Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم قصص
الأحمر
تاريخ الإضافة: 01/02/2011 رشح | إهداء


الأحمر



هذه آخر لمسة، روج بلون أحمرٍ فاقع. تنظر إلى نفسها بإعجاب في المرآة، وهي تصبغ شفتيها بمهل، ثم ترتدي عباءة منقوشة بورد أحمر أيضا على مهل، فقد تكلفت واستيقظت مبكرا هذا الصباح بكل حماس على غير عادتها.....
"جاء الباص، أسرعي يا فاتن" سمعت والدتها تنادي... انتعلت حذاءها الأحمر ذو الكعب العالي وركضت بسرعة، كادت أن تسقط أرضا، ولكن تمالكت نفسها وخرجت من الغرفة.... تتمنى لو تستطيع الوصول إلى الباص دون المرور بوالدتها في غرفة الجلوس، وتعفي نفسها عناء الاستماع إلى أسطواناتها القديمة المحفوظة عن ظهر قلب، ولكن بالتأكيد لا مفر، فحاولت أن تسرع في خطواتها، والتقطت كلام أمها من عند الباب الخارجي: شو هالألوان؟ الله يهديكي يا بنتي تحجبي، انتي رايحة الكلية ولا الحفلة؟.... قالتها وهي تهز رأسها متأسفة، لا فائدة منها، فكل أخواتها متحجبات وملتزمات ما عدا هذه، آخر العنقود دلوعة أبيها....هكذا صرّح فكرها متكلما مع ذاته.
وقبل دخول الباص تسمع فاتن ضحكات البنات وتعليقاتهن: شو هالكشخة يا فاتن! أنيقة كعادتك....
ابتسمت لهم وصعدت الباص بغرور، فهي دائما الأجمل والأبهى هنداما، تفحصت بنظرة خاطفة لتتأكد: هل كل الفتيات يرتدين لوناً أحمراً كما هو متفقٌ عليه! فاليوم هو الفالنتاين - عيد الحب - والكل يملك الكثير من الآمال الملونة في جوفه.

"يا رب، يا رب، اليوم يصارحني أحمد بحبه لي" تفكر فاتن متضرعة لربها بتحقيق أمنيتها.... أحمد؛ الشاب الأكثر وسامة بالكلية، تحبه من سنتين ولكنه لا يدري، وهي لا تجرؤ على البوح، تكتفي فقط بالابتسام عله يفهم بدلا من الكلام...
التفتت إلى صديقاتها الباقيات فلاحظت أن الجميع مثلها تائه، غارق في أمنياته. ابتسمت لبراءة أفكارهن، وفي آخر الباص لمحت زميلتها سعاد وكانت تبدو في قمة السعادة؛ فقد خطبها حبيبها قبل أسبوع، وستُقام الليلة حفل خطوبتهما، يا لحظها المبارك!
لا أحد يعيرها انتباهاً، فالكل شاردٌ هنا، استغربت من الأمر وفضلت النظر من النافذة حيث الطريق المزروع، وتوغلت بفكرها بين الأشجار الكثيفة بشرود لا يقل عن صاحباتها...
التفتْ السائق إلى حيث الصمت المطبق خلفه حين لم يجد استجابة من الفتيات، فصرخ فيهن آمراً: وصلنا الكلية، انزلن.... ولكنه ابتسم بانبهار عند رؤية الفتيات الحمراوات الجميلات واستغرب من صاحبة الشعر الأحمر، نظر إلى نفسه في المرآة الجانبية بحسرة ولسان حاله يقول: ألا ليت الشباب يعود يوما!....


استفاقت الفتيات من خيالاتهن على وقع صراخ السائق. نظرن إلى الخارج، وكالعادة جميع الشباب مجتمعون عند مدخل الكلية يتحدثون وينتظرون نزول الفتيات، وأخذت كل فتاة تبحث بنظرها عن حبيبها السري بين الجموع....

 

وبكل جموح واندفاع نزلت الفتيات بتمايلٍ كالغزلان، وهبت فاتن بالخروج من الباص، هاهي الخطوة الأولى، وعلى غفلة من الفخر والكعب الأحمر هوت على الأرض ملطخة بالتراب وبإحساس الخيبة، خذلها الحذاء ذو الكعب العالي وأوقعها أرضا.... يا لخسارة العباءة! أصبحت مغبرة بالتراب وكل هذه الورود الحمراء كأنها دماء الخجل المتصاعد على وجهها، وجدت نفسها وحيدةً على الأرض إلا من نظرات الشباب وضحكاتهم الهستيرية. وفرّت صاحباتها عنها بأقصى سرعة، واستطاعت أن تسمع همساتهن: يالله ندخل بسرعة، والله فضيحة....
نهضت وجمعت كتبها المتناثرة حين تقدم منها شابٌ ما يساعدها، لم تستطع رؤيته بسبب غشاء الدموع الكثيفة، حتى إنها لم تكترث حين أبدى لها ملاحظةٍ ما.
دخلت الباص، تكلمت وهي تقاوم نوبة ألم وبكاء: ودني البيت.
نظر إليها السائق وأسرع يقود عائداً إلى منزلها ومشفقا على حالها، دخلت البيت بهدوء وحمدت ربها على غياب الوالدة عن الصالة، نزعت العباءة الحمراء والحذاء الأحمر أيضا وألقتهم في سلة القمامة وانهارت باكية وباكية وباكية...

بعد نصف ساعة تذكرت الشاب المحترم الذي أعانها على جمع كتبها صاحب الملاحظة التي لم تسمعها، لم يكن إلا أحمدا..
أحست بالخجل وبدأت تبكي مرة أخرى بحرارة من موقفها الأول والمحرج جدا أمام حبيبها.

 

في اليوم التالي؛ خرجت فاتن من البيت مختلفة تماما عن السابق، فاستغربت الأم من منظر ابنتها ولم تستطع الكلام، وبينما هي متجهة إلى الباص سمعت أمها تقول: "الحمد لله، عقلت البنت وربنا هداها".

اليوم؛ بدت فاتن طبيعية، لأول مرة متحجبة وساترة دون مكياج مبالغ به.

دخلت الباص بصمت إلا من السلام. جلست ولم تتكلم مع أحد، نزلت ولم تتكلم مع أحد، وفي الممر إلى حيث قاعة الدراسة، رأت أحمدا، وحاولت أن تتوارى عنه، غاصت بين جموع الطالبات، لكنه رآها لا محالة، لمحته ينظر إليها ويبتسم ابتسامة كبيرة جدا جدا.... لابد وانه يسترجع سقطتها بالأمس ويضحك....

خلال العام الدراسي بكامله لم يتبادلا الكلام، وفي كل مرة يتراءى لها، يكون ضاحكا بخفة أو مبتسما فقط، بالتأكيد انه لا ينسى أبدا موقفها المحرج ذاك... وقد تحول حبها له إلى نوع من التجنب والتحاشي عنه نتيجة لابتساماته المتكررة كلما لمحها، فلمجرد إنها وقعت مرة واحدة ليست إلا،لكنه يضحك عندما يصادفها في كل مرة، وعلى ما تبدو كانت لحظه خالدة سجلته ذاكرته، فهي ليست أول شخص يسقط من الباص، أليس كذلك؟!!.. حاولت الاختباء عنه قدر الإمكان خلال الوقت المتبقي من الفصل، مركزة على دراستها إلى حين موعد التخرج....

 ريثما جاء ذاك يوم وبعد عدة شهور من التخرج، بينما كانت في غرفتها تطالع صور حفل التخرج، وتسترجع ذكريات الكلية والدراسة...

سمعت أمها تدخل، وأبلغتها بأن هناك عائلة ترغب القدوم لرؤيتها وخطبتها.
كانت لا ترغب الزواج بهذه السرعة، ولكن ماذا عساها أن تفعل؟ لا يوجد لديها مبرر يستحق الاعتراض، فلتوافق إذن، ماذا تنتظر؟ لا شي يستحق الترقب.... ولكنها استغربت عندما رأت شابا تعرفه مع والدته أتيا لرؤيتها، أليس هذا احمد! زميلها بالدراسة؟ هو نفسه الوسيم الذي أحبته ذات يوم.

نزلت، حيّتهم وجلست بجانب أختها لحظات ثم صعدت لغرفتها. بعد الخطبة بفترة قال لها أحمد بحب ذات أمسية: أكثر شيء عجبني بك؛ هي طريقة قبولك لملاحظتي ذلك اليوم.... كادت أن تصرح بأنها لم تسمع ملاحظته ولكن تراجعت أمام نظرات الود المنسابة من عينيه، استخفت من نفسها وتظاهرت بالاهتمام واكتفت بالابتسام.....

وعلى حين غرة من النسيان مرت الأيام...... أحضرت العصير، تناول الكأس منها، وجلسا بمحاذاة الشاطئ وهما ينظران إلى ولدهما الأكبر يلعب بالكرة مع أصدقائه على البحر، سيطر على فاتن سؤالٌ رومانسيٌ كعادة حواء دائما: أحمد، هل تحبني ؟....نظر إليها وقال: لا يوجد شك في هذا؟ بالتأكيد احبك كثيرا...
سألته بشغف:أخبرني متى حبيتني أول مرة ؟ ... صمت قليلا؛ ثم قال: حبيتك عندما جعلتي لملاحظتي اعتبارا عندك، فشكرا لكي حبيبتي على ذلك...ابتسمت له ببلادة واستخفت من نفسها مرة أخرى كيف لم تسمع تلك الملاحظة المصيرية ذلك اليوم!

  غاصت بنظرها بعيدا في جوف البحر وفي داخلها حيرة وسؤال يطفوان أبدا، يا ترى ماذا كانت تلك الملاحظة؟!

و بالرغم من بقاء الفضول إلا أنها قذفت بقوة إلى البحر أفكارها العالقة بها،
كما قذفت كرة حمراء كانت ملقاة بجانبها على الشاطئ....

إشـــــــراق




قصص

البؤرة
لغز المقبرة
تمرد
الرجال قوامون
تساقط

تساقط
قطومة
لغز المقبرة
الرجال قوامون
الأحمر

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net