالماء والقهوة، تسبقه ابتسامته المرفرفة بالعبط المشهود له. لم ترد عليه بأكثر من هزة رأس، مشيرة إلى مكان ليوضع عليه ما يحمله، فالزحمة تعدم فرص السلام والكلام معا، إلا بإيماءة مرحبة بابتسام، علها تكن بادرة كافية للاستيعاب.
بدأت وفود المرضى تهل عليها معلنة دخول أولهم ممثلاً في طفل صغير مع والدته، يبدو عليه الشحوب الشديد، ويطلق أنينًا موهنًا بفعل حمى ناتجة إثر التهابٍ ما يعاني منه، فحصته باهتمام ودقة، وسجلت له وصفة طبية ليغادر بها.
حملت القهوة التي بردت كليا من ترقب الارتشاف لتتذوقها، ولكنها عافت الطعم وطرحت الكوب جانبا دون رغبةٍ في المزيد.
سمعت صوت ارتطام الباب بالجدار، رجل ضخم يدخل بضجة ودوي مع طفلة ذات بنية ضخمة هي الأخرى مقارنة بمن هم في مثل سنها، وهي على ما يبدو ابنته ذات الخمسة أعوام كما هو مدون على ملفها الذي تناولته مذهولة من تصرف كهذا، خال من أي تحضر أو أدنى رقي، وكانت الطفلة تبكي وترفض الدخول، ولكن الأب يصر على حملها بقوة ثم يضعها أمامها مباشرة للفحص، تبتسم على أمل تهدئة الأمور وبعث الطمأنينة في نفس المريضة الصغيرة ثم تسألها بلطف: كيف حالك عزيزتي؟ تنفجر الطفلة باكية، وتهرول إلى الخارج هاربة، وكما يبدو أنها مذعورة لا ترغب المعالجة، ويتبعها الأب بخطواته الثقيلة محاولا مجاراتها والقبض عليها، تطالع بدهشة وتضحك، ثم تعاود الكرة إلى جمع حبال الوتير العملي الجاد.
بالرغم من ازدحام الجدول، ولكنها لا تكف التفكير بعبدالله، لعله ويلعب مع زملائه بالصف الآن.
يدخل ممرض، ويجلب بعض المعدات الطبية ويضعها على الطاولة، ثم ينصرف بهدوء دون أن ينبس بكلمة، ينقضي الوقت كله في معالجة الأطفال ومتابعة حالاتهم.
طبيبة ملمة بعملها، ولكن عند مرض عبدالله تقف عاجزة أمام التشخيص، فتصطحبه إلى طبيب أطفال آخر بدلا منها ليعاينه وكأنها تجهل عن الطب أدنى معرفة، فلا يطاوعها قلبها على لمس آلامه وسماع تأوهات مرضه، فتتجنب ذلك كله وتستعين بغيرها.
تتفكر في أمر سنه الأمامي، الذي مضى أسبوعان، وهو ما زال يناضل متخلخلا بين صحبة من أسنان أخرى سليمة. في مواجهة أي طارئ قد يصيب عبدالله تستغني عن معلوماتها ودراستها، فتشبه جاهلة متبرئة من علمها فارغة في عقلها، إلا من مشاعر أمومة محبطة في قلقها السيادي المضطرب. ولكن الأمر فاض بسيطرته وأصبح ملحا، معاندا للبقاء في فكرها ليعيقها عن مهامها الأخرى، ويحتل المساحات الكلية من تفكيرها، فتتصور عبدالله كعادته واقفًا متململا أمام المرآة مرارا، وكل يوم يسألها : لماذا لا يسقط؟! لقد تعبت من حركته المعيقة عند تناول الطعام. فيحاول قضم الطعام ومضغه من الأسنان الجانبية لفكه، إلى أن يستصعب الأمر ويفقد شهيته عن تعب وألم.
تغلبها الرأفة به، والرفق لحاله، خاصة حينما ضبطته ذات مرة متلبسا بمحاولة خلع ذاك السن بإحدى الأدوات الحادة، وعندها تعرض للتوبيخ الحرج منها.. ولكن، لماذا تتذكر هذه كله الآن واليوم!!! فكرت بنرفزة مشابهة للإحباط.
يدخل عليها طفل صغير هادئ، يشكو من كسر في يده، تنفرج أساريره لها، مظهرا أسنانه الأمامية كلها، عدا واحدة ناقصة، نظرت إلى الفراغ الموجود بينهم وتمنت أن يحصل ابنها على مثله.
يمضي الوقت، وهي تتلقى الزيارات المتكررة من المرضى أنفسهم، ذوي الشخصيات المعتادة.
مرة أخرى جال بخاطرها السن المتخلل والمناضل ضد السقوط.
باغتها احد المرضى من كبار السن يرغب بالعلاج لديها في قسم الأطفال، وهو نفسه ذاك الشيخ الذي يخطبها كل يوم، وهي تدأب على رفضه مبتسمة باستنكار واستهجان.
في نهاية الدوام ركبت سيارتها، مارة بالسوبر ماركت لتتبضع ما ينقصها من احتياجات. تمسك بمعجون أسنان وتفكر في كيفية تساقطهم، وكيف أنها تنتظر هذا الحدث بفارغ الصبر مع ولدها منذ فترة تعدت الاسبوعين.
قادت سيارتها متجهة إلى البيت، وعند بابه الخارجي تصادفت مع ولدها ينزل من حافلة المدرسة، وكانا قد وصلا سويا، وبينما هي تتجاوزه مررت له ابتسامة خاطفة محيية. في حين تردد عبدالله بالدخول وكأنه يؤخر خطواته عن قصد ومشاغبة. انكبت عليه ساحبة يديه ليدخل معها، ولكنه أبى جمودا دون حراك، محدقا في وجهها إلى أن حضنت خديه بيديها الاثنتين، مقربة وجهها منه باستغراب تحاول فك لغر تصرفه الغريب هذا، عندها ابتسم بدوره كاشفا لها عن فم يعلن أخيرا عن تساقط سنين اثنين كانا متلاصقين، تساقطا معا وأحدثا فراغا كبيرا محلهما.


                                  إشراق النهدية






قصص

البؤرة
لغز المقبرة
تمرد
الرجال قوامون
تساقط

تساقط
قطومة
لغز المقبرة
الرجال قوامون
الأحمر

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net