Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم نورا
الدليوب
تاريخ الإضافة: 17/12/2010 رشح | إهداء

الدليوب

 
قفز من العربة بخفة فتى العشرين ، تخطى بلا حذر الشارع العريض المزدحم بالعربات المتراكضة ، فعيناه مثبتتان على شئ ما ، هناك  في واجهة المحل الذي يسرع إليه، صرير الفرامل الغاضبة لم يستوقفه ، سباب أصحابها لم يثنه عن عزمه.

 اقتربت عيناه ، همست بحنان لعيون المنمنمات الـمـطـلة مـن واجهه المحل ، فقد اشتاق إليها واشتاقت إليه رغم إنه لم يطل الغياب . تسمر في مكانه يـبـثـهـا أشواقه ، يحاورها بحب، يتعرف على رفيقات أخريات لها .

 فهذا الطقم الجميل الرقيق لم يكن هنا سابقا ،ما أجمله ! ما أرقه ! وهذه الرسوم ، لا شك أنها يدوية ، وهذه الخطوط المذهبة إنها خطوط ماء ذهب حقيقي ! يا لرقتها، يا لخفتها ، إنه 95 قطعة ، كل واحدة عالم من الجمال لوحدة ، لابد أنه معالج بدقة ، ولابد أنه غال ، غال جدا .

وهذا الإبريق الجديد ، ما ألطفه بخطوطه الفضية والبنفسجية المتداخلة؛  تعطيه إحساسا برفاهيتها ورفاهتها .

كانت عيناه غارقتان في حلم وردي خلال الواجهة التي اصطفت فيها أطقم الخزف والصيني الرقيقة .

صاحب المحل تعود عليه وأدمن وجوده ، ليس هو فقط بل كل أصحاب محلات الخزف الصيني في مسقـط .

لا بد أنه يتاجر في هذا النوع من البضاعة ، على العموم سيدخل المحل بعد قليل كما تعود ، وسيـقـضي سـاعـات وهو هائم ، أنه يعرف بضاعتي أكثر مني ، وعيناه لا تخطئان الحكم على أنواعها ومواصفـتـها وبـلاد إنـتاجها ، مـن المؤكد أنه يتعامل مع هذا النوع من البضاعة ، لكن ملامحه لا تحمل رقة ملامح التاجر وابتسامته المرسومة .

لم يشغل صاحب المحل نفسه كثيرا بالتفكير فيه  ، وهو يراه يدخل ثم ينزوي في ركن الخزفيات المفضل لديه .

انعكست صورة شاب وهو داخل المحل في عيني صاحب المحل  ، ابتسم .. ها قد حان وقت الانصراف.

لم يكد يحس بيد إبنه على كتفه :

 -أبي ألا يكفي هذا اليوم ،يجب أن نرحل ، فالـطريق طويلـة ، والـظـلام مسرع بالقدوم.

 انتزع نفسه وأصابعه بصعوبة بقوة من همساتها وضحكاتها وأحاديثها , من حـيـاتـها الصـاخبـة الرقيقة , من شبابها ونضارتها ، مسترجعا بغصة طفولة هادئة ضعيفة خالية من الجمال، خشنة الملمس والمظهر تنتظره في بهلا .

                                 ________________

طالت فترة الصمت في العربة ،أبوه ما يزال يسترجع الغصة ، بينما أضواء مسقط تشحب رويدا ..رويدا .

-أبي .. الأحلام قد تبقى فترة طويلة أحلاما قبل أن تـتـحقـق.

هز رأسـه باستسلام :

- نعم ، لربمـا العـمر كـله ولا تتحقق  ، أليست تسمى أحلاما!!

أنه حزين هذه الليلة، فالحسرة تمسك بتلابيبه ، تزحزح بصعوبة من ذلك المحل وكأنه يودع ما فيه، لـو رآه أحــد لما صدق أنه يزوره كلما نزل معي مسقط في رحلاتي المكوكية خلال الأسبوع ، غير آبه بشيخوخته وضعف بدنه.   ولكن ما باله حزينا هذه الليلة! وقد عودني كلما ركبنا العربة  بتفاؤل يمتد إلي ،  فأطير معه حيث يطيـر هو في فضاء وردي واسع .

لم يستطع أن يواصل حبل الحديث مع أبيه . إنه حزين حتى العظم ،  تملؤه مرارة غريبة ، جلسته على المقعد شاحـبة الحركة ، كأنه غير موجود ، لم يلحظ حيوية حركته إلا عندما مر بالعربة أمام الرسيل الصناعية ، تـلألأت أضواؤهــا في عينيه ،فقد التفت التفاته كاملة عبر النافذة إليها ، وظل محدقا  بأضوائها وهو يبلع ريقه بصـعـوبة إلى أن تجاوزتها العربه .

 عندما غابت عن عينيه ، سمع الابن آهة تند عنه .

 أبي العزيز هو الطفل الوحيد من أطـفالـك لم يشب ، ولم تجر في روحه دماء الشباب ، لقد كبرنا جميعا، أصبحنا رجالا أشداء ما عدا طفلك هذا لم يجر عليه قانون السنين ،  ولم يخضع لها .

 تناهى صوت أبيه الشاحب إلى أذنيه :

- أتعلم .. لقد اتفق معي صاحب المحل بأن يـشتري مني أربعة خروس ، وطلب مواصفات معينة في تلوينها.. أتعرف لا أظن المادرما والريشة ستستطيعان الإيـفاء  بطلبه، على العموم قال لي أخيرا وهو يقتنص ابتسامة صغيرة من أطقمه الفاخرة ، إذا لم أف بطلبيات الألوان تماما فلا بأس ، فهو يفهم الصعوبات ،  قال أنه سيزين مدخل المحل بها. حاولت أن أقنعه بـشراء الـمـزيـــد أو أنواع أخرى  ليس لنفسه بل للتسويق لكنه رفض وقال أن جميع ما أصنعه استخداماته محدودة ،ناهيك عن مشاكله الأخرى ـ زفر بألم ـ لم أناقشه ، فمن المؤكد أن الطفل الصغير لا يستطيع أن يقوم بما تقوم به أنت بشبابك ، أليس كذلك؟

                              _______________________

كان متكئا على الدليوب يخاطبه ،  محنيا رأسه على القرص الدوار ،  حيث دموعه تتقاطر فوقه :

- لقد ذهـب أيــها الطـفـل العزيز ، لقد رحل في تلك الليلة ، مثقلا بحزن كبير وغصة كبيرة .  إنك حزين ويائس ، فقدت أباك،  لقد كنـت طفله المدلل لا بل روحه ، وقد ذهب حزينا ويائسا من صيرورتك شـابـا ممـتلئ الــرجولة مثل بـقية أولاده الشباب،  فإن كنت تبكيه فأنني أبكيه وأبكي نفسي ، فقد أثقل كتفي بحملك ..

- لا .. لا تظن بـي الظـنـون ، فـأنت امتزجت بدمائي ، وما زلت تسري معها . كان متأكدا قبل أن يرحل ويتركني معك بأن أحلامي ولـدت مـن أحلامك ، من أحلامه ، لذا لم يسألني يوما واحدا عن أحلامي _ زفر بألم _ ولكن هل تسـتـطيـع أنـت بطفولتك أن تتحمل عنفوان شبابي ؟ هل تستطيع ؟

-أنت صامت واجم ، لا تحير جوابا وأنا لا أسألك جوابا ، لأني أعـرفه ، فقد كنت تهمسه لي بحزن وأنت تودع أبانا في زياراته الكثيرة إلى مسقط، ولا بد إنك تعرف إلى أيــن كــان يذهب . وكنت تنتظره  ، وتنتظر بفارغ الصبر تلك الوصفة السحرية التي ينقلك بها إلى شباب حـلـمـنا به نحن الثلاثة كل على انفراد ، دون أن نتكلم معا حوله ، لكن - رفع رأسه وانسابت دمعتان كبيرتان على خده _ لكن أعذرني فيما سأفعله إن لم أمتلك تلك الوصفة السحرية ، فالحلم يجب أن يتحقق ، يجب ، فكفانا عـمـر أبـي بأكمله انتظارا.   لذا لا تلمني _ أكمل بصعوبة _ لا تلمني إذا تغير عليك الوجه في يوم من الأيام.  ثم استغرق في نشيج أحس صداه في أنفاس الدليوب المضطربة الحزينة .

                                  __________________

بعد أسابيع عاصفة مؤلمة  ، علق لوحة على باب محل أبيه المقفل ، كتب عليها بخط عريض ، دليوب أصيل بـحـاجـة إلى مالك جديد .

 وتحته كتب بخط أحمر واضح ، بشرط نقله إلى  الرسيل.

 

القصة الفائزة بجائزة المنتدى الأدبي التشجيعية عام1990

 

*الدليوب : آلة يدوية قديمة لصناعة الفخار

*الرسيل :منطقة صناعية حديثة 

*بهلا :بلدة لصناعة الفخار بالطريقة القديمة

*خروس :مفردها خرس وهي اناء الفخار الضخم

*المادرما والريشة : طرق بدائية لصباغة وزخرفة الفخار                                     

 

 

                                   

 




نورا

الظل الكبير
ماكسي .. ولحاف
في ليلة واحدة
مهاجر إلى الغرقد
شيء ما

نورا
الظل الكبير
الدليوب
الحجارة .. والجمرات
في ليلة واحدة

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net