Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم نورا
ماكسي .. ولحاف
تاريخ الإضافة: 17/12/2010 رشح | إهداء

ماكسي .. ولحاف

 

رفعت الجحلة الممتلئة بتؤدة ،  ما زالت منحنية على الفلج ، ثم بحركة سريعة متزنة رفعتها فوق رأسها ، اعتدلت قامتها ، برهة وأعطت ظهرها للفلج ، حاثّة الخطا بإتجاه البيت .

-        " السلام عليكم "

-         قالتها باندهاش لوجوده في البيت ..

ردّ السلام وفي صوته رنة ثقة وفرح .

أنزلت الجحلة .. أذناها صاغيتان ، من المؤكد أنه سيقول شيئا هاما . قطع حبل أفكارها المتواتر برنة الثقة والفرح نفسه في صوته :

- "أخيرا قررت ..قررت أن أعمل في مسقط "

 باغتها حزن شملها ، لماذا انقبض قلبها ، هزت رأسها لتتخلص من حزنها المباغت ..

" بهذه السرعة ؟! "

- " لا .. ليس بهذه السرعة .. فأنت تعرفين أنني منذ زمن أدوّر الأمر في ذهني .. وأخيرا وصلت للقرار الصائب .. "

لم تناقشه .. فلا فائدة ، لن تستطيع إثناءه عن عزمه ، ربما لديه بعض الحق ..

رفعت الجحلة بصعوبة واضحة وبحركة غير متزنة ، اتجهت للداخل  وحزن عميق يغمر قلبها المنقبض .

               -------------------------------

هزتها يد قوية ..

- أم حمود .. أم حمود ..

استرجعت نفسها ، هزتها اليد مرة أخرى ..

-        أم حمود .. مالك؟  أين سرحت ؟

" وبحزن شديد أكملت " ..

- طبعا أنت مصدومة .. ولكن صدقيني إنهما فعلا قادمان "

   نظرت في عيني أختها ..

- " لا تخافي علىَّ فقد أنهيت الحداد منذ زمان .. والأمر عادى "

فغرت أختها فاهها :

-        " هل معقول ما تقولين ؟! "

- ولم لا ، الأمر عندى عادى جدا وسترين بنفسك ، هيّا تعالي معي..

سحبتها معها إلى المنامة .. فتحت مندوسا :

- " عندى هنا الدقة التي أحضروها لي يوم  الحق ، خمس سنوات مرت ، وكمية لا بأس بها باقية  أليس كذلك ؟! فأنا أستعملها بحرص شديد جدا لغلاوتها عندى "

أختها فاغرة فمها ، تنظر إليها بارتياب شديد . لم تهتم بها كثيرا ، أسرعت إلى الخارج ، أحضرت المجمر المليء بقطع فحم ملتهبة ، سكبت بأصابعها الرقيقة البيضاء قليلا من الدقة فوق الجمر الملتهب ، ارتفع الدخان الكثيف الرقيق بشذا هدهدهما ..

ابتسمت لمرأى الدخان ينتشر في الغرفة "

- آآه .. ما أجملها من رائحة ..إنها تسحرني .. سأبخرهما بها . "

وجه أختها كالمصعوقة , أسرعت من الغرفة كريح عاصفة لا تلوى على شئ .

الدخان يتصاعد بشذا .. بعبير رائق .. مكونا أشكالا سريالية حولها .

ظل ابتسامة على وجهها الأبيض الجميل ، بتقاطيعه المغسولة برونق فطرى ..

الابتسامة تتسع على وجهها .. تستوعبه .. تشمله ، لكن  تنقطع عندما تنظر من خلال الدخان الكثيف اللطيف إلى المندوس المفتوح  تبحث عن شئ ما!   

-        ها هو .. إن طرفه الرقيق يطل من بين الأثواب  ..  فقد أتى به في يوم ما غير بعيد .

                ------------------------------

   تأملته  بقلب ما يزال مقبوضا .. كأنه يحمل نعشا بين جوانبه ..

-        " انظري .. انظري .. إنه جميل أليس كذلك . "

حمود الصغير يبحلق في الثوب المرفوع بعينين لامعتين وهو يحشو لعبته الأنيقة الجديدة بأحجار البطارية ..

- " إنه رقيق وهفهاف يا أبى " .

" جميل أليس كذلك ؟ اشتريته من مهدى ..

تساءلت ..

-        ومن هو مهدى ؟!

-        " لا تعرفينه " ..

وهو يبسط الثوب الرقيق البديع بنقوشه ..

-        " ست أمتار "..

-        ستة أمتار كثيرة على .. خسارة سيضيع الباقي .

- "إنه ماكسي ولحاف " .

- ماكسي ولحاف ؟!! تقصد أخيطه ماكسي ولحاف؟

- "وسيبدو جميلا عليك ".

 استغرقها تفكير عميق .. ماكسى ولحاف .. كيف ستبدو فيه لأول مرة ، لا تدرى لماذا تخيلت نفسها تحمل الجحلة على رأسها وهي تلبس ماكسيا ولحافا" .

بفرحة :

-        " أبو حمود .. أبو حمود .. أظن أني سأبدو جميلة في الماكسي واللحاف .. ولكن للأسف لا أحد سيعرف خياطته هنا .. ما رأيك أن تأخذه معك إلى مسقط وتخيطه هناك ؟ "

بانشغال ونفاذ صبر :

-        " طيب .. طيب . "

وضعت الثوب في مكان ظاهر في المندوس , كلما عاد من إجازته من مسقط  ورفع غطاء المندوس لأخذ شيء ما  رأى الثوب ، كانت تراقبه من طرف خفي، لا بد أنه مشغول ، سيأخذه معه إن شاء الله في الأسبوع القادم .

 بعد شهور طويلة جدا .. قصت الثوب وخاطته كما تعودت دشداشة قصيرة ولحاف .. مع سروال قطني جميل تزينه تطاريز ذهبيه جميلة من الكعب حـتى الركبة .

عندما رجع من مسقط نهاية الأسبوع  كانت تلبسه فرحة به ، فقد ضبطت خياطته بطريقة حسدتها عليها جاراتها ، لم يبدُ عليه أنه لاحظ شيئا ، كل الذي تتذكره أنه قال لها بأن تغيره سريعا لأنها تبدو فيه سخيفة !

دخلت لتغيره وهي تكتشف نعش ميت حملته طويلا في قلبها المقبوض ،  فلم تر بُداً من دفنه وإنهاء الحداد ،  وخرجت بثوب آخر زاهٍ ،  فلا فائدة من الحداد .

                  -----------------------------------

أختها المصعوقة عادت مع طابور طويل من جاراتها . ابتسمت لمرآهن المذهول قبالها ، اتسعت ابتسامها وصارت ضحكة ساخرة منهن :

- " ظننتموني جننت أليس كذلك ؟.. إنكن غبيات فعلا "

  المجمر مازال في يدها .. تلتهب ناره .. حملت علبة الدقة بيدها الأخرى ، أسرعت إلى الخارج وهي تهزأ منهن .

استقبلت بفرحة حقيقية أبا حمود وعروسه ، عروسه كانت تلبس "ماكسي" ولحافا رقيقا زاهيا هفهافا . أحمت الجمر بنفخ متتابع سريع ، سكبت قليلاً من الدقة بأصابعها البيضاء الرقيقة ، تصاعد الدخان اللطيف الكثيف بشذا .. بعبير لا يقاوم .

اقتربت من عروس زوجها ، همست لها برقة :

- " حلوة رائحة الدقة .. أليس كذلك ؟؟  إنها خاصتي .. جئت بها لأبخرك .. فأبو حمود يحب رائحتها ."

 جلست على الأرض وأدخلت المجمر تحت طرف ماكسي العروس واللحاف ،

-الماكسي يبدو عليك في غاية الجمال "

ثم بابتسامة حزينة مشفقة ..

- هل تعتقدين أنه ستظهر موضة أحدث من الماكسي واللحاف بعد فترة في مسقط ؟! "

نظرت إليها العروس بابتسامة حيرى دون أن ترد جوابا .   

 

 

الجحلة     :   إناء ماء يحمل على الرأس

المندوس    :   صندوق لفظ الملابس

الدقة     :   نوع من البخور طيب الرائحة

الحق       :   مايهديه الرجل لخطيبته من أشياء قبل الزواج

اللحاف    :   غطاء يستخدم للرأس




نورا

الظل الكبير
ماكسي .. ولحاف
في ليلة واحدة
مهاجر إلى الغرقد
شيء ما

نورا
الظل الكبير
الدليوب
الحجارة .. والجمرات
في ليلة واحدة

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net